المبعوث الأممي إلى اليمن يقدم "كشف حساب" للهدنة ورؤيته لإمكانية تمديدها

أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أنه يجري اتصالات مكثفة مع أطراف الحرب في اليمن، من أجل تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها.

وقال المبعوث الأممي، في بيان اليوم الخميس، إنه كثَّفَ اتصالاته مع الأطراف المعنية "دعما لتنفيذ جميع بنود الهدنة واستكشافا لفرص توسيع نطاقها وتمديد أجلها لما بعد الثاني من أغسطس/آب المقبل".

وأضاف غروندبرغ أن تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها سيزيدان الفوائد التي تعود على الشعب اليمني ويوفران منصة لبناء مزيد من الثقة بين الأطراف، وبدء نقاشات جادة حول الأولويات الاقتصادية مثل الإيرادات والرواتب، والأولويات الأمنية بما فيها وقف إطلاق النار.

وأكد أن الهدف في نهاية المطاف هو المضي قدما نحو تسوية سياسية تنهي النزاع بشكل شامل.

يذكر أن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي قد وافقتا مطلع يونيو/ حزيران الماضي على تمديد هدنة إنسانية في البلاد لمدة شهرين، بعد انتهاء هدنة سابقة مماثلة بدأت في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.

ومن أبرز بنود الهدنة السارية حاليا، وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ العام 2015.

كشف حساب

وأشار المبعوث الدولي في بيانه إلى أنه بفضل استمرار التزام الأطراف "فإن الهدنة صمدت إلى حد كبير لقرابة 4 أشهر، مما يمثل واحدة من أطول فترات الهدوء النسبي"، موضحا أنه خلال الهدنة انخفض "العدد الإجمالي للضحايا بين المدنيين مقارنة بأعدادهم قبل الهدنة".

ووفقا لبيان غروندبرغ، فقد تم خلال الهدنة تشغيل 20 رحلة جوية ذهابا وإيابا بين صنعاء وعمّان، ورحلة واحدة ذهابا وإيابا بين صنعاء والقاهرة، أقلت جميعها ما يزيد على 8 آلاف مسافر، وأوضح البيان أنه في الفترة من الثاني من أبريل/نيسان إلى 21 يوليو/ تموز 2022، دخلت 26 سفينة وقود ميناء الحديدة تحمل 720 ألف و270 طنا من مشتقات الوقود، وهناك المزيد من سفن الوقود التي ستصل لليمن.

واعتبر المبعوث الأممي أن الهدنة أحدثت "تحولا كبيرا لليمن، وحققت فرقا ملموسا في حياة الناس"، لافتا إلى أن "الشعب اليمني والمجتمع الدولي يريدون ويتطلعون لتنفيذ الهدنة وتجديدها وتعزيزها بشكل كامل".

مشكلات وعوائق

ورغم ما أوضحه المبعوث الدولي من تحسن في الوضع الإنساني في اليمن في ظل الهدنة، فقد أوضح نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن دييغو زوريلا أن أحد أبرز المشكلات التي تواجههم في اليمن استمرار إغلاق بعض الطرق في البلاد، مشيرا إلى أنه رغم التحسن الذي طرأ (على الوضع الأمني) فإنه "لا يرقى إلى مستوى توقعات السكان"، في إشارة إلى أحد العناصر الرئيسية للهدنة لم يتم تنفيذه بعد.

وذكر زوريلا في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أنه تم عقد عدة جولات من المحادثات في الأردن ترأسها المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، لكن المتحاربين يترددون في إعادة فتح الطرق خوفا من أن يفيد ذلك الجانب الآخر عسكريا.

وأشار إلى أن حركة المرور صعبة للغاية بين المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون والتي تمثل 30% من اليمن ويعيش فيها 70% من السكان، وبين المناطق الموالية للحكومة حيث تصل غالبية البضائع، إذ تؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة تكاليف النقل 4 مرات وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية وتحرم كثيرا من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المسيطرين على محافظات عدة بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.