موجة حرّ غير مسبوقة.. دول أوروبية تسجل أعلى درجات حرارة في تاريخها وتكافح حرائق الغابات

تحاول فرق الإطفاء احتواء الحرائق في فرنسا وإسبانيا، بينما أعلنت سلطات لندن -اليوم الثلاثاء- الاستنفار استجابة للحرائق أيضا، بعد أن سجّلت الحرارة ارتفاعا قياسيا وتجاوزت 40 درجة مئوية. وقد طالت موجة الحرارة دولا أخرى في جنوب أوروبا وغربها.

وأفاد مراسل الجزيرة في إسبانيا باندلاع حرائق متزامنة في شمال البلاد، حيث تدفع السلطات بمزيد من فرق الإطفاء إلى منطقة زامورا. وقال رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز إن "التغير المناخي يقتل أفرادا… ويقضي كذلك على نظامنا البيئي وعلى تنوعنا الحيوي".

وسيطر رجال الإطفاء على حرائق نشبت في بلدة "تابارا" شمالي إسبانيا، بعد أن التهمت آلاف الهكتارات من الأراضي. وبحسب سكان المنطقة، فإن تكرار الحرائق يعود إلى غياب السياسات الوقائية، وامتناع الحكومة عن التعاقد مع مزيد من العاملين في الدفاع المدني.

وقال مراسل الجزيرة في فرنسا إن فرق الإطفاء تنفذ إجراءات طارئة في منطقة لاجيروند (جنوب غرب فرنسا)، بتجريف مساحات من الغابات لمنع انتقال الحرائق. وقد أتت النيران على 35 ألف فدان من مساحات الغابات في البلاد، وتسببت في إجلاء 32 ألف شخص من منازلهم.

وشهدت منطقة لاجيروند التي تنتشر فيها زراعة العنب أكبر حرائق غابات منذ أكثر من 30 عاما، وقالت السلطات إن رجلا اعتُقل للاشتباه في أنه تعمّد إشعال حريق.

وشهدت فرنسا -أمس الاثنين- واحدا من أشدّ أيام العام حرارة، مع توقعات بأن تتراوح الحرارة في الساحل الغربي ما بين 40 و42 درجة مئوية.

وفي البرتغال، واصل أكثر من 1400 من عناصر الإطفاء جهود إخماد الحرائق في وسط وشمال البلاد صباح الثلاثاء.

حرائق بريطانيا

وقال عمدة مدينة لندن صادق خان إن موجة الحرّ تسببت في اندفاع هائل للحرائق بعد ارتفاع درجات الحرارة في المدينة إلى 40 درجة مئوية، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 38.7 درجة مئوية الذي سجل في حديقة كامبردج النباتية يوم 25 يوليو/تموز 2019.

وقد تعطلت خدمات النقل في عدد من محطات القطار في مختلف أنحاء البلاد.

وقال وزير النقل غرانت شابس إن الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن تتمكن بريطانيا من تحديث بنيتها التحتية بالكامل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، بعد أن ظهرت علامات الأضرار على مدرجين على الأقل والتواء بعض قضبان القطارات.

Multiple Fires Break Out Around Greater London Amid Record Heat
حرائق واسعة في محيط لندن (غيتي)

وأضاف -في حديث لشبكة "بي بي سي"- قائلا "نرى قدرا كبيرا من الاضطرابات في السفر. البنية التحتية التي يعود الكثير منها إلى العصر الفيكتوري، لم تكن مبنية لتحمل هذا النوع من درجات الحرارة".

واتُهمت الحكومة بالتعامل باستهتار مع موجة الحرّ، كما وُجهت انتقادات لرئيس الوزراء المنصرف بوريس جونسون لتغيبه عن اجتماع طارئ بشأن هذه الأزمة الأحد، مفضلا حضور حفلة وداعية في مقرّ إقامته.

ونددت الأوساط الطبية كذلك بتعليقات دومينيك راب نائب رئيس الوزراء الذي دعا البريطانيين إلى "التمتع بالشمس".

دول أخرى

وفي إيطاليا، تستمر للأسبوع الثاني موجة حارة رفعت درجات الحرارة في عدة مدن في البلاد إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية، مما أدى إلى اشتعال حرائق. واعتبرت هيئة الأرصاد درجة الحرارة المسجلة الآن الأشد في تاريخ إيطاليا.

خطر وتحذير

وقالت المفوضية الأوروبية أمس إن نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تواجه خطر الجفاف بسبب الانحسار الطويل للأمطار، مما يرجح تراجع المحاصيل الزراعية في دول مثل فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.

وحذر الأمين العام للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتري تالاس، من أن موجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ التي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها اليوم الثلاثاء، ستصبح أكثر شيوعا وحدة في العقود القادمة.

وأضاف تالاس -في إيجاز صحفي في جنيف- أن "الاتجاه السلبي للمناخ سيستمر حتى 2060 على الأقل"، مرجعا الأمر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

المصدر : الجزيرة + وكالات