ألمانيا تدعو لخطة "مارشال" لإنقاذ أوكرانيا وروسيا تحذّر الناتو من تفعيل بند يهددها

Service members of pro-Russian troops fire a BM-21 Grad multiple rocket launch system in Mariupol
القوات الروسية والانفصاليون الموالون لها يحرزون تقدما في شرق أوكرانيا رغم المقاومة (رويترز)

بينما تستمر المعارك في أكثر من جبهة بأوكرانيا، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو سترد على إجراءات ليتوانيا قريبا، وأن الرد لن يكون دبلوماسيا، في حين دعت ألمانيا الرئيس الأوكراني لقمة مجموعة السبع من أجل الاتفاق على "خطة مارشال لأوكرانيا".

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي بموسكو إن مختلف الوزارات تدرس الآن الخطوات العملية للرد على الإجراءات الليتوانية، وذلك بعد منعها عبور البضائع نحو جيب كالينينغراد الروسي.

من جانبه، حذّر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الغرب من الحديث عن تفعيل بند الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في المواجهة بين ليتوانيا وروسيا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن ريابكوف تحذيره الأوروبيين مما وصفها بـ"الألعاب الخطابية الخطيرة بشأن موضوع الصراع".

وكانت الخارجية الأميركية أكدت أن التزامها صارم بالمادة الخامسة من المعاهدة التأسيسية للناتو، التي تنصّ على أن الهجوم على أحد أعضاء الحلف هو هجوم على الجميع.

في سياق مواز، قال المستشار الألماني أولاف شولتز -اليوم الأربعاء قبل اجتماعات مجموعة دول السبع وحلف شمال الأطلسي- إن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا "ما زالت بعيدة".

وأكد شولتز أمام النواب الألمان "ما زلنا بعيدين عن مفاوضات السلام لأن بوتين ما زال يعتقد أن بإمكانه إملاء السلام"، داعيا حلفاءه إلى "الاستمرار" في دعم كييف من خلال العقوبات و"تسليم الأسلحة" لأوكرانيا.

وفي إشارة إلى المبادرة الأميركية التي قدّمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، قال المستشار الألماني إنه دعا الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع التي تبدأ يوم الأحد المقبل من أجل "الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا".

ومشروع مارشال الشهير هو خطة اقتصادية أُطلقت بمبادرة من وزير الخارجية الأميركي الأسبق جورج مارشال، من أجل مساعدة البلدان الأوروبية على إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية وبناء اقتصاداتها من جديد، وذلك عبر تقديم هبات عينية ونقدية بالإضافة إلى حزمة من القروض الطويلة الأمد.

معارك محتدمة

ميدانيا، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك إن هدف روسيا الرئيسي هو السيطرة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك، وكذلك الحفاظ على الممرات البرية المؤدية إلى شبه جزيرة القرم، إضافة إلى الحدّ من وصول أوكرانيا إلى الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود.

وأضاف موتوزيانيك أن موسكو تكبدت خسائر فادحة في الأفراد والمعدات رغم تفوقها في العدة والعتاد، قائلا إن فعالية وحدات المشاة الروسية منخفضة خلال انتشارها على الأرض.

وتحتدم المواجهات في إقليم دونباس، حيث قالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن مناطق سيطرتها تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي أوكراني.

وأفاد مركز الدفاع التابع لقوات دونيتسك الشعبية، بأن القصف استهدف حي تشورنو غفارديسكي في مدينة ماكييفكا شرقي دونيتسك، في حين جرح آخرون بينهم طفل في قصف مدفعي على حي كييفكسي شمالي دونيتسك.

وأضاف المركز أن عدد المناطق السكنية التي سيطرت عليها قوات دونيتسك منذ 24 فبراير/شباط الماضي ارتفع إلى 239 منطقة.

من جهتها، أعلنت قوات لوغانسك الموالية لروسيا أنها أحكمت سيطرتها على منطقة غورسكوي جنوب مدينة بوباسنايا في مقاطعة لوغانسك، مضيفة أن 27 عسكريا أوكرانيا قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقالت قوات لوغانسك إنها دمّرت آخر معاقل القوات الأوكرانية في المنطقة وحاصرت ما تبقى منها، وإنها تمكنت من التحكم بالطريق الإستراتيجي الذي يصل غورسكوي بمدينة ليسيتشانسك.

كما أفاد مراسل الجزيرة في إقليم دونباس بأن دمارا واسعا لحق بمدينة ليسيتشانسك بسبب قصف روسي مدفعي وجوي مستمر على المدينة منذ عدة أيام.

وأعلن سيرغي غايدي حاكم مقاطعة لوغانسك سيطرة القوات الروسية على قرى توشكيفكا وميرنا ودولينا.

وقال غايدي إن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على مصنع "آزوت" داخل المدينة الصناعية في سيفيرودونيتسك، بالرغم من القصف الشديد.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية قضت على نحو 500 عسكري أوكراني خلال استهداف مصنع للسفن بمدينة ميكولايف.

وأضاف كوناشينكوف أن قيادة القوات الأوكرانية أجلت الليلة الماضية جرحى وجثث "مرتزقة" بريطانيين وأميركيين في دونيتسك، خشية وقوعهم في الأسر لدى القوات الروسية.

وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد القصف الأوكراني على أحياء شمال ووسط دونيتسك، وقال عمدة المدينة إن القوات الأوكرانية قصفت حي كييفسكي صباحا بـ23 قذيفة مدفعية، وإن حركة النقل العمومي في الشمال والوسط توقفت جراء القصف.

وقالت وزارة الطوارئ الروسية إنها تمكنت من إخماد حريق في محطة نوفو شاختينسك لتكرير النفط في مقاطعة روستوف، المتاخمة للحدود مع إقليم دونباس.

في حين أفاد فيتالي كيم رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في مدينة ميكولايف باستهداف ميناء المدينة الرئيسي ومبان سكنية وخدمية اليوم بـ7 صواريخ روسية.

من جهتها، قالت قيادة عمليات الجنوب إن دفاعاتها الجوية أسقطت في ميكولايف عددا من الصواريخ الروسية.

كما أكدت القوات الأوكرانية استمرار عمليتها العسكرية في جزيرة الأفعى التي تسيطر عليها القوات الروسية، وتحدثت عن ضربات مكثفة تستهدف مواقع القوات الروسية وتكبيدها خسائر فادحة.

ورصدت كاميرا الجزيرة سلسلة تدريبات لقوات مشاة أوكرانية على ضفاف البحر الأسود استخدمت فيها الذخيرة الحية، لمواجهة ما وصفتها بالتهديدات المحتملة.

وتأتي هذه التدريبات في وقت أكدت فيه القيادة العسكرية بمقاطعة أوديسا المطلة على البحر الأسود، أن دفاعاتها الجوية أسقطت اليوم عددا من الصواريخ الروسية التي حاولت استهداف المقاطعة من البحر الأسود.

تطويق سيفيرودونيتسك

من جانبها، قالت الاستخبارات البريطانية إن روسيا تضغط لتطويق منطقة سيفيرودونيتسك عبر إيزيوم في الشمال وبوباسنا في الجنوب.

كما أكدت أن روسيا تستعد لمحاولة نشر عدد كبير من وحدات الاحتياط في دونباس.

في سياق مواز، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع في لوغانسك شرقي البلاد صعب للغاية.

وأضاف زيلينسكي في رد على سؤال للجزيرة في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء لوكسمبورغ، أن فشل أوكرانيا في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي يعني أن جيران كييف والجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى ستتعرض له أيضا.

مناورات بيلاروسية

وفي مقاطعة غوميل شرقي بيلاروسيا قرب الحدود الأوكرانية، انطلقت مناورات تعبئة عسكرية تشارك فيها المفوضيات العسكرية البيلاروسية والقوات المسلحة البيلاروسية المتمركزة في المنطقة.

وبحسب وزارة الدفاع البيلاروسية، تجرى هذه المناورات تقليديا لزيادة مستوى الاستعداد القتالي والتعبئة للمفوضيات العسكرية، وتطوير معرفة المهارات العسكرية والعملياتية للقوات البيلاروسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات