حرب أوكرانيا.. الاتحاد الأوروبي يقرّ حظرا واسعا على النفط الروسي وموسكو تواصل تقدمها في دونباس

يواصل قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء اجتماعاتهم ضمن قمة استثنائية تستضيفها بروكسل، وسط مشاورات جانبية بشأن الحظر الأوروبي على النفط الروسي، يأتي ذلك في الوقت الذي يحقق فيه الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا تقدما كبيرا، إذ باتت القوات الروسية تسيطر على مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية في دونباس.

يأتي تبني هذه الحزمة من العقوبات في وقت يتراجع فيه الجيش الأوكراني في شرق البلاد، حيث تركّز القوات الروسية جهودها بعدما انسحبت من منطقة كييف أواخر مارس/آذار الماضي، وأحكمت السيطرة على ميناء ماريوبول الإستراتيجي (جنوب شرق) في 20 مايو/أيارالجاري.

فقد أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي اليوم الثلاثاء أن القوات الروسية باتت تسيطر على "جزء" من مدينة سيفيرودونيتسك التي تقصفها وتحاول السيطرة عليها منذ أسابيع، واصفًا الوضع بأنه "معقّد للغاية".

وقال الجيش الأوكراني في إحاطته اليومية صباح اليوم الثلاثاء إن الجهود الروسية "تتركز على السيطرة على سيفيرودونيتسك".

وقال مراسل الجزيرة إن المعارك مستمرة بين القوات الروسية التي تهاجم سيفيرودونيتسك والقوات الأوكرانية التي تحاول التصدي لهذا الهجوم.

وأوضح المراسل أن القوات الأوكرانية صدت محاولات التوغل الروسية نحو عمق المدينة.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية إن القتال في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس بلغ أقصى درجاته مع استمرار القصف المدفعي الروسي على طول خطوط التماس.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "تحرير جميع أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" المعترف بهما من قبل روسيا فقط، يقع على رأس أولويات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وتسعى القوات الروسية إلى السيطرة على حوض التعدين في دونباس الذي سيطرت عليه القوات الانفصالية الموالية لروسيا والمدعومة من موسكو بشكل جزئي عام 2014.

وأصبحت سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة لها -الواقعتان على بعد أكثر من 80 كيلومترا من كراماتورسك- المركز الإداري لمنطقة دونباس منذ سيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو على الجزء الشرقي من الحوض الغني بالمعادن عام 2014.

محادثات بروكسيل

واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ على حظر 90% من واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام الجاري، وإقصاء أكبر بنك روسي من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية، ضمن أشد مجموعة عقوبات أوروبية على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -أمس الاثنين- في ختام اليوم الأول من قمة على مدى يومين لزعماء دول الاتحاد وعددها 27 في بروكسل، "من المتوقع أن يكون المجلس الآن قادرا على وضع اللمسات النهائية لحظر قرابة 90% من جميع واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام".

وتابعت "سنعود قريبا إلى موضوع الـ10% المتبقية التي تنقل عبر خطوط الأنابيب".

فقد وافق قادة الاتحاد على منح استثناء مؤقت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاء للمجر التي هددت باستخدام الفيتو ضد هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا.

من جهته، أوضح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -عبر تويتر- أن الاتفاق الأوروبي "يشمل على الفور أكثر من ثلثي واردات النفط من روسيا، مما يحجب مصدرا ضخما لتمويل آلتها الحربية".

ويأتي ثلثا النفط الروسي الذي يستورده الاتحاد الأوروبي عبر الناقلات، أما الثلث الباقي فيأتي عبر خط أنابيب دروجبا.

وهكذا فإن الحظر المفروض على واردات النفط المنقولة بحرا ينطبق على ثلثي إجمالي النفط المستورد من روسيا، وسترتفع هذه النسبة إلى 90% حالما تتوقف بولندا وألمانيا عن استقبال الإمدادات الروسية عبر خط دروجبا، وقد تعهدت الدولتان بتنفيذ ذلك بحلول نهاية العام.

أما الـ10% الباقية فستظل معفاة حتى تتمكن المجر، التي ليست لها سواحل، ومعها سلوفاكيا وجمهورية التشيك -وجميعها مرتبطة بالجزء الجنوبي من خط دروجبا- من تعويض الإمدادات.

في الوقت نفسه، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن هذه الحزمة من العقوبات تشمل "إجراءات صارمة"، مثل إقصاء سبيربنك، أكبر مصرف في روسيا، من نظام سويفت للمعاملات المالية الدولية.

ويهيمن سبيربنك على حوالي ثلث القطاع المصرفي في روسيا، وإدراج هذه المؤسسة المالية على قائمة العقوبات المفروضة على موسكو سيزيد من عزلة النظام المالي الروسي، في وقت دخلت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الرابع.

الأسلحة الأميركية

وفي سياق المواقف الغربية أيضا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن واشنطن لن تزود أوكرانيا بأنظمة إطلاق صواريخ يمكنها ضرب روسيا.

وجاءت تصريحات بايدن بعد أن أفادت تقارير صحفية أميركية بتزويد واشنطن لأوكرانيا بأنظمة صواريخ بعيدة المدى، يعتبرها المسؤولون الأوكرانيون ضرورية للتصدي للهجوم الروسي في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

وقد رحب ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، بتصريحات الرئيس الأميركي، وقال إن إعلان واشنطن عدم تزويد كييف بصواريخ يمكنها الوصول للأراضي الروسية قرار "عقلاني".

أما داخل الولايات المتحدة، فقد انتقد العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ السيناتور ليندسي غراهام قرار الرئيس بايدن، وقال في تغريدة على تويتر إن ذلك يشكل خيانة لأوكرانيا وللديمقراطية نفسها، على حد تعبيره.

وأضاف أن أوكرانيا لا تطلب إرسال قوات أميركية، بل مجرد أسلحة متطورة للحماية والدفاع عن نفسها ضد ما وصفه بعدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

المصدر : الجزيرة + وكالات