الفلبين.. ماركوس الابن يعيد أمجاد أسرته بفوزه بمنصب الرئيس ويدعو للحكم عليه بناء على أفعاله

In this photo taken May 9, 2022, Presidential candidate Ferdinand Marcos Jr., son of the late dictator Ferdinand Marcos Sr., speaks to the members of the media, at his party heaquarters in Manila. (Photo by MIKHAEL FLORES / AFP)
ماركوس الابن يدعو للحكم عليه بناء على أفعاله وليس بناء على تركة أسلافه (الفرنسية)

بات من شبه المؤكد فوز المرشح بانتخابات الرئاسة الفلبينية فرديناند ماركوس الابن بأغلبية ساحقة، بعد فرز 98% من الأصوات الصحيحة في إحصاء غير رسمي بعد حصوله على نحو 31 مليون صوت، وهو ما يقارب ضعف ما حصلت عليه منافسته ليني روبريدوس.

وطالب ماركوس، في أول تصريح له بعد إعلان تلك النتيجة الجميع بالحكم عليه بناء على أفعاله، وليس بناء على تركة أسلافه، وقال إنه يتطلع للتعاون مع الداخل والخارج، بما في ذلك الشركاء والمنظمات.

ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية قرب نهاية مايو/أيار الجاري، وبإعلان تلك النتائج؛ وصلت عائلة ماركوس إلى السلطة بعد 36 عاما من الثورة الشعبية التي أطاحت بوالده.

وبفوز ماركوس الذي يعرف باسم "بونجبونج" يصبح أول مرشح في تاريخ البلاد الحديث يفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات الرئاسية. وفر ماركوس الابن إلى المنفى في هاواي بالولايات المتحدة مع أسرته خلال انتفاضة "سلطة الشعب" التي أنهت حكم والده القمعي والفاسد الذي استمر 20 عاما. وسمح للأسرة بالعودة للفلبين عام 1992 بعد وفاة والده بـ3 سنوات، ومنذ ذلك الحين أصبحت قوة مؤثرة في السياسة، واحتفظت بنفوذها وثروة هائلة وعلاقات واسعة النطاق.

وشغل ماركوس الابن منصب حاكم إقليم وعضو في الكونغرس وعضو في مجلس الشيوخ، كما أن شقيقته إيمي عضو في مجلس الشيوخ حاليا، وشغلت والدته إيميلدا عضوية مجلس النواب لـ4 فترات.

ومع ظهور تلك النتائج أبدى كثير من بين الملايين الذين صوتوا لمنافسته لروبريدو غضبهم بسبب ما يرونه محاولة "وقحة من أسرة الدكتاتور المذمومة لاستخدام تمكنها من مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير الوقائع التاريخية في فترة حكمها للبلاد".

يذكر أن الآلاف من معارضي فرديناند ماركوس الأب قد عانوا من الاضطهاد خلال فترة الأحكام العرفية بين عامي 1972 و1981 وصار اسم الأسرة مرادفا للنهب والحياة الباذخة مع اختفاء مليارات الدولارات من الثروة الوطنية. ونفت أسرة ماركوس ارتكاب أي خطأ، ويقول كثيرون من مؤيديها -وهم مدونون وأصحاب نفوذ في مواقع التواصل الاجتماعي- إن الروايات التاريخية مشوهة.

وفي سياق متصل نظم نحو 400 شخص -معظمهم من الطلاب- احتجاجا خارج مفوضية الانتخابات اليوم الثلاثاء ضد ماركوس، مشيرين إلى وقوع مخالفات انتخابية خلال عملية الاقتراع، وهو ما تنفيه مفوضية الانتخابات وتؤكد أن الاقتراع كان سلميا نسبيا.

كما تمسكت المفوضية برفضها شكايا قدمتها جماعات مختلفة -من بينها جماعة لضحايا الأحكام العرفية- سعت إلى منع ماركوس الابن من خوض الانتخابات الرئاسية على أساس إدانة له في عام 1995 بالتهرب من الضرائب.

كما أظهرت النتائج فوز سارة دوتيرتي كاربيو -وهي ابنة الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي- بمنصب نائب الرئيس؛ حيث كانت قد عقدت تحالفا مع ماركوس الابن قبل الانتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات