فايننشال تايمز: حرب الكرملين المقدسة ضد أوكرانيا.. الكنيسة الأرثوذكسية قدمت الدعم الروحي للغزو

تزعم كنيسة موسكو ، التي يقودها البطريرك كيريل ، أنها مدافعة عن القيم "التقليدية" ضد الغرب المنحل ، وهو أحد الخيوط الرئيسية لعلامة فلاديمير بوتين الخاصة بالقومية الروسية (رويترز)
حسب فايننشال تايمز فإن كنيسة موسكو بقيادة البطريرك كيريل تزعم أنها مدافعة عن القيم "التقليدية" ضد الغرب "المنحل" (رويترز)

تناولت فايننشال تايمز (Financial Times) في افتتاحيتها اليوم الأربعاء الحرب في أوكرانيا تحت عنوان "حرب الكرملين المقدسة ضد أوكرانيا.. الكنيسة الأرثوذكسية منحت الدعم الأيديولوجي للغزو".

وقالت الصحيفة إن فكرة "الحرب المقدسة" في أوروبا قد تبدو وكأنها عودة إلى القرون الماضية. ومع ذلك فإن هذه هي الطريقة التي صورت بها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ورئيسها بطريرك موسكو كيريل غزو أوكرانيا، والذي قاد صلاة من أجل الجنود الروس الذين يقاتلون من أجل ما أسماه "الاستقلال الحقيقي لروسيا" وردد رواية الكرملين بأن موسكو تقاتل للدفاع عن نفسها ضد الأعداء الخارجيين "الأشرار".

وعلقت بأن هذا السلوك لا يظهر فقط كيف أصبحت الكنيسة والدولة متداخلتين في روسيا بقيادة (الرئيس) فلاديمير بوتين، ولكن من المهم أيضا فهم دوافع هذا الغزو.

وأضافت أنه وعلى الرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ليست جزءا منه رسميا، فقد أصبحت بحكم الأمر الواقع ركيزة لنظام بوتين الاستبدادي. وبعد قمعها لعقود في ظل الشيوعية، شكلت الكنيسة رابطًا غريبا مع أحفاد أجهزة المخابرات السوفياتية التي كانت من مضطهديها في السابق.

على الرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ليست جزءا منه رسميا، فقد أصبحت بحكم الأمر الواقع ركيزة لنظام بوتين الاستبدادي. وبعد قمعها لعقود في ظل الشيوعية، شكلت الكنيسة رابطًا غريبا مع أحفاد أجهزة المخابرات السوفياتية التي كانت مضطهديها في السابق

وقالت أيضا إن هذا الارتباط يتجاوز مجرد دعم تصرفات الكرملين وروايته، فالدور المزعوم لكنيسة موسكو كمدافع عن القيم التقليدية ضد الغرب المنحل هو عنصر رئيسي في علامة بوتين التجارية القومية الروسية. ومن بين مؤيديه الأثرياء العديد من "الأوليغارشية الأرثوذكسية" وأحفاد الروس البيض الذين فروا إلى الخارج بعد ثورة 1917.

ومضت الصحيفة بأن قيادة الكنيسة وافقت على إنشاء بوتين أيديولوجية تدمج احترام الماضي الأرثوذكسي القيصري الروسي مع تبجيل الهزيمة السوفياتية للفاشية في الحرب العالمية الثانية. ويتجسد ذلك في الكاتدرائية الرئيسية للقوات المسلحة الروسية التي افتتحت عام 2020.

وأضافت أن هذا التفكير يقدم "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا على أنها مقدسة أيضا، حيث إنها تهدف إلى استعادة كييف، مسقط رأس الأرثوذكسية في القرن العاشر. وأشرفت روسيا على الكنيسة الأرثوذكسية هناك حتى عام 2019، عندما ظهرت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الجديدة المستقلة.

وختمت فايننشال تايمز بأن هذه الحرب ستؤدي إلى إحداث فجوة متعددة الأجيال بين الشعبين، وستدفع أيضا إلى تباعد الكنائس الأرثوذكسية في كل من موسكو وكييف.

المصدر : فايننشال تايمز