احتمال إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية السوداء يلهب المنطقة

midan - الحرس الثوري
فايننشال تايمز: الحرس الثوري الإيراني سبب لعقبة جديدة في طريق إحياء الاتفاق النووي (الأوروبية)

يفيد مقال بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times) بأن احتمال قيام أميركا بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة "الإرهاب الأجنبي" يثير القلق في المنطقة، وأن خصوم إيران بالشرق الأوسط يوحّدون صفوفهم ضدها.

ويقول الكاتب بالصحيفة ديفيد غاردنر في مقال له إن جهود إحياء الاتفاق النووي التاريخي مع إيران ربما تكون قد وصلت إلى طريق مسدود.

وأشار إلى طلب روسيا المفاجئ مؤخرا -وهي من الدول الأصلية الموقعة والممكّنة للاتفاق- باستثناء إيران من تطبيق العقوبات المفروضة من الغرب عليها (على روسيا) إذا تعاملت الدولتان اقتصاديا، كما أشار إلى وقف جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذي توسط في المفاوضات مع إيران في فيينا، وساطته مؤقتا، بينما شدد على أن "النص النهائي جاهز أساسا وعلى الطاولة".

المعضلة الجديدة

وأضاف أن المعضلة الجديدة في طريق إحياء الاتفاق النووي هي مطالبة إيران لأميركا بإزالة تصنيف الحرس الثوري الذي فرضه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2019، لافتا إلى أن احتمال قيام إدارة جو بايدن بذلك جعل الشرق الأوسط متوترا وملتهبا.

وأوضح غاردنر أن هذا المطلب خارج إطار الاتفاق النووي، لكن وكما أظهر الاتفاق النووي الأصلي، كان من المستحيل على الشركات الأجنبية الاستثمار في إيران دون الوقوع في مخالفة وزارة الخزانة الأميركية، التي هددت آنذاك باستبعاد أي شخص، يتعامل مع الحرس الثوري الإيراني، من النظام المالي بالدولار.

صعب على طهران وواشنطن

وأوضح أيضا أن كثيرين اعتقدوا خاطئين في البداية أن المطلب الإيراني كان من عمل المتشددين الذين لا يريدون صفقة، لكن من الأمور البديهية أن المرشد الإيراني علي خامنئي يريد اتفاقا، لأنه سيكون من الصعب عليه أن يُنظر إليه على أنه يتراجع عن الدفاع عن مؤسسة الحرس الثوري، الضرورية لنظامه. وكذلك من الصعب للغاية أن يُنظر إلى بايدن وهو يكافئ الحرس الثوري الإيراني، الذي "يقف وراء الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار المدمرة عبر بلاد الشام والخليج".

ويستمر غاردنر قائلا: ومع ذلك، يقول المسؤولون في الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة تحاول إيجاد طريقة لإزالة هذه المعضلة بشطب الحرس الثوري الإيراني مقابل التزام إيراني بوقف تصعيد عدوانها في المنطقة. وربما فات الكثيرون تقريرا أوليا بهذا المعنى على الموقع الإخباري أكسيوس الأسبوع الماضي. ولكن بمجرد أن تأكدت إسرائيل من صحة الخبر، قامت بتسريب كل التفاصيل التي لديها وشجبتها.

جبهة مشتركة ضد إيران

عقب ذلك، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والحاكم الفعلي لدولة الإمارات، بعقد قمة في شرم الشيخ المصرية.

ووصف الكاتب هذه القمة بأن لها مقومات الجبهة المشتركة ضد إيران، قائلا إن هذه الدول رأت بالفعل كيف أن إيران التي تخضع لأقسى حظر على الإطلاق، قبل الحظر على روسيا، قد وسّعت بشكل كبير من نفوذها الإقليمي منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، مضيفا أن عقوبات ترامب على إيران أدت إلى نتائج عكسية على منطقة الخليج، التي اعتقدت بسذاجة أن أميركا ستحميها من الانتقام الإيراني.

المصدر : فايننشال تايمز