مصريون يتعاطفون مع العائلة.. وفاة زوجة رجل الأعمال صفوان ثابت بعد معاناة مع اعتقال زوجها وابنها

بهيرة الشاوي -
بهيرة الشاوي رحلت دون أن تكلل محاولاتها لإطلاق سراح زوجها وابنها بالنجاح (مواقع التواصل)

القاهرة- سادت حالة من الحزن في مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة بهيرة الشاوي زوجة رجل الأعمال المصري صفوان ثابت مؤسس شركة جهينة لمنتجات الألبان ورئيسها التنفيذي السابق، المعتقل منذ ما يزيد على عام هو ونجله سيف الدين.

وأعلنت مريم ابنة رجل الأعمال المصري مساء أمس الجمعة وفاة والدتها التي كانت مصابة بمرض السرطان، وذلك بعد نحو أسبوع من زيارة وحيدة من زوجها وابنها سمحت بها السلطات بعدما تدهورت حالتها الصحية، والتي حالت دون شعور الراحلة بالزيارة، إذ كانت قد دخلت في غيبوبة.

ويقبع مؤسس شركة جهينة وابنه في السجن منذ اعتقاله في ديسمبر/كانون الأول 2020، ثم ألقي القبض على ابنه سيف الدين بعد ذلك بشهرين.

وتقول وسائل إعلام رسمية إن السلطات تتهم الاثنين بالانتماء لجماعة إرهابية وتمويلها، وهي عبارة شائعة الاستخدام في الإشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

حزن وغضب

وفاة الشاوي تسببت في انتشار موجة من الحزن والغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وشهد وسم "بهيرة الشاوي" مشاركة عدد كبير من الشخصيات العامة المصرية في تأبينها.

وقد أعرب عدد من المغردين عن حزنهم لرحيل الزوجة "الصابرة المثابرة" دون أن تقر عينها برؤية زوجها وابنها وقد تحررا، كما عبر بعضهم عن غضبهم مما وصفوه بالظلم الذي وقع على السيدة وأسرتها دون أي ذنب.

وطالب عدد من رواد مواقع التواصل بخروج زوجها ونجلها من السجن لحضور جنازتها، وعدم حرمان الأسرة من اجتماعها لآخر مرة.

صفوان وسيف في الجنازة

وأقيمت صلاة الجنازة على بهيرة الشاوي بحضور زوجها صفوان ثابت وابنه، ثم شيعت إلى مقابر الأسرة.

وقالت مريم صفوان ثابت في تغريدة على تويتر باسم العائلة إن والدها وأخاها تمكنا من حضور صلاة الجنازة ومراسم الدفن، مضيفة أن الترتيبات الأمنية سمحت لهما بتلقي العزاء.

توقيف وتحقيق

ومنذ اعتقال زوجها وابنها ألقت بهيرة الشهاوي عددا من التصريحات أوضحت فيها كواليس القبض عليهما، وطالبت بإطلاق سراحهما، الأمر الذي تسبب في توقيفها العام الماضي، قبل إخلاء سبيلها بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه (نحو 320 دولارا) بعد تحقيق استمر نحو 8 ساعات.

وحسب المحامي المصري ناصر أمين، فقد خضعت الشاوي لتحقيقات أمام النيابة التي وجهت لها اتهامات بـ"نشر وبث وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها"، وذلك بعد أن بثت مقطعا مصورا عبر حسابها على فيسبوك نهاية سبتمبر/أيلول الماضي ناشدت فيه رئيس الجمهورية النظر في قضية زوجها ونجلها.

صراع على جهينة

وقالت منظمة العفو الدولية في سبتمبر/أيلول الماضي إن السلطات المصرية تحتجز مؤسس إحدى أكبر شركات منتجات الألبان والعصائر في البلاد وابنه "في ظروف ترقى إلى التعذيب بسبب رفضهما التنازل عن أملاكهما".

وذكرت المنظمة -في بيان- أن السلطات استخدمت مثل هذه الاتهامات على نطاق واسع في حملة أمنية على معارضين من مختلف الاتجاهات السياسية، وتستخدمها الآن لاستهداف رجال الأعمال.

وأضافت أن السلطات لم تقدم أدلة على تهمة انتساب صفوان ثابت وابنه لجماعة الإخوان المسلمين التي تحظرها السلطات.

وقالت العفو الدولية -استنادا إلى مصادر مطلعة على الشركة ووضع أسرة ثابت- إن مسؤولين أمنيين مصريين طلبوا من صفوان قبل القبض عليه وعلى ابنه تسليم جزء من شركة جهينة إلى كيان مملوك للحكومة، وتخلي سيف الدين عن حق الأسرة في أسهمها.

وقال مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر "بالإضافة إلى الحرمان من الحق في الطعن على قانونية احتجازهما يتعرض صفوان وسيف ثابت للتعذيب بالحبس الانفرادي لفترة طويلة ولأجل غير مسمى".

ورغم انتمائه إلى عائلة إخوانية -إذ كان جده المباشر لأمه هو المرشد الأسبق للجماعة مأمون الهضيبي، وجده الأعلى هو المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي- فإن اهتمام رجل الأعمال الشهير صفوان ثابت انصب على الاقتصاد، فقد أسس شركة جهينة، وهي واحدة من أكبر العلامات التجارية العاملة في مجال الألبان والمواد الغذائية في مصر والعالم العربي، حيث تشير إحصائيات إلى أنها تحتكر أكثر من نصف تجارة الألبان في مصر.

المصدر : الجزيرة