سفير المغرب بالدوحة للجزيرة نت: اجتماعات اللجنة العليا القطرية المغربية ترسي آفاقا أوسع للتعاون والشراكة

الدوحة- أكد سفير المملكة المغربية لدى الدوحة محمد ستري عمق العلاقات التي تجمع بين بلاده ودولة قطر على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش -الذي ترأس أول لجنة مشتركة منذ تقلده المنصب- تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي ستسهم في تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين.

وأشار ستري -في حوار مع الجزيرة نت- إلى حرص قيادة البلدين على التواصل في عدد من المناسبات للتشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح السفير المغربي أن الاستثمارات القطرية في المغرب تسير بوتيرة متصاعدة وتنصب على مجالات مختلفة تشمل مشاريع عقارية ومصرفية وسياحية وزراعية في مدن عدة، وأشار إلى الأثر البالغ للسياحة من الناحية الاقتصادية وإلى أهمية العمل الثقافي في التقريب أكثر بين الشعبين والتعريف والحفاظ على تراثهما المتفرد.

وأشار إلى أنه بمناسبة انعقاد اللجنة العليا تم التوقيع على 3 برامج تنفيذية في مجالات الشباب والثقافة والرياضة، إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجال السياحي.

ونوّه ستري بدور العمالة المغربية في قطر التي تضم الشهادات العليا وأصحاب المهن والحرف اليدوية والعاملين في قطاع الضيافة والخدمات، مشددا على قدرتها بالمساهمة في بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم التي ستنظم لأول مرة في بلد عربي، معبرا عن ثقته في نجاح تلك البطولة بكل المقاييس بالنظر للمنشآت والملاعب والبنى التحتية المتميزة والمتكاملة في قطر.

وكانت اجتماعات اللجنة القطرية المغربية قد شهدت التوقيع على عدد من البرامج ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين، فقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالي السياحة وفعاليات الأعمال، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل الرقابي بين ديوان المحاسبة بدولة قطر والمجلس الأعلى للحسابات في المملكة المغربية.

كما أسفرت اللجنة أيضا عن التوقيع على البرنامج التنفيذي الخامس للاتفاق الثقافي والفني للأعوام 2022 – 2023 – 2024 – 2025، إضافة إلى التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني في مجال الرياضة لاتفاق التعاون بين الحكومتين في مجال الشباب والرياضة للأعوام 2022 و2023 و2024، وعلى مشروع البرنامج التنفيذي الثالث في مجال الشباب لاتفاق التعاون بين الحكومتين في مجال الشباب والرياضة حتى 2024.

وفي ما يأتي نص الحوار:

•  ما مجريات زيارة رئيس الحكومة المغربية إلى الدوحة واجتماعات اللجنة المشتركة؟

لا بد -في البداية- من الإشارة إلى أن خصوصية زيارة رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش لدولة قطر تكمن في ترأسه أول لجنة مشتركة منذ تعيينه رئيسا للحكومة، مما يعكس الحرص الذي توليه المملكة المغربية لتوطيد الأواصر الأخوية وتكريس جسور التواصل القائمة بين البلدين الشقيقين، تحت رعاية الملك محمد السادس والشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتأكيدًا لأهمية هذه الزيارة، رافق السيد رئيس الحكومة وفد رسمي يضم عددا من الوزراء، كما عقد رئيس الحكومة اجتماعات مهمة مع نظيره القطري بمناسبة الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة، كما تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي ستسهم في تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين.

•   ما حجم التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية؟

تحرص قيادة البلدين على التواصل في عدد من المناسبات للتشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وهنا نسجل تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين بخصوص هذه القضايا، وكذا تشبثهما بالحوار والتفاوض وروح التوافق لإيجاد حلول للقضايا المطروحة.

كما يتجاوز التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين الإطار الثنائي، ليشمل المحافل الدولية -وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة- من خلال القيام بمساعي ودعم المبادرات البناءة ذات المصداقية المرتبطة بالتحديات والملفات الشائكة المطروحة على الأجندة العالمية.

• لو تحولنا إلى الملف الاقتصادي بين البلدين، ما أهم مجالات الاستثمارات القطرية في المغرب؟

تعرف الاستثمارات القطرية في المغرب وتيرة متصاعدة وتنصب على مجالات مختلفة؛ ومثال على ذلك، أنجزت شركة "الديار القطرية للاستثمار العقاري والسياحي" مشروع "الهوارة" السياحي بمدينة طنجة، كما تم افتتاح مصرف "أمنية" سنة 2017، فضلا عن إنجاز مشروعين زراعيين كبيرين لتنمية المراعي وتنظيم الترحال بالمراعي الصحراوية وشبه الصحراوية.

كما تسهم دولة قطر في الهيئة المغربية للاستثمار السياحي "وصال كابيتال"، التي أُنشئت للاستثمار في القطاع السياحي بالمغرب، خاصة تطوير منتجعات سياحية جديدة.

• مع اقتراب إقامة كأس العالم 2022 في قطر، ما الدور الذي تلعبه العمالة المغربية في هذا الإطار؟

نعتز بدور الجالية المغربية في قطر، علما بأنها تضم العديد من الأطر العليا من أساتذة جامعيين وقضاة، ثم أصحاب المهن اليدوية والصناع التقليديين والعاملين في قطاع الفندقة والخدمات.

وأنا على يقين بأن أفراد هذه الجالية سيسهمون -كل واحد فيهم من موقعه- في إنجاح كأس العالم 2022 هذه التظاهرة التي ستنظم لأول مرة في بلد عربي، والتي ستكون -إن شاء الله- ناجحة بكل المقاييس بالنظر للمنشآت والملاعب والبنى التحتية المتميزة والمتكاملة، التي نجحت دولة قطر في توفيرها قبل سنة من المونديال.

•    لو تطلعنا على أهم برامج التبادل الثقافي والسياحي بين البلدين؟

أثرت جائحة كورونا بشكل كبير على حركة الأفراد حول العالم، لكن المهتمين بالسياحة يتوقعون عودة تدريجية لهذا القطاع.

وبالنظر للأثر البالغ للسياحة من الناحية الاقتصادية، ولأهمية العمل الثقافي في التقريب أكثر بين الشعبين الشقيقين والتعريف والحفاظ على تراثهما المتفرد، تم بمناسبة انعقاد اللجنة العليا التوقيع على 3 برامج تنفيذية في مجالات الشباب والثقافة والرياضة، إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجال السياحي.