معهد بروكنغز: الحوثيون انتصروا في اليمن وماذا بعد؟

Pro-government tribal fighters take position in a desert area southeast of Marib, Yemen
مقاتلون قبليون موالون للحكومة اليمنية يواجهون الحوثيين في مأرب (رويترز)

نشر معهد بروكنغز للسلام (Brookings Institute) مقالا عن الحرب في اليمن، يقول فيه إن الحوثيين "انتصروا" في الحرب، وتساءل عما يمكن أن يحدث بعد هذا "الانتصار".

وقال كاتب المقال بروس ريدل المختص في شؤون الأمن والإستراتيجية إن الحوثيين "هزموا خصومهم في الحرب الأهلية وقوات التحالف العربي وأميركا" ووصف ذلك بأنه "إنجاز رائع لمليشيا بلا قوة جوية أو بحرية" كما شبه ذلك بما أسماه "قصة نجاح" حزب الله في لبنان.

وأورد سردا مطولا عن أصل الحوثيين وهويتهم ومعتقداتهم وتاريخ الشيعة الزيدية في اليمن، وصراع الحوثيين مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

وقال الكاتب إن الحوثيين الآن على استعداد للاستيلاء على مأرب، آخر مدينة في الشمال اليمني، ويهاجمون بشكل روتيني أهدافا سعودية وإماراتية بالصواريخ والطائرات بدون طيار باستخدام الخبرة الفنية من إيران وحزب الله.

معركة مأرب والحديدة

وأضاف أن معركة مأرب هي المرحلة التالية الحاسمة في الحرب، كما أن الحوثيين حققوا بالفعل مكاسب كبيرة مؤخرا على الأرض حول مدينة الحديدة الساحلية، ويبدو أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لإكمال غزو مأرب.

واستمر الكاتب يقول إنه من غير الواضح ما إذا كانت لدى الحوثيين طموحات خارج شمال اليمن. فالجنوب سني بشكل أساسي مع القليل من الزيديين. وقد يطمح بعض الحوثيين لاستعادة الأراضي "المتنازع عليها مع السعودية" لكنهم لم يطالبوا علنا بأي تغييرات على الحدود.

وقال عن أميركا، إنه ومنذ البداية، وصفت إدارة الرئيس جو بايدن السلام في اليمن بأنه أولوية قصوى، لكنها لم تفعل شيئا يذكر لضمان إنهاء القتال، وظلت تواصل سياسة أسلافها في دعم وبيع الأسلحة لقوات التحالف.

كيفية تحقيق السلام

وعن إمكانية جلب السلام لليمن، قال المقال إنه لا توجد سياسة واحدة من المرجح أن تحقق ذلك، والأمر في النهاية متروك لليمنيين وليس الأميركيين أو "التحالف العربي".

وأشار إلى أن مكان بدء عملية السلام في اليمن هو مجلس الأمن الدولي. فاليمن بحاجة إلى قرار جديد من هذا المجلس لتوجيه جهود السلام، ويجب أن يدعو إلى وقف فوري وكامل لجميع التدخلات الأجنبية في هذا البلد.

وأوضح أن وقف جميع التدخلات يعني إنهاء حصار التحالف والضربات الجوية داخل اليمن، كما يجب وقف كل الدعم العسكري لحكومة (الرئيس عبد ربه منصور) هادي تماما، ووقف الدعم الإيراني ودعم حلفائها للحوثيين بما في ذلك إنهاء نقل الخبرة الفنية للطائرات بدون طيار والصواريخ.

وحسب الكاتب، سيتعين على مستشاري إيران وحزب الله مغادرة اليمن. لكن يجب السماح برحلات جوية تجارية بين صنعاء وطهران وكذلك مشاريع التنمية الإيرانية بما في ذلك في ميناء الحديدة.

آلية الأمم المتحدة

وأضاف المقال أنه يجب توسيع آلية الأمم المتحدة الحالية للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن (UNVIM) بشكل كبير، في البعثة والموظفين، لتوفير مفتشين في جميع الموانئ والمطارات اليمنية لضمان عدم ارتكاب أي انتهاكات كبيرة للقرار من قبل أي من الجانبين.

وأشار إلى أن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الحالية ترتبط بقرار مجلس الأمن رقم 2216، وتنطوي فقط على تفتيش الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون مثل الحديدة.

ودعا الكاتب أميركا إلى وقف جميع مبيعات الأسلحة والعقود مع "دول التحالف" وسحب جميع الأفراد العسكريين والمتعاقدين الأميركيين، كما هو الحال في أفغانستان.

المصدر : معهد بروكينغز