عميل سابق لفاغنر: المرتزقة لديهم مهارات تفتقر إليها الجيوش العادية

نشرت صحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية تقريرا عن مقابلة مع أحد القادة السابقين لوحدات جماعة المرتزقة الروس (فاغنر) قال فيها إن المرتزقة لديهم مهارات متخصصة تفتقر إليها الجيوش العادية.

وورد في المقابلة التي أجراها مراسل غارديان في موسكو بجتور ساور مع أحد القادة السابقين لمرتزقة فاغنر، وهو مارات غابيدولين، قول غابيدولين إن مجموعات فاغنر موجودة في كل مكان "لكننا نكذب"، وهو قول يتحدى الرواية الرسمية الروسية التي لا تعترف بوجود مرتزقة روس.

أول رواية منشورة عن فاغنر

وكان محور المقابلة مذكرات غابيدولين عن عمله مع فاغنر، وهي أول رواية منشورة للقتال ضمن جماعة المرتزقة الروسية السرية. وأوضح غابيدولين دافعه إلى كتابة هذه المذكرات قائلا "كتبتها لأنني أدركت أن الوقت قد حان لبلادنا لمواجهة الحقيقة، وهي أن المرتزقة موجودون".

وكان غابيدولين (55 عاما) يقاتل من قبل ضمن فاغنر التي انضم إليها في سوريا عام 2015، وهو جندي روسي قديم في القوات المحمولة جوا وحارس شخصي سابق.

يُذكر أن فاغنر أُسّست في 2014 لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، ويُزعم أن ممولّها يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال القوي المرتبط ارتباطا وثيقا بالرئيس فلاديمير بوتين.

يكتنفها الغموض

ومنذ بداية شركة فاغنر، ظل الغموض يكتنفها، إذ إنها غير موجودة في السجلات الرسمية وليس لديها إقرارات ضريبية أو هيكل تنظيمي.

ونفى بريغوزين وموسكو أي معرفة بفاغنر. ومن الناحية الرسمية، لا تزال الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا ولم يرد ممثلو بريغوزين على طلبات التعليق من الغارديان.

تأتي مذكرات غابيدولين، بعد 3 سنوات من حملة فاغنر في سوريا، ويصف فيها بعض المعارك الكبرى التي خاضها المرتزقة، بما في ذلك عمليتان لتحرير مدينة تدمر القديمة.

وقال غابيدولين إن إنجازات الجيش الروسي في سوريا كانت، إلى حد كبير، بسبب "تضحيات" المرتزقة، وشكا من أن هذه الحقيقة تتجاهلها المؤسسة العسكرية تماما وليست معروفة للجمهور الأوسع، متذمرا من أن جنرالات الجيش الروسي "المتواضعين" تلقوا ترقيات بناء على نجاحات فاغنر.

وتصف المذكرات أيضا الحياة اليومية للمرتزقة، بما في ذلك النهب العرضي وأخطاء القادة.

قلق من عواقب النشر

أشار التقرير إلى أن غابيدولين بدا طوال المحادثة مضطربا نوعا ما، وقال إنه قلق بشأن عواقب نشر كتابه، وكان حريصا على تجنب ذكر رئيسه السابق المزعوم، بريغوزين، لكنه قال "أظن أنه ستكون هناك محاولات منه لتشويه سمعتي، أنا أمشي على حبل مشدود هنا".

وكان غابيدولين أراد أولا نشر مذكراته في 2020، لكنه سرعان ما سحبها بعد ضغوط من "أشخاص معينين"، وبدا هذه المرة أنه قرر عدم التراجع، ووجد ناشرا "شجاعا" في مدينة إيكاترينبرج، كما تخطط دار النشر "ميشيل لافون"، في باريس، لتوزيع نسخة فرنسية.

يتكتمون على فقد أقاربهم

وأكد أنه لن يتراجع عن النشر مرة أخرى، قائلا إن الأمر لا يتعلق به فقط، موضحا أن الحظر المفروض على الشركات العسكرية الخاصة في روسيا يضغط على أفراد عائلات المرتزقة المتوفين للتكتم على أحبائهم، معربا عن أمله أن يساعد كتابه على رفع حجاب السرّية عن مهنته السابقة.

واستمر يقول إن الوضع الحالي لا يناسب كثيرا من رفاقه، والأهم من ذلك أنه لا يناسب أسر المرتزقة القتلى وأقاربهم، الذين لا يستطيعون حتى التحدث بصراحة عن كيفية وفاة أبنائهم.

وعن تقارير الأمم المتحدة التي تتهم عملاء فاغنر باغتصاب المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى وتعذيب المدنيين وقتلهم بسوريا، يقول غابيدولين إنه لم ير رفاقه متورطين في مثل هذه الأفعال، لكنه أضاف أن مثل هذه الجرائم كانت متوقعة بالنظر إلى الوضع الغامض الحالي للجماعة.

وختم التقرير بقول غابيدولين إن "الدولة تضع المرتزقة في وضع يمكنهم فيه التصرف خارج القانون، ويضطر الجندي إلى إرساء قواعده الأخلاقية الخاصة، لذلك يجب التحقيق في هذه الأشياء".

المصدر : غارديان