ركاب سفينة أوشن فايكينغ.. لاكروا: من هم هؤلاء الناس؟ ومن أين هم؟

Ocean Viking - on board
هكذا بدا المهاجرون على متن سفينة "أوشن فايكينغ" (الأناضول)

وصل يوم الجمعة الماضي إلى ميناء تولون بفرنسا 234 مهاجرا غير نظامي كانوا على متن السفينة "أوشن فايكينغ" (Ocean Viking) إلى قرية سياحية تم تحويلها إلى مركز إداري مغلق، ريثما تتم دراسة طلبات لجوئهم.

وكانت السلطات الفرنسية قد وافقت على استقبال هؤلاء المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحر الأبيض المتوسط، مندّدة بموقف إيطاليا من هذه الأزمة، إذ رفضت روما طيلة أسبوعين طلبا للسفينة للرسو في أحد موانئها.

وباتت بذلك سفينة المهاجرين أوشن فايكينغ -التي تديرها منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" (SOS Mediterranee) الأوروبية غير الربحية- سببًا لخلاف دبلوماسي بين باريس وروما منذ أكثر من أسبوعين.

ووصفت صحيفة "لاكروا" (La Croix) الفرنسية في تقرير لها ساعة دخول السفينة لميناء تولون وموقف السكان هناك منها، قائلة إنها جاءت تمخر عباب البحر ترافقها طائرة مروحية وزوارق، وعند اقترابها من ميناء عسكري في المنطقة وقف الصيادون يرمقونها من بعيد بعين حذرة.

ولخصت الصحيفة موقف الصيادين فيما نقلته عن الصياد جاك -وهو ستيني متقاعد- حيث تساءل: "من هؤلاء الناس؟ من أين هم؟ وهل ثمة حرب في بلادهم؟ وإذا كانوا لاجئين لأسباب اقتصادية، فهل لدينا الوسائل لاستقبالهم؟".

على متن أوشن فايكينغ، تقول لاكروا كان هناك 177 بالغًا، و57 قاصرا من بينهم 44 غير مصحوبين بذويهم، تم إنقاذهم جميعًا في الفترة ما بين 22 و26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في عرض البحر الأبيض المتوسط.

ونقلت هنا عن رئيس منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" فرانسوا توماس قوله بأسى وأسف تعليقا على ما حصل "هذه المحنة التي استمرت 3 أسابيع على أبواب أوروبا لا تطاق. لقد أمضيت كل مسيرتي المهنية في البحرية، ولم أكن لأتخيل قط أن أواجه مثل هذا الوضع".

ومن جانبها، أعربت مديرة هذه المنظمة صوفي بو عن غضبها مُدينةً "الاستغلال السياسي واحتجاز الرهائن الذي لا يليق بالديمقراطيات الأوروبية"، وذكرت أنه منذ بداية العام لقي 1300 شخص حتفهم في البحر الأبيض المتوسط​​، منددة بـ"غياب آليات التضامن الأوروبية".

وبينما أعلن عن مظاهرة لليمين المتطرف بعيد مجيء السفينة، جاء ما بين 200 و300 ناشط ليعبروا عن "دعمهم اللامشروط" لاستقبال المهاجرين ولهذه المؤسسة التي "لا يهمها سوى توفير الرعاية والعناية لإنقاذ الأرواح"، كما يقول أوليفييه دولوك وقد وضع على صدره رمز "إس أو إس ميديتيرانيه".

ومن بين الناجين، تم نقل 4 إلى مستشفى باستيا، في حين سيخضع الباقون "لتقييم صحي وسيتم توجيه أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية إلى المستشفيات"، كما يوضح إيفانس ريتشارد محافظ منطقة فار.

وتظهر على الركاب علامات نقص التغذية والجفاف والحروق، والتي يضاف إليها "تأثير نفسي قوي، تفاقم بسبب هذا الانتظار في البحر"، كما يوضح كزافيي لوث، مدير العمليات في "إس أو إس ميديتيرانيه".

وتنحدر هذه الدفعة من المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء وسوريا وبنغلاديش.

ويتوقع أن تبقي فرنسا على ثلث من تنطبق عليهم شروط اللجوء، ويتم إرسال ثلث إلى ألمانيا، أما الثالث الباقي فيوزع على 9 دول أوروبية. وبخصوص من ستعد طلبات لجوئهم "لا أساس لها" فسوف "يتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية"، وفقا لمسؤولي خدمات المحافظة التي فيها المهاجرون مؤقتا.

المصدر : الجزيرة + لاكروا