لغز "أشباح الصحراء" يثير جدلا واسعا في العراق.. وهذه قصتهم

التقارير الإعلامية تقول إن فصيل "أشباح الصحراء" قوة عسكرية مؤلفة من أبناء الأنبار وتتدرب في قاعدة عين الأسد تحت أمرة أميركية، وتتبع رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي

جندي عراقي في مهمة سابقة بالأنبار (الأوروبية)

بغداد- يعيش المواطنون على وقع تضارب في الأنباء بشأن ظهور فصيل سني جديد يدعى "أشباح الصحراء" في محافظة الأنبار غرب العراق. وبحسب هذه الأنباء فإن هذا الفصيل قوة عسكرية مؤلفة من أبناء الأنبار وتتدرب في قاعدة عين الأسد تحت أمرة أميركية، وتتبع رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي.

ووفقاً لما تداوله العراقيون مُؤَخَّرًا فإن مهمة هذه القوة حماية مقرات الأحزاب والكتل السنية بالعاصمة من الهجمات التي تتعرض لها، وإنها تسعى للانتشار حتى في بغداد.

كما تداولت منصات التواصل انتشار لافتات ترحيبية بمدخل قضاء "أبو غريب" غرب العاصمة للترحيب بوصول "أشباح الصحراء" حيث حملت عبارة "أهالي أبو غريب يرحبون بأشباح الصحراء".

هيثم الخزعلي - محلل سياسي مقرب من الحشد الشعبي
الخزعلي: فصيل أشباح الصحراء موجود على أرض الواقع (الجزيرة)

 مشروع قديم جديد

يقول الخبير الأمني المقرب من فصائل الحشد الشعبي هيثم الخزعلي في حديث للجزيرة نت "أشباح الصحراء موجود على أرض الواقع فعلاً" مشيرا إلى أن "هذا المشروع (قديم جديد)".

ويوضح الخزعلي أنه منذ أكثر من 7 سنوات كانت هناك فكرة لإيجاد جماعة مسلحة تكون نواة قوة لحماية الإقليم السني الذي اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن، ضمن خطته بتقسيم العراق إلى 3 أقاليم. ويرى أن "هذه الفكرة طبقت على أرض الواقع في محافظة الأنبار اليوم، بدعم كبير من قبل الإمارات".

ويشير إلى أن "تشكيل هذا الفصيل وتدريبه كان‌ في إحدى قواعد الجيش الأميركي، وهم من أبناء العشائر في محافظة الأنبار" وتابع "هذا المشروع ألغي سابقاً، أما الآن فقد عاد بمباركة من قبل الرئاسات الثلاث بالعراق وأحد شيوخ العشائر المعروفين في الأنبار".

وبشأن أعدادهم، يقول "المعلومات الدقيقة التي جاءت بخصوص هذا الملف تشير إلى أن الفصيل يحتوي على أكثر من ألفي مقاتل تقريباً".

من جهته قال المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي أبو علي العسكري، في تغريدة على تويتر "إحدى الرئاسات الثلاث وبالتعاون مع أحد شيوخ العشائر الكبار أسسوا قبل أكثر من شهر جيشا إجراميا بلباس جديد، وقد أدخلوا جزءا منه إلى بغداد للبدء بمرحلة جديدة تقضي على آخر آمال الشعب الجريح". وأضاف "ندعو الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي والمقاومة العراقية إلى التصدي المباشر ودون تردد بمداهمة وطرد هؤلاء الأشرار ولنبدأ من بغداد".

وقد أثارت أنباء وجود هذه القوة العسكرية حفيظة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، والذي اتهم بدعمهم، الأمر الذي دفعه للتعليق بالقول "سياسة التهويل الدعائي لإحداث الاضطرابات وبث الإشاعات بواسطة زمرة من المرتزقة لم تعد تنطلي على أحد، فقد كانت أحداث 2014 درساً بليغاً استوعبه العراقيون جيداً" في إشارة إلى سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من شمال وشمال غرب البلاد عام 2014.

نومان الربيعي - قائد عمليات الانبار
الزوبعي اعتبر التقارير التي تتحدث عن وجود "أشباح الصحراء" عارية عن الصحة (الجزيرة)

نفي رسمي

من جهته نفى قائد عمليات الأنبار الفريق الركن نومان عبد نجم الزوبعي وجود فصيل يسمى "أشباح الأنبار". وأكد للجزيرة نت أن أي حديث لا يخرج من القادة العسكريين، أو المسؤولين المتخصصين بالمجال الأمني، يعتبر عاريا عن الصحة.

وأوضح الزوبعي أن صحراء الأنبار تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية، وهي تجري عمليات دورية لتفتيش الصحراء وتطهيرها من جيوب تنظيم الدولة، موضحا "القوات الأمنية ستتخذ كافة الإجراءات القانونية والعسكرية بحق أي جماعات خارج إطار الدولة".

ويرى عضو مركز الهدف للدراسات الأمنية مهند جواد أن "الأوساط العراقية الآن تشهد وجود رأيين بهذا الصدد، الأول يكذب هذه الادعاءات بشأن وجود فصيل كهذا خصوصاً وأنه يحمل اسم (أشباح الصحراء) والذي يدل على شيء ليس موجوداً".

وفي حديث للجزيرة نت، أضاف جواد "الرأي الآخر يؤكد وجودهم وهم قوات تدربت قبل ظهور تنظيم الدولة بالعراق، ولهم مهام حماية الإقليم السني المزمع".

وتحدث الباحث قائلاً "الصراع السياسي في البلاد بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وراء الحديث عن ظهور فصائل مسلحة كهذه وهي نوع من أنواع الحروب الإعلامية السياسية".

وأشار جواد إلى أن "ظهور هذه القضية جاء أيضاً بالتزامن الخروقات الأمنية التي حدثت بالعاصمة بغداد، وبعض المحافظات الأخرى، والهدف منها إرباك الأوضاع الأمنية في البلاد".

*** للاستخدام الداخلي فقط *** جمال الذويب - عشائر الفلوجة
الذويب: أهالي الأنبار يرفضون ظهور مثل هذا الفصيل المسلح (الجزيرة)

صراعات سياسية

بهذا الصدد، قال المتحدث باسم وجهاء مدينة الفلوجة جمال الذويب "السنوات القليلة الماضية شهدت ظهور العديد من الروايات والقصص التي لها مصالح سياسية معينة بالدرجة الأساس".

وأوضح الذويب بحديث للجزيرة نت "الأنباء التي تتحدث عن ظهور فصيل سني مسلح يوازي في عمله الحشد الشعبي ويدعم فكرة الإقليم السني غير صحيحة".

وأضاف "المدنيون في الأنبار يرفضون ظهور مثل هذا الفصيل المسلح لأنهم عانوا الصعاب خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة على المدن، إضافة إلى أن المحافظة تشهد استقرارا أمنيا كبيرا".

واعتبر الذويب أن "ظهور هذه الشائعات بهذا التوقيت يدخل ضمن سباق تشكيل الحكومة والصراعات السياسية خصوصاً أن هذه الفترة مرحلة تشكيل حكومة جديدة" مشددا على أن "القوات الأمنية بالأنبار تفرض سيطرتها بالكامل على جميع مدن المحافظة ويشمل ذلك الصحراء".

وشهدت العاصمة، خلال الفترة القليلة الماضية، سلسلة من الحوادث الأمنية، مثل استهداف المقار الحزبية، محاولة اغتيال بعض الشخصيات، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع على خلفية تزايد النزاع بين الكتل السياسية بعد نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة