أحد أكبر مراجع الشيعة.. العراق يشيع محمد سعيد الحكيم إلى مثواه الأخير
يعدّ الحكيم أحد المراجع الأربعة في المرجعية الشيعية العليا بالعراق التي يتزعمها علي السيستاني، ويليه كل من المرجع الشيخ محمد إسحاق الفياض والمرجع الشيخ بشير النجفي.
شيّع المئات صباح اليوم الأحد في محافظة النجف (جنوب بغداد) المرجع الشيعي العراقي محمد سعيد الحكيم، حيث سيوارى الثرى.
وأمس السبت نقل جثمان الحكيم من بيته في النجف إلى كربلاء حيث أجريت له مراسيم تشييع، وكان الحكيم قد توفي الجمعة إثر سكتة قلبية عن عمر 87 عاما.
ويعدّ محمد سعيد بن محمد علي بن أحمد بن محسن الطباطبائي الحكيم الذي ولد في النجف عام 1934 أحد المراجع الأربعة في المرجعية الشيعية العليا بالعراق التي يتزعمها المرجع الأعلى علي السيستاني، ويليه كل من المرجع الشيخ محمد إسحاق الفياض والمرجع الشيخ بشير النجفي.
وفارق الحكيم الحياة في مستشفى الحياة الأهلية بالنجف بعدما أجرى هناك عملية جراحية قبل وفاته بـ3 أيام، وفق مصدر قريب من مكتبه.
— Barham Salih (@BarhamSalih) September 3, 2021
وعزّى الرئيس العراقي برهم صالح بالحكيم، معتبرا إياه "علما من أعلام الأمة الإسلامية".
Saddened to hear that Grand Ayatollah Mohammad Saeed Al-Hakim has passed away today. He was one of the most important elite clerics (marja’a) in Najaf and I have always respected him for asking me to "tell the truth about us [hawza]" when I spoke to him about my research.
— Marsin Alshamary مارسين الشمري (@MarsinRA) September 3, 2021
وكتبت الباحثة العراقية مارسين الشمري في تغريدة أن "الحكيم كان أحد أبرز المرشحين ليكون خلفًا للسيستاني" في منصب المرجع الأعلى.
وقال مصدر مطلع على الشؤون الدينية الشيعية في العراق -فضل عدم الكشف عن هويته- إن الحكيم يتميز "بقربه من المؤمنين". وأضاف "في العلن، لم يقدم أي موقف سياسي"، تماشيا مع مبادئ المدرسة الفقهية الشيعية العراقية التي تناهض "ولاية الفقيه".
وأوضح محمد علي بحر العلوم -وهو أستاذ في الحوزة الدينية- أن الحكيم "يعدّ من كبار المراجع في النجف الأشرف والعالم الإسلامي والعالم الشيعي".
وأضاف أن "خسارته خسارة كبيرة؛ فهو من كبار العلماء الذين حازوا المراتب العليا، ولديه كثير من المؤلفات في التاريخ والفقه والأصول".
وخلال حقبة النظام السابق، واصل التدريس والتأليف رغم ظروف الاعتقال القاسية، حسب ما ورد في سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.
وحسب مارسين الشمري "عاش في أوقات مضطربة، وكان نشطا في المشهد الثقافي الذي كان في طور الازدهار حينئذ في النجف"، وعارض الشيوعية مثل جده، و"استهدفه البعث ومنع من السفر بين عامي 1968 و1974″، "ودخل السجن مع ما يقارب أكثر من 60 شخصًا من عائلته، واعتقله النظام السابق عام 1983 حتى عام 1991".
وحسب سيرته الذاتية، فقد كان مهتما بالتدريس والتأليف منذ بدايات شبابه، "إذ كرّس وقته لتطوير المستوى العلمي لكثير من الشباب في الحوزة العلمية، من خلال مباشرة تدريسهم ومتابعة جهودهم العلمية".