السودان.. المبعوث الأميركي يلوّح بوقف المساعدات للخرطوم وحمدوك يوجه رسالة لشركاء الحكم

رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس كرر دعوته لانخراط المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية السودانية في حوار شامل يطوي الخلافات.

Sudanese general blames politicians for military coups in Sudan
رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (يمين) ونائبه محمد حمدان دقلو (وسط) خلال مشاركتهما في فعالية بالخرطوم (الأناضول)

لوّحت واشنطن بوقف مساعدات الكونغرس للخرطوم إذا تكررت المحاولات الانقلابية، في حين طالب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك من وصفهم بـ"شركاء الفترة الانتقالية" بالعمل على إنجاحها، كما كرر المبعوث الأممي الدعوة للحوار.

وأكّد مبعوث الرئيس الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان -خلال لقائه اليوم الأربعاء رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك- دعم الولايات المتحدة للحكومة السودانية لتثبيت الفترة الانتقالية.

كما أشار المبعوث الأميركي إلى أن تكرار العمليات الانقلابية قد يؤدي إلى وقف دعم الكونغرس للسودان، مؤكدا أهمية بقاء السودان بموقعه في المنظومة الدولية الذي وصل إليه بعد عمل مضن.

وشدد حمدوك على ضرورة عمل جميع شركاء الانتقال كيدٍ واحدة لإنجاح الانتقال المدني الديمقراطي.

جيفري فيلتمان (يمين) ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (وكالات)

ومنذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهرا، وتنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في جوبا في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

دعوة أممية

بدوره، أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان فولكر بيرتس أهمية انخراط المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية السودانية في حوار شامل يطوي الخلافات.

وقال بيرتس -عقب لقائه عضو مجلس السيادة السوداني شمس الدين كباشي- إن هناك محاولات جدية لخفض التصعيد بين أطراف الأزمة.

وأكد أنه اتفق مع كباشي على ضرورة إجراء حوار شامل بين المكونين العسكري والمدني لتجاوز الخلافات، وقال إن الحل يتم عبر الحوار لا عن طريق الملاسنات والتصعيد.

ومنذ أيام، تتصاعد توترات بين المكونين العسكري والمدني في السلطة؛ بعد انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إعلان الجيش في 21 سبتمبر/أيلول الجاري إحباط محاولة انقلاب عسكري.

مظاهرة ضد الشراكة

وشهدت الخرطوم اليوم الأربعاء مسيرة دعا لها الحزب الشيوعي السوداني للمطالبة بإنهاء الشراكة بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، وهتف المشاركون في المسيرة ضد هذه الشراكة، ووصفوها بشراكة الدم.

وطالب الحزب في مذكرة رفعها إلى والي ولاية الخرطوم في نهاية المسيرة بإلغاء ما سماها قوانين النظام المعزول، وتطبيق مجانية الصحة والتعليم.

ويعد "الحزب الشيوعي" من أبرز القوى السياسية المعارضة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وأعلن سابقا انسحابه من قوى "الحرية والتغيير" المشاركة في الائتلاف الحاكم.

مطالب الشرق

في سياق آخر، ولليوم 12 على التوالي، يستمر إغلاق عدد من المرافق الحيوية في ولاية البحر الأحمر (شرقي السودان)، على خلفية مطالب نظارات البجا والعموديات المستقلة المتعلقة بمسار شرق السودان في مفاوضات السلام بجوبا.

وشمل الإغلاق عددا من الموانئ البحرية في بورتسودان وخط أنابيب لنقل النفط، كما قُطع الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة بورتسودان وعدد من أرجاء البلاد.

وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة أعاد فتح ميناءي بشائر لتصدير النفط بعد اجتماع مع وفد حكومي، وطلب المجلس مهلة أسبوع للرد على طلب الوفد بشأن عقد مؤتمر جامع لأهل شرق السودان لإلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا للسلام.

المصدر : الجزيرة + وكالات