خبراء: استخدام المساعدات الأميركية لتقويض حماس يعيق الإغاثة ولا يضعف الحركة

بلينكن يتحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برام الله 25 مايو/أيار 2021 (رويترز)

يقول خبراء إن استخدام المساعدات الإنسانية الأميركية لتقويض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودعم السلطة الفلسطينية سيعيق أعمال الإغاثة ولن يضعف حماس، وسيضيع الوقت لحل قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإن هذا النهج محكوم عليه بالفشل.

ورد ذلك في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني، استعرض في مستهله تصريحات لمسؤولين أميركيين عن أن هدف المساعدات الإنسانية للفلسطينيين هو تقويض حماس ودعم السلطة الفلسطينية في غزة.

وأشار التقرير إلى تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول أمس الثلاثاء، كذلك أشار إلى حديث لمسؤول أميركي عن استخدام وتوزيع المساعدات بطريقة مدروسة، ليس فقط لإضعاف حماس، ولكن لصالح خصومها الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح، وقوله إن واشنطن على اتصال بالسلطة الفلسطينية ودول الخليج والأمم المتحدة لتوجيه المساعدات إلى غزة دون مشاركة حماس.

يعيق الإغاثة

وعلق عدد من الخبراء والمراقبين على هذا النهج الأميركي؛ واصفين إياه بأنه قد يعيق جهود الإغاثة دون تحقيق هدفها المعلن المتمثل في إضعاف المقاومة الفلسطينية.

وقال خليل جهشان -المدير التنفيذي لـ"المركز العربي في واشنطن دي سي" (Arab Center Washington DC)- إذا كانت المساعدات الإنسانية تستهدف حماس فإنها "ستضعف" أي نوايا حسنة محتملة لمساعدة الفلسطينيين.

وأضاف جهشان بأنه نهج غير حكيم في الأساس سينتهي به الأمر إلى إبطال الهدف الرئيسي وهو تحقيق سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال "لا يمكننا فرض قيادة على الفلسطينيين، مثلما لا نفرض على الإسرائيليين، ولسنا في موقف لتحديد ما إذا كانت حماس هي التي تقود أم لا ".

ليست قضية إنسانية فحسب

وقال أيضا إن واشنطن تريد "تخصيص أموال لحل المشكلة" دون تخصيص أموال كافية حتى للمساعدة في تخفيف الأزمة الحالية في غزة، مشيرا إلى أنه حتى مع التمويل الكافي فإن الإدارة الأميركية تضيّع وقتها في محاولة التعامل مع القضية السياسية في إسرائيل وفلسطين كقضية إنسانية.

وختم جهشان حديثه بأن مشكلة الفلسطينيين ليست الجوع، ولا إعادة الإعمار. لقد فعلوا ذلك مرارا وتكرارا على مدار الـ70 عاما الماضية، وتمكنوا من التعافي من أزمات سيئة مثل هذه وأسوأ، مشكلتهم أنهم لم يُمنحوا قط الفرصة لإيجاد حل سياسي لمعضلتهم؛ أي بإنهاء الاحتلال وإتاحة الفرصة لهم لممارسة حقهم في تقرير المصير.

وقال جوش روبنر -المحاضر المساعد في جامعة جورج تاون- إن إدارة بايدن تنتهج نفس الإستراتيجية التي اتبعتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وهي تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تستخدمها لهدم منازل الفلسطينيين والبنية التحتية الفلسطينية في قطاع غزة، فقط لتدخل المساعدات الأميركية وتعيد بناء ما تقوم إسرائيل بتدميره.

لا محاولات لحل القضية

وأضاف أن الإدارة الأميركية كانت تحاول دعم السلطة الفلسطينية بالمساعدات لتنخرط الأخيرة في إدارة الصراع، بدلا من الضغط لحل القضية بطريقة عادلة.

وأشار روبنر إلى أن الإدارة الأميركية تريد العودة إلى الوضع الراهن، وهذا يعني استمرار وإدامة الحصار الإسرائيلي والاحتلال العسكري والتطهير العرقي الإسرائيلي والفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني.

وقال إن جهود المساعدة قد تؤدي إلى بعض الاستقرار على المدى القصير، ولكن مع تضامن متزايد عبر قطاعات مختلفة من المجتمع الفلسطيني في كل من إسرائيل والأراضي المحتلة وتغيير الرأي العام في الولايات المتحدة على المدى الطويل؛ فإن هذه السياسة سوف تفشل.

أزمة القيادة

أما جوناثان خطّاب -المحامي الفلسطيني الأميركي المتخصص في القانون الدولي- فقد شدد على أن نهج استخدام المساعدات كأداة لتمكين السلطة الفلسطينية على حساب حماس محكوم عليه بالفشل.

وقال خطّاب إنها سذاجة، ولقد جعلوا كلمة "حماس" كلمة سامة، وكل ما تسمعه في الأخبار هو "حماس، حماس، حماس".

وأكد "نحن بحاجة إلى التخلص من هذا النموذج والاعتراف بحماس كحركة سياسية. صحيح أن لديها جناحا مسلحا، ولكنْ لديها أيضا برنامج سياسي".

المصدر : ميدل إيست آي