رغم مضايقات حكومية.. وقفتان بكوريا الجنوبية نصرة لغزة وتنديدا بالعدوان

المحتجون أصروا على تنظيم وقفتهم الاحتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية رغم تضييق السلطات عليهم (الجزيرة نت)

نظمت جمعيات حقوقية كورية جنوبية أمس واليوم، وقفتين احتجاجيتين أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة سول، نددت فيهما بالتطهير العرقي والعدوان على قطاع غزة.

كما طالب المحتجون بوقف اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمتها دولتهم مع إسرائيل في اليوم الأول من بدء العدوان على غزة.

وقد تعرضت الوقفتان لمضايقات من السلطات، حيث تم تحديد عدد المشاركين في الوقفة بـ9 أشخاص فقط ومنع المشاركين من ترديد الشعارات، وقد استعملت الشرطة مكبرات صوت عالية حالت دون وصول أصوات المحتجين للجمهور.

ورغم التضيق فقد شارك في كل وقفة أزيد من 200 شخص يمثلون جمعيات حقوقية واتحادات عمالية وطلابية، فضلا عن ممثلين للجالية الفلسطينية والعربية في كوريا الجنوبية.

وأصر المشاركون على رفع شعارات تندد بنظام "الفصل العنصري الإسرائيلي" وجرائمه ضد الفلسطينيين، وطالبوا الحكومة الكورية بوقف دعم "دولة الإرهاب الإسرائيلي".

كما رفعت صور للضحايا من الأطفال الذي سقطوا في القصف الإسرائيلي على غزة، ورددت شعارات "الحرية لفلسطين" و"تسقط إسرائيل".

تغطية لوقفة أمام السفارة الإسرائيلية في كوريا الجنوبية
المحتجون رفعوا خلال وقفتهم أمام السفارة الإسرائيلية صورا للضحايا من الأطفال وشعارات منددة بالعدوان (الجزيرة نت)

إخوة في الإنسانية

وفي تصريح للجزيرة نت، قال كيم تيجونغ -وهو أحد المشاركين في الوقفة- "لقد شعرت بحزن عميق حين رأيت القصف والجرائم التي يتعرض لها الأبرياء في فلسطين وفي غزة خصوصا، وذكرني ذلك بالجرائم التي تعرض لها الشعب الكوري أثناء حقبة الاستعمار، لذلك أتيت للمطالبة بوقف قصف الأبرياء فورا".

وقال داود كيم -وهو أحد الشباب الكوريين المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي- "جئت هنا لأساند الفلسطينيين، لأنهم إخوتنا في الإنسانية، وما يتعرضون له لا يمكن لأي إنسان السكوت عنه".

وقال محمود الشكوكاني -وهو رجل أعمال كوري من أصل فلسطيني شارك في الوقفة- "أنا فلسطيني وأردني وكوري، لكن فلسطين تتربع على قلوبنا وتسكن أرواحنا، ففيها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن هنا للتنديد بجرائم الاحتلال الصهيوني".

تغطية لوقفة أمام السفارة الإسرائيلية في كوريا الجنوبية
السلطات منعت -وسط انتشار أمني كثيف- تجمع أعداد كبيرة من المحتجين أمام السفارة الإسرائيلية (الجزيرة نت)

انحياز السلطات

أما أبو هاشم (اسم مستعار) فقد استنكر التضييق الذي يتعرض له المتظاهرون، وقال للجزيرة نت "لقد رأينا مؤخرا عددا من الوقفات والاحتجاجات نصرة لقضايا مختلفة، لكن لم تتعرض لهذه المضايقات، والحكومة الكورية تثبت بذلك أنها تتماهى مع السياسات الإسرائيلية وتتجاهل حقوق الفلسطينيين، وكذلك مصالحها مع العالم العربي".

واختتمت الوقفة بمؤتمر صحفي، ندد فيه المنظمون بالجرائم الإسرائيلية وشبهوا الكفاح الفلسطيني بالكفاح الكوري من أجل الاستقلال بداية القرن الماضي.

كما نددوا ببعض وسائل الإعلام الكورية التي تصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ودعوا إلى وقفات احتجاجية متواصلة إلى حين وقف الهمجية الإسرائيلية، وطالبوا الحكومة الكورية بالتضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني وعدم التضييق على التحركات المناصرة له.

المصدر : الجزيرة