اليمن.. معارك كر وفر بين الحكومة والحوثيين في مأرب وقيادة عسكرية جديدة للمجلس الانتقالي بعدن

Tribal fighter loyal to Yemen's government walks past an army tank at a position during fighting atainst Houthi rebels in an area between Yemen's northern provoices of al-Jawf and Marib
قوات الجيش اليمني مسنودة برجال القبائل تواجه الهجوم الحوثي المتصاعد على مأرب (رويترز)

تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وبين قوات الحوثيين في محافظة مأرب، من جانب آخر أجرى المجلس الانتقالي الجنوبي تغييرات عسكرية عقب خلافات بين قادته.

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك "استمرار التصعيد العسكري في مأرب يرسل إشارة واضحة بأن الحوثيين غير مهتمين بتحقيق أي تقدم في عملية السلام".

ومنذ فبراير/شباط الماضي صعد الحوثيون من هجماتهم في محافظة مأرب من أجل السيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

وقال مصدر عسكري "قوات الحوثيين سيطرت على مواقع في جبهة المشجح بصرواح غربي مأرب" وإن الجيش اليمني يخوض معارك لاستعادة مواقع غربي المحافظة.

وأوضح المصدر نفسه أن قتلى وجرحى سقطوا من الطرفين خلال معارك الأيام الماضية. ولم تتطرق وسائل إعلام الحوثيين إلى معارك مأرب.

وذكر المركز الإعلامي للجيش اليمني أن سلاح المدفعية دمر 3 عربات تابعة للحوثيين تحمل رشاشات ثقيلة، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف هذه الجماعة.

وأعلن الجيش اليمني، أمس الجمعة، تدمير 3 طائرات مسيرة لجماعة الحوثي في محافظتي مأرب (شرق) وتعز (جنوب غرب).

في المقابل، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن التحالف الذي تقود السعودية شن 16 غارة على مواقع في صرواح غربي محافظة مأرب.

وأفادت وسائل إعلام سعودية فجر اليوم أن التحالف اعترض 3 طائرات مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه جنوب المملكة، كما أعلنت الجماعة استهداف موقع عسكري "مهم" في قاعدة الملك خالد الجوية السعودية في خميس مشيط بطائرة مسيرة.

وسبق أن أعلنت الجماعة أيضا تنفيذ عملية هجومية بواسطة 3 طائرات مسيرة، اثنتان على قاعدة الملك خالد، والأخرى على منشأة لشركة أرامكو النفطية في جازان.

في أثناء ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية "هناك مليون شخص في مأرب وسط اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة".

ودعا المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ لوقف التصعيد في مأرب من أجل تأمين الاحتياجات الإنسانية لآلاف الأسر النازحة.

خلافات في عدن

وفي سياق متصل، أجرى المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني (المدعوم إماراتيا)، الجمعة، تغييرات عسكرية في صفوفه عقب خلافات بين قادته.

وذكر مراسل الأناضول أن المجلس كلف العميد عبد السلام زين البيحاني اليافعي بمهام قيادة قوات الدعم والإسناد (الحزام الأمني) خلفا لقائدها السابق العميد محسن الوالي.

وأضاف أن المجلس عين أيضا العقيد جلال الربيعي بمهام أركان ألوية الدعم والإسناد، بدل العقيد نبيل المشوشي.

ومطلع مارس/آذار الماضي، نجا القائدان المقالان الوالي والمشوشي من محاولة اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة بموكبهما في مدينة عدن، مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 10 من حراسهما.

ووفق مراقبين، فقد جاء هذا التغيير عقب خلافات بين الوالي ورئيس المجلس عيدروس الزبيدي.

وقال مصدر بقوات الحزام الأمني -للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه- إن الإمارات استدعت الوالي وأسرته إلى العاصمة أبو ظبي الثلاثاء الماضي، ليأتي قرار إقالته فيما بعد. ولم يوضح المصدر مزيدا من التفاصيل حول سبب استدعاء الإمارات للوالي.

وتأسس المجلس الانتقالي عام 2017، حيث يطالب بانفصال جنوبي اليمن عن شماله، بدعوى أن الحكومات المتعاقبة همشت الجنوب سياسيا واقتصاديا ونهبت ثرواته.

ويسيطر المجلس أمنيا وعسكريا على العاصمة المؤقتة عدن منذ أغسطس/آب 2019، إضافة إلى سيطرته على مناطق جنوبية أخرى.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال).

المصدر : الجزيرة + وكالات