2.5 مليون جرعة من لقاح كورونا تصل إلى السلطنة حتى يونيو.. ووزير الصحة العماني يحذر من مرحلة حرجة مقبلة

أشار وزير الصحة إلى أن التوسع في إقامة احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة في بعض دول المنطقة سبّب أن أتت معهم السلالات الجديدة وانتشرت في كثير من الدول بما فيها السلطنة.

أحمد السعيدي وزير الصحة العماني (الصحافة العمانية)

يقضي العمانيون شهر رمضان المبارك وسط تقييد ليلي للحركة وغلق للمؤسسات التجارية من التاسعة مساء حتى الخامسة صباحا بعد أن عاد المنحنى الوبائي إلى الارتفاع من جديد في السلطنة.

وتجاوزت الإصابات حاجز الألف إصابة يوميا، وارتفع معدل الوفيات إلى متوسط 11 وفاة يوميا منذ بداية شهر أبريل/نيسان، وانخفضت نسبة الشفاء إلى 89%.

ونتيجة عدم التزام تسليم اللقاحات من الشركات الموردة في الوقت المحدد، فلم تتجاوز أعداد المطعمين بلقاح "كوفيد-19" أكثر من 460 ألف شخص فقط.

وتتوقع السلطنة وصول 2.5 مليون جرعة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران هذا العام من شركتي "فايزر" (Pfizer) و"أسترازينيكا" (AstraZeneca) ضمن الاتفاقيات الموقعة مع التحالف العالمي ومع كل من الشركتين مباشرة.

فضلا عن مليوني جرعة من لقاح فايزر سيتم توريدها في يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، مما سيمكن السلطنة من تطعيم جميع المستهدفين ضمن الإستراتيجية الوطنية للتطعيم.

مرحلة حرجة

في هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة -في حديث خاص للجزيرة نت- إن السلطنة تعمل على حجز مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson‏)، على أن تصل في الربع الثالث من العام الحالي.

وأضاف أن هناك تعاقدا مباشرا مع شركة أسترازينيكا لتوريد مليون جرعة من لقاح أكسفورد في يناير/كانون الثاني لكنها تأخرت لأسباب تقنية.

وعن حقيقة الوضع الوبائي الحالي أوضح وزير الصحة العماني أنها مرحلة صعبة وحرجة جدا في السلطنة، وقد تشهد مزيدا من الإجراءات لتجنّب الأسوأ، وقد تصل إلى الإغلاق التام ومنع الحركة كليا حتى نهاية عيد الفطر المبارك.

وأشار وزير الصحة إلى أن التوسع في إقامة احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة في بعض دول المنطقة سبّب أن أتت معهم السلالات الجديدة وانتشرت في كثير من الدول بما فيها السلطنة.

وتابع أنه منذ منتصف يناير/كانون الثاني بدأت أرقام الإصابات بالارتفاع من حالات وافدة إلى السلطنة ثم بدأ الانتشار المجتمعي، وفي الجانب الآخر كان هناك تراخ في الالتزام بالتباعد وبدأ بعض المواطنين إقامة المناسبات الاجتماعية كالعزاء والأعراس "وها نحن نتجاوز ألف إصابة يوميا".

وبيّن الوزير أن السلالة الشائعة حاليا هي الفيروس الأساسي ثم الفيروس المتحور الذي اكتشف في المملكة المتحدة ووصل إلى السلطنة بعد احتفالات أعياد الميلاد.

خطة وطنية للتطعيم

وفي وقت سابق، أطلقت سلطنة عمان في ديسمبر/كانون الأول الماضي المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتحصين من مرض "كوفيد-19" بعد تسلّم أول شحنة من اللقاح من شركة فايزر، تبعتها مرحلة ثانية في فبراير/شباط مع توفر 100 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا لتغطية عدد 50 ألفا من الأولويات المستهدفة.

وقال وزير الصحة إن دراسة المسح الاستقصائي المصلي بينت أن 25% من العمانيين أصيبوا بفيروس كورونا أي إنهم محصنين من الفيروس "إلى مدة لم تؤكد علميا حتى الآن، ولذلك قررنا تطعيم 50% من المجتمع لنبلغ نسبة 70% المطلوبة للوصول إلى الحماية المجتمعية حسب الدراسات العلمية".

وعن التعاون الخليجي، قال وزير الصحة الدكتور أحمد السعيدي إن لوزارات الصحة في دول مجلس التعاون تجربة ناجحة جدا في توحيد شراء الأدوية والأجهزة الطبية وكذلك في فحص العمالة الوافدة لكنها لم تنجح حتى الآن في توحيد شراء لقاحات "كوفيد-19" في قوة شرائية واحدة وتوزيع عادل.

وتوقع وزير الصحة العماني تنامي الاهتمام بالقطاع الصحي مستقبلا في الدول الخليجية والعربية وفي السلطنة بوجه خاص قائلا إن الانفاق على القطاع الصحي في السلطنة لا يتجاوز 3% من الدخل القومي، ومعدل ما ينفق على الصحة لا يتجاوز 1500 دولار للفرد سنويا.

وأكد أنه في الوقت ذاته ستواصل السلطة ابتعاث الكوادر الطبية -رغم الظروف الاقتصادية- وأنها تجد الأولوية لدى حكومة جلالة السلطان هيثم بن طارق، مضيفا أن نسبة التوطين في المؤسسات الصحية تبلغ 70%، والسعي مستمر لتطوير المؤسسات الصحية وبناء مؤسسات إضافية.

المصدر : الجزيرة