اليمن.. رقعة الاحتجاجات تتسع وتوقعات بتصاعدها وسط عجز حكومي

الاحتجاجات في اليمن تصاعدت للمطالبة بتحسين الخدمات وخفض الأسعار (الجزيرة)

وسط اتساع رقعة الاحتجاجات في عدد من المحافظات اليمنية، تشير توقعات إلى أنها ستتصاعد في قادم الأيام، وذلك بسبب عدم وضوح رؤية الحكومة، وعدم وجود أي مؤشرات على تحركات حقيقية لإيجاد حل لإنهاء أزمة الكهرباء، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان وفصل الصيف.

وفي رصد لآخر التطورات، قالت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت الوادي والصحراء في جنوب شرق اليمن إن 3 جنود من حراسة مبنى مجمع السلطة المحلية بمدينة سيئون أصيبوا بجروح جراء الاعتداء عليهم بالحجارة من قبل متظاهرين غاضبين.

يأتي ذلك في وقت أصيب فيه 4 متظاهرين برصاص قوات الأمن خلال تفريقها مظاهرة بعد اقتحام مشاركين فيها المبنى.

مطالب المحتجين لا تختلف في عدة محافظات (الجزيرة)

ولأول مرة تسجّل إصابات منذ تجدد الاحتجاجات الشعبية في عدن (العاصمة المؤقتة) ومحافظات أبين ولحج وحضرموت، التي انطلقت منذ 3 أسابيع؛ احتجاجا على تردي الخدمات وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية.

ورغم تأكيد اللجنة الأمنية -في بيان لها- حق التظاهر السلمي، فإنها عبرت عن أسفها لتحول مظاهرة اليوم من المطالبة بقضايا حقوقية مشروعة إلى أعمال تخريب متعمد.

ولفتت إلى أن هذه الأعمال أدت إلى تحطيم عدد من السيارات وتخريب شبكة المياه للمجمع والاشتباك مع عدد من قوة حراسة المبنى؛ مما اضطر الوحدات الأمنية والعسكرية المكلفة بحماية المجمع إلى التدخل والقيام بواجبها في فض الشغب وأعمال التخريب.

من جانبه، اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي قوات الحكومة اليمنية -التي يشارك بـ4 حقائب وزارية فيها- بما وصفه بـ"حملات التنكيل القمعية للمتظاهرين في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت".

وقال الناطق الرسمي للمجلس علي الكثيري في بيان له إن قوات الجيش باشرت الاحتجاج السلمي والعصيان المدني بالرصاص الحي وحملات التنكيل القمعية مما أدى إلى إصابة عدد من الشباب واعتقال وملاحقة آخرين.

وأضاف أن المجلس لن يدخر جهدًا في سبيل تمكين أبناء حضرموت من إدارة مديرياتهم وتخليصهم من هذه القوات العسكرية.

الشارع مثّل ملجأ المحتجين الغاضبين (الجزيرة)

منحى آخر

واتخذت عملية التصعيد منحى آخر بعد قيام المحتجين في وقت سابق اليوم باقتحام قصر معاشيق الرئاسي بمدينة عدن الذي تتخذ منه الحكومة مقرا لها.

وقام مئات المحتجين بالتظاهر وتنظيم مسيرة اقتحموا خلالها مبنى القصر، بعد أن تجاوزوا البوابات الرئيسية ونقاط الحراسة والتفتيش، التي لم تعترض طريقهم، رغم أن جنودا أطلقوا عدة أعيرة نارية في الهواء.

وعقب بقاء المتظاهرين ساعات في المجمّع الحكومي، حاول القيادي في المجلس الانتقالي وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبد الناصر الوالي ومدير عام شرطة عدن اللواء مطهر الشعيبي التحدث إليهم وإقناعهم.

وطالب الطرفان من المتظاهرين الهدوء واعتبار رسالة مطالبهم إلى الحكومة قد وصلت، وأن حلّ الأمور وتنفيذ المطالب يحتاج إلى مزيد من الصبر وإعطاء الحكومة فرصة.

المتظاهرون أعربوا عن غضبهم من تردي الأوضاع المعيشية (الجزيرة)

غضب ومطالب

وفي مدينة سيئون بحضرموت اختلف الوضع؛ حيث شهدت المدينة احتجاجات غاضبة أغلق خلالها المتظاهرون الطرق وأحرقوا إطارات قديمة، وحاولوا اقتحام مبنى السلطة المحلية، وأطلقت قوات الجيش الرصاص في الهواء لتفريقهم.

في هذه الأثناء، شهدت محافظة أبين مسيرة، طالب خلالها المشاركون بإقالة المحافظ اللواء أبو بكر حسين، واتهموه بالفساد وعدم تقديم ما يحقق مطالب الناس منذ توليه شؤون المحافظة قبل 4 سنوات.

المصدر : الجزيرة