بعيدا عن أغاني مهرجانات وفضائح مشاهير.. هؤلاء مصريون نالوا تكريما بالخارج في 2021

المؤرخ والآثاري فرنسيس أمين الحاصل على وسام "فارس" من إيطاليا (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة – في ظل انشغال وسائل الإعلام المصرية بفضائح المشاهير وأزماتهم المستمرة، خاصة الجدل حول موسيقى المهرجانات، يرى المصريون غيابا لإبراز النماذج الناجحة في المجالات الأخرى، فضلا عن شحّ في التقدير والتكريم الرسمي للمتميزين من المصريين في الداخل والخارج.
لكن تلك المفارقة لا تعني غياب النماذج الناجحة، ففي مقابل هذه الندرة الداخلية يمكن رصد العديد من حالات التكريم والتقدير لمصريين في دول مختلفة، سواء من قبل الحكومات أو مؤسسات المجتمع المدني، وذلك في مجالات مختلفة ولاعتبارات عدة.

وإذا كانت الأسماء محل الاهتمام الأبرز في مصر خلال العام تمحورت حول مطربين شعبيين يثور جدل كبير بشأن جودة أغانيهم ورقيّها، أو مغنية حلقت شعرها بسبب ظروف اجتماعية أو ما شابه، فالحقيقة أن عام 2021 شهد أيضا حصول العديد من المصريين على أوسمة وألقاب وتكريم في دول مختلفة، وتنوعت دوافع وأسباب ذلك ما بين تقدير لجهد وتميز علمي أو فكري، أو لأنشطة خيرية وأخرى مجتمعية، فضلا عن التقدير لأعمال فردية أظهرت شجاعة لدى صاحبها، ومبادرة استحق لأجلها هذا التكريم.

كما تنوع الحاصلون على هذا التكريم، من حيث الجنس، والفئة العمرية، فمنهم كبار في السن، وشباب، ومن هم في مقتبل أعمارهم، كما أن منهم من حاز هذا التكريم الدولي وهو داخل مصر ولم يخرج منها بعد.

وفي هذا التقرير ترصد الجزيرة نت عددا من أبرز نماذج التكريم لمبدعين مصريين في الخارج، في عام 2021.

1-  أساتذة جامعيون

أدرج تصنيف "كلاريفيت" (Clarivate) العالمي الذي صدر في الشهر الماضي 4 أساتذة بجامعات مصرية ضمن قائمة العلماء الأكثر تأثيرا في العالم.

والعلماء هم: أحمد عثمان الزغبي الذي يعمل أستاذا لعلوم الأدوية والسموم بجامعة الإسكندرية، وصبري محمد شاهين أستاذ كيمياء الأراضي بجامعة كفر الشيخ، ومحمد الحسيني الأستاذ المساعد في الحاسبات بجامعة المنصورة، والراحل علي حسن بحراوي الأستاذ المساعد في الرياضيات بجامعة بني سويف.

ويعدّ تصنيف كلاريفيت التصنيف الأهم دوليا لتحديد أبرز العلماء على مستوى العالم في تخصصاتهم المختلفة، ويعتمد التصنيف على كثرة الإنتاج البحثي وجودته، وعدد مرات الاستشهادات العلمية المرجعية بالأبحاث في أهم المجلات الدولية.

2 –  عبلة قدوس

حازت السيدة الأسترالية من أصل مصري عبلة قدوس (70 عاما) لقب "الشخصية الأسترالية" عن فئة كبار السن في ولاية "نيو ساوث ويلز"، لعام 2021، وذلك لنشاطها في العمل الخيري بالولاية على مدار سنوات.

ويعدّ هذا التكريم الثاني للسيدة عبلة قدوس، وذلك بعد تكريمها بجائزة "متطوع كبير" من قبل مركز العمل التطوعي عام 2019، تقديرا لخدماتها التطوعية حيث تترأس قدوس جمعية رعاية المرأة المسلمة في أستراليا، كما أنها تعمل مع المنظمة منذ أكثر من 35 عامًا.

وقالت السيدة في لقاء مع قناة "الجزيرة" إن معاناتها في السابق من التمييز بسبب لبس الحجاب والتضييق عليها في الوظائف دفعتها إلى الاستقالة من العمل، وبدء رحلة التطوع لمساعدة المسلمات المحجبات.

3 –  دانيال نور

حاز الطبيب الأسترالي من أصل مصري دانيال نور (26 عاما) كذلك جائزة "الشخصية الأسترالية" عن فئة الشباب لعام 2021 في مدينة "نيو ساوث ويلز"، لجهوده في علاج المشردين خلال جائحة كورونا.

ونور أصغر إخوته الأربعة، ترعرع ونشأ في سيدني ويعمل طبيبًا بدوام كامل في أحد مستشفيات أستراليا، كما يعمل في مشروع العيادات الطبية المتنقلة الذي يمثل شغفه الإنساني، فقد أسس مع عدد من أصدقائه مبادرة "أطباء في الشارع" لتقديم الدعم النفسي والطبي للمرضى في الشارع.

4 –  مي التلمساني

منحت الحكومة الفرنسية الكاتبة المصرية مي التلمساني في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة "فارس"، وهو وسام فخري تمنحه وزارة الثقافة الفرنسية ممثلة عن الحكومة الفرنسية، تقديرا للمبدعين في المجال الفني أو الأدبي، ممن أسهمت إبداعاتهم في إثراء الفنون والآداب في فرنسا والعالم كله.

وكانت التلمساني قد نالت في 2001 جائزة "آرت مار" لأفضل عمل في البحر الأبيض المتوسط من مهرجان باستيا بجنوب فرنسا، كما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية لأدب السيرة الذاتية في 2002 من وزارة الثقافة المصرية، وتعمل أستاذة مساعدة للسينما والدراسات العربية في جامعة أوتاوا بكندا.

5 –  فرنسيس أمين

منحت السفارة الإيطالية بمصر في احتفالية أقامتها في منتصف يوليو/تموز الماضي وسام "فارس" (نجمة إيطاليا) للمؤرخ والآثاري فرنسيس أمين، وذلك لدعمه العلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا على مدار 3 عقود متصلة.

وعبّر أمين عن شكره وتقديره لدولة إيطاليا، على تكريمه بمنحه الوسام، وهو من مواليد مدينة أرمنت بالأقصر بصعيد مصر، وله إسهاماته بما يملكه من أرشيف أثري وتاريخي.

6 –  ماري ألكسندر بسطا

في مارس/آذار الماضي كرّمت الولايات المتحدة ماري ألكسندر بسطا، وهي أول مصرية تتولى منصب عمدة لمدينة بولينغبروك بولاية إيلينوي الأميركية، وذلك بإدراجها ضمن قائمة أكثر 20 امرأة متميزة في العالم لعام 2021.

هيئة التحالف الأميركي للتعدد العرقي بولاية إيلينوي عدّت هذا التكريم بمنزلة اعتراف بالقيادة الملهمة لألكسندر ومبادراتها الرائدة، في حين قالت ألكسندر "هذا التكريم يشرفني كامرأة مصرية مقيمة بالولايات المتحدة"، مؤكدة حرصها في جميع المحافل على إبراز انتمائها لمصر.

 

7 –  صحفيون وناشطون سياسيون

سلّمت عمدة باريس، مساء الجمعة الماضية، المواطنة الشرفية لـ4 صحفيين وناشطين سياسيين مصريين، هم: سلافة مجدي، وإسراء عبد الفتاح، فضلا عن الباحث باتريك جورج (أُفرج عنه منذ أيام)، والناشط السياسي علاء عبد الفتاح (لا يزال قيد الحبس).

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت إسراء عبد الفتاح (43 عاما) وسلافة مجدي (34 عاما)، المفرج عنهما أخيرا، صورا ومقاطع مصورة أثناء تسلمهما "المواطنة الشرفية" لباريس، في حين استعرضت الصحفية سلافة مجدي، خلال كلمتها في الاحتفالية، قائمة تضم 50 معتقلا طالبت السلطات المصرية بالإفراج الفوري عنهم.

8 –  هاني النبراوي

في يونيو/حزيران الماضي اختار اتحاد الصناعات الدانماركي المهندس المصري هاني طارق النبراوي، من 12 شخصية أخرى في مجالات مختلفة، لعرض صورته وقصة حياته العملية في معرض صور متنقل في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، الذي يحمل اسم "أحلام عربية".

ويهدف المعرض إلى تمكين الشعب الدانماركي من التعرف على قصص نجاح الشباب في السنوات العشر الماضية.

وهاني مهندس مصري، والمدير التنفيذي لشركة "الميكانيكيون العرب للصناعات الهندسية"، وقبل تعيينه في منصب المدير التنفيذي للشركة، تدرّج في العمل من مهندس تركيبات، إلى مهندس مبيعات ثم تطوير أعمال، ثم مدير للعمليات.

9 –  فكيهة الطيب

في فبراير/شباط الماضي أُعلن فوز أستاذة الكيمياء الفيزيائية بكلية العلوم في جامعة القاهرة بجائزة "كوامى ناكروما" في الامتياز العلمي، بتصنيفها أفضل العالمات بقارة أفريقيا لعام 2020 عن إسهاماتها العلمية التي نُشر منها 90 بحثًا بمجلات علمية عالمية.

وهذه الجائزة أعلى جائزة في القارة الأفريقية، وتقدم تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، وتهدف إلى تقدير المتميزين من العلماء في أفريقيا نظير إنجازاتهم العلمية، وتدعم تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في القارة السمراء.

10 – رؤوف يوسف وزوجته ثريا

في احتفال أستراليا بيومها الوطني في 26 يناير/كانون الثاني من العام الجاري، حصل كل من رؤوف يوسف وزوجته ثريا يوسف، وهما مصريان مقيمان بمدينة ملبورن الأسترالية، على "وسام أستراليا" لعام 2020، تقديرا لخدماتهما الجليلة في مجال العمل الاجتماعي وسط الجاليات المصرية والعربية في ملبورن.

وهاجر رؤوف يوسف وزوجته إلى أستراليا عام 1978، وأسسا "نادي الحكماء الاجتماعي لكبار السن" في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بجنوب شرقي ملبورن، حيث جمع النادي بين كبار السن من المتحدثين باللغة العربية الذين عانوا العزلة بسبب الاختلافات اللغوية والثقافية.

11 – سيد صديق

مطلع العام الجاري كرّم عمدة ميلانو في إيطاليا، ومجلسها المحلي، المواطن المصري سيد صديق، بعد مشاركته الفاعلة في إخماد حريق كبير نشب بأحد المباني في المدينة، وإنقاذه عددا من الأشخاص من موت محقق.

وكان صديق محظوظا فقد اهتم به الإعلام المحلي في مصر، واستضافته قناة المحور عبر الهاتف فحكى ما حدث وقال إنه فوجئ أثناء وجوده في أحد شوارع ميلانو بحريق ضخم في أحد المباني السكنية، وتحرك على الفور تجاهه لإنقاذ من بداخله بعد سماع صوت أحد الأطفال، ونجح في إغلاق المفتاح الرئيسي لخط الغاز المشتعل قبل انفجاره.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي