الأولى بعد تولي حكومة رئيسي السلطة.. لماذا الجولة المقبلة من مفاوضات النووي صعبة؟
يتضح من عدد الخبراء الذين ذهبوا إلى فيينا مع الفريق المفاوض الإيراني أن طهران تبحث عن اتفاق دائم ولن تفوّت أي فرصة لذلك، لكنها -حسب ما يقول الخبراء- ليست في عجلة، خاصة مع عدم ثقتها في الجانب الأميركي والتزامه.
طهران- بعد أكثر من 5 أشهر على تعليق المحادثات النووية في فيينا، تنعقد اليوم الاثنين الجولة السابعة من المحادثات حول الملف النووي الإيراني، ووفقًا لنهج وشروط إيران والولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي فيبدو أن الجانبين سيواجهان مفاوضات صعبة.
وينظر المواطنون الإيرانيون والخبراء باهتمام لهذه المحادثات، وإذا كانوا سيشهدون الدخان الأبيض (إعلان الاتفاق) يخرج من الفندق الذي ستجري فيه المحادثات أم لا؟
اقرأ أيضا
list of 4 itemsميدل إيست آي: لماذا من المرجح أن تفشل محادثات الاتفاق النووي الإيراني بعد غد؟
مقال في فورين أفيرز: كيف يمكن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني؟
مناورات عسكرية إيرانية.. ما علاقتها بمحادثات فيينا؟
وبينما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي، تطالب برفع العقوبات المفروضة عليها، وتسعى إلى ضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مرة أخرى.
وعرضت الولايات المتحدة شروطا جديدة للتفاوض؛ فبالإضافة إلى القضايا النووية، فإنها تنوي منع إيران من تطوير برامجها الصاروخية وعرقلة دعم القوى المدعومة من إيران في المنطقة العربية.
اتفاق مرهون برفع العقوبات
وأكد علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية -الذي يقود فريقًا من 40 شخصًا في المحادثات- أن مفاوضات فيينا لا تتضمن مناقشة الموضوع النووي، وإنما ستنحصر في موضوع رفع العقوبات غير القانونية واللاإنسانية عن إيران، وحذّر من فشل المحادثات إذا لم يتم رفع جميع العقوبات.
وكان وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان شدد -خلال محادثة هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأروبي جوزيب بوريل الجمعة الماضي- على أن التوصل إلى اتفاق جيد وحتى فوري ممكن، إذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة للعودة إلى التزاماتها كاملة ورفع العقوبات عن بلاده.
إيران ليست متعجّلة
يقول محلل الشؤون الدولية والسياسة الخارجية مصطفى خوش جشم "كما يتضح من عدد الخبراء الذين ذهبوا إلى فيينا مع الفريق المفاوض، فإن إيران تبحث عن اتفاق دائم وعادل ولن تفوت أي فرصة في هذا الصدد".
لكنه أضاف "في الوقت نفسه، إيران ليست في عجلة من أمرها لأن الجانب الأميركي أثبت مرارا أنه غير موثوق به".
ويعتقد خوش جشم -في حديث للجزيرة نت- أن الجانب الأميركي لن يبحث عن اتفاق دائم، وإنما يسعى للسيطرة على نفوذ إيران، ويستخدم العقوبات سلاحا دائما، ويرفض رفعها رغم الوعود التي قطعها في المعاهدات والاتفاقيات.
وحسب المحلل، فإن الطرفين سيجلسان في الجولتين الأولى والثانية على طاولة المفاوضات لهدفين: الأول معرفة وتقييم فريق التفاوض الإيراني الجديد، واستعداده للوصول إلى اتفاق جيد ومضمون ودائم، والسبب الثاني توضيح أهداف الفرق المتفاوضة للأطراف الأخرى.
الوفد الإيراني الجديد
ووفقا للخبراء، فإن أحد المكونات الرئيسية للمفاوضات النووية المقبلة أنها تأتي بعد تولي حكومة جديدة السلطة في طهران، ويؤمل أن تتحرك بنهج أكثر وحدة وإستراتيجية.
في الوقت نفسه، يعتقد الإيرانيون أن الجبهة ضدهم مشتتة إلى حد كبير، حيث تسود التوترات والخلافات الداخلية في الولايات المتحدة، وكذلك بين الدول الأوروبية.
ويعتقد قربان أوغلي خبير الشؤون الدولية والسفير الإيراني السابق لدى الجزائر وجنوب أفريقيا أن المشكلة الرئيسية في الفريق الإيراني الجديد للمفاوضات هي خبرته القليلة في المفاوضات، وثانيًا أن الفريق ورئيسه اتخذوا مواقف جادة ضد الاتفاق النووي.
وقال أوغلي رغم أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا أكثر واقعية اليوم، فإن الرأي نفسه موجود في أذهانهم.
التفاوض بحسن النية
ووفقا لخبير الشؤون الأميركية وعضو هيئة التدريس في جامعة طهران فؤاد أيزدي، فإن إيران تفاوض بحسن نية وتستند إلى الوعود التي قطعها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الانتخابات، "فهو مهتم بالتوصل إلى اتفاق ورفع هذه العقوبات".
لكن المشكلة -حسب أيزدي في حديثه للجزيرة نت- "أن الجانب الأميركي يبحث عن اتفاق أطول، ويريد تغيير الاتفاق السابق وإدراج قضايا أخرى إلى جانب الملف النووي، وإذا أصر الأميركيون على هذا الموقف فلن يتوصلوا -بالتأكيد- إلى اتفاق مع إيران".
وأردف أيزدي أن الحكومة الإيرانية الحالية لا تريد ربط سياستها الداخلية والخارجية باتفاق مع الغرب، بل تحاول تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة وجيرانها، فضلا عن الصين وروسيا والتوجه نحو الشرق.