باتيل فعلت ما لم يفعله بلير.. ديفيد هيرست يعدد الآثار الضارة بآفاق السلام في فلسطين لحظر بريطانيا حركة حماس

Britain's Home Secretary Priti Patel arrives to attend a requiem mass for Conservative MP David Amess at Westminster Cathedral in London on November 23, 2021. - British lawmaker David Amess was stabbed to death while meeting his constituents on October 15, 2021. Ali Harbi Ali, from north London, is accused of stabbing Amess, is set to go on trial at the Old Bailey in central London on March 7, 2022. (Photo by Niklas HALLE'N / AFP)
بريتي باتيل في لندن الثلاثاء الماضي (الفرنسية)

قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن وزيرة الخارجية البريطانية بريتي باتيل أرسلت رسالة إلى الفلسطينيين مفادها أنه بإمكانهم التمتع بالديمقراطية، طالما أنهم يصوتون لحزب يقبل حق القوات الإسرائيلية في ترويع عائلاتهم.

وأضاف أن الرسالة الثانية لباتيل للفلسطينيين هي أن أي خيار آخر لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي غير مطروح على الطاولة. فالمقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (بي دي أس) ستتسبب في تصنيفكم بمعاداة السامية. ومهما فعلت إسرائيل لا يمكن محاكمتها من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ونسب هيرست في مقال له بموقع ميدل إيست آي البريطاني (Middle East Eye) إلى بيتر ريكيتس الدبلوماسي البريطاني السابق ورئيس لجنة المخابرات المشتركة في عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير، قوله الجمعة الماضية إن حظر الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن يغير السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وإن حماس يجب أن تكون جزءا من حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أكثر تعقيدا

وعلق هيرست على تصريح ريكيتس بأن ما لم يقله هذا الدبلوماسي هو أنه اعتبارا من أمس الأربعاء، سيكون البحث عن حل سياسي أكثر تعقيدا بسبب هذا الحظر.

وأضاف أن التحذير نفسه جاء بصوت عال وواضح من قبل الفصائل الفلسطينية الأخرى، وليس أقلها فتح، التي تعترف بإسرائيل، كما جاء من قبل نواب في الأردن.

وقال إن هذا شيء يبدو أنه لا إسرائيل ولا باتيل ولا اللوبي المؤيد لإسرائيل في المملكة المتحدة يفهمونه.

وأورد الكاتب كثيرا من التفاصيل عن تأييد الفلسطينيين الواسع داخل فلسطين وخارجها لحماس، وكذلك التأييد على نطاق الدول العربية والإسلامية والعالم، مضيفا أن نفوذ حماس السياسي يمتد إلى ما هو أبعد من غزة والضفة الغربية. وقال "سواء أحبت باتيل ووزارة الداخلية البريطانية ذلك أم لا، فهذا هو الواقع".

نهج المفاوضات المباشرة

وأضاف أن باتيل فعلت شيئا لم يفعله حتى بلير، على الرغم من كراهيته للإسلام السياسي.

ولفت هيرست الانتباه إلى المفاوضات التي أجراها بلير مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة عام 2015، والتي قال بعدها إنه يأسف لاستبعاد المملكة المتحدة ودول غربية أخرى حماس من طاولة المفاوضات ودعمها لإسرائيل.

وأضاف أن نهج المفاوضات المباشرة هو الذي يحل النزاعات وهو الأسلوب الذي استخدمه بلير وسلفه جون ميجور للتوصل إلى السلام في أيرلندا الشمالية.

واختتم بالتذكير بأن رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر، التي أعجبت بها باتيل، كانت ترفض أسلوب المفاوضات المباشرة، إذ قالت في قمة الكومنولث في فانكوفر بكندا عام 1987 "لقد حاربتُ الإرهاب طوال حياتي، لن تكون لي علاقة بأي منظمة تمارس العنف. لم أر أحدا من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أو منظمة التحرير الفلسطينية أو الجيش الجمهوري الأيرلندي ولن أفعل ذلك".

وعلق هيرست على ذلك بالقول "انظروا إلى ما حدث لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، أو "شين فين" على جانبي الحدود البريطانية الأيرلندية اليوم".

المصدر : ميدل إيست آي