إيران تتهم دولة بالوقوف وراء هجوم سيبراني عطل محطات الوقود

الهجوم السيبراني على محطات الوقود في إيران تسبب في طوابير طويلة (الأوروبية)

اتهم أمين المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي في إيران أبو الحسن فيروز آبادي دولةً أجنبية -لم يسمها- بالوقوف وراء الهجوم السيبراني الواسع النطاق الذي استهدف محطات التزود بالوقود المدعوم، مما تسبب في طوابير طويلة في المحطات، وأضاف فيروز آبادي أنه من السابق لأوانه تحديد هذه الدولة والطريقة التي استخدمت في الهجوم.

وأعلنت اللجنة العليا للفضاء الافتراضي التابعة للمجلس الأعلى للفضاء السيبراني، في وقت سابق أمس الثلاثاء، عن تعرّض الأنظمة الإلكترونية لمحطات الوقود لهجوم سيبراني، وأشارت إلى أن جهود الخبراء مستمرة لمعالجة هذه المشكلة وإعادة اتصال الأنظمة وتفعيلها قريبا.

وذكرت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية (شانا) أن الوزارة قالت إن المبيعات بالبطاقات الذكية المستخدمة في البنزين المدعوم الأرخص ثمنا هي فقط التي تعطلت، ولا يزال بإمكان العملاء شراء الوقود ذي الأسعار الأعلى.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أن محطات تعبئة الوقود في العاصمة طهران وعدد من المدن الأخرى، توقفت عن العمل بسبب خلل فني أصاب الأنظمة الإلكترونية الخاصة بشبكة توزيع المحروقات.

عودة جزئية

وقال مسؤولون في التلفزيون الرسمي إن نحو نصف المحطات عاد للعمل بعدما قام فنيون بتفعيل إعدادات التشغيل اليدوية، بعدما عطل المهاجمون الوظائف الإلكترونية في المحطات، وأكد المسؤولون عدم وجود نقص في الوقود، وأن باقي المحطات ستعود للعمل بحلول منتصف نهار اليوم الأربعاء.

واصطفت سيارات ودراجات نارية خارج محطات للوقود في طهران، كما بث التلفزيون لقطات لمحطات مقفلة تشكّلت صفوف من السيارات على مقربة منها. وأثار توقف توزيع الوقود في المحطات ذهول السائقين والدراجين، في بلاد تعد من الأغنى عالميا بالنفط، وتوفر مشتقاته بأسعار مخفّضة ومدعومة.

وألمحت وكالة أنباء فارس الإيرانية إلى أن توقيت هجوم أمس مرتبط باقتراب ذكرى احتجاجات واسعة اندلعت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2019، كانت بسبب قرار زيادة أسعار الوقود، في خضم أزمة اقتصادية حادة.

ألمحت وكالة أنباء فارس الإيرانية إلى أن توقيت الهجوم السيبراني مرتبط باقتراب ذكرى احتجاجات واسعة اندلعت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2019، كانت بسبب قرار زيادة أسعار الوقود

وتقول إيران إنها في حالة تأهب قصوى ضد أي هجمات إلكترونية كانت قد اتهمت في الماضي الولايات المتحدة وإسرائيل بشنها، بينما اتهمت أميركا وقوى غربية أخرى إيران بمحاولة تعطيل شبكاتها الإلكترونية واختراقها.

هجمات سابقة

وكانت إيران في الأعوام الماضية هدفا لعدد من الهجمات السيبرانية. ففي مايو/أيار 2020، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية عن وقوف إسرائيل وراء هجوم معلوماتي طال أحد الميناءين الواقعين في مدينة بندر عباس جنوب إيران، وذلك ردا على ما قالت الصحيفة إنه هجوم إلكتروني إيراني على منشآت هيدروليكية مدنية إسرائيلية.

وفي فبراير/شباط من العام ذاته، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية أنها صدت هجوما إلكترونيا استهدف شركات مزوّدة لخدمات الإنترنت، وأدى لاضطراب الاتصال بالشبكة لنحو ساعة.

وتعود إحدى أبرز الهجمات الإلكترونية التي أصابت إيران إلى سبتمبر/أيلول 2010، حين ضرب فيروس "ستاكسنت" منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، مما أدى إلى سلسلة أعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

واتّهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، كما اتهم عدد من الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بتدبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات