معتقلو جلبوع و"شاليط" وقيادات بارزة.. الجزيرة نت تنشر تفاصيل "تصور حماس الشامل" لإنجاز صفقة الأسرى

حماس اشترطت الإفراج عن 48 من محرري صفقة شاليط قبل البدء بمفاوضات الصفقة الجديدة (مواقع التواصل)

غزة– كشفت أوساط قريبة من مباحثات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع المسؤولين المصريين -للجزيرة نت- عن أن الحركة جددت تمسكها بشروطها من أجل إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، ورفضت بشكل قاطع ما وصفتها "بالمراوغة ومحاولات الابتزاز الإسرائيلية".

وقالت هذه المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها- إن حماس ترفض أي مساومة على "بعض أسماء الأسرى"، وكذلك ترفض "الفيتو الإسرائيلي" على من تصفهم إسرائيل بأن "أياديهم ملطخة بالدماء"، وهم أسرى من أصحاب المحكوميات العالية، الذين تتهمهم بالمسؤولية عن تنفيذ هجمات أدت إلى قتل إسرائيليين.

شروط المقاومة

وبحسب المصادر، فإن الوسيط المصري نقل لقادة حماس أن إسرائيل مستعدة لصفقة تبادل شرط أن تبدي الحركة "مرونة" بخصوص شروط تضعها، إذ تراها إسرائيل "مبالغا فيها وغير مقبولة"، وهو ما رفضته الحركة بشكل مطلق.

وعلمت الجزيرة نت من مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة أن حماس سلمت المصريين "تصورا واضحا وشاملا"، وأكدت استعدادها للمضي قدما على الفور من أجل إنجاز صفقة تبادل إذا ما استجابت إسرائيل لرؤيتها ومطالبها.

ووفق هذا التصور، تشترط حماس إطلاق سراح 48 أسيرا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعروفة باسم "صفقة شاليط"، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، وهو شرط تتمسك به الحركة باعتباره أساسا يجب تنفيذه قبل الشروع في مفاوضات الصفقة الجديدة.

كما وضعت حماس تحرير الأسرى الستة، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد نجاحهم في الهروب من سجن جلبوع الشهر الماضي، شرطا لإنجاز الصفقة.

وتصر حماس على الإفراج عن أسرى تعتقد أن "صفقة التبادل فرصة نادرة لهم من أجل التحرر من سجون الاحتلال"، ووضعت قائمة بأسمائهم، وهم من قادة ذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام، وقادة في فصائل المقاومة، يقضون أحكاما بالسجن بالمؤبد.

قيادات بارزة

كما وضعت حماس أسماء قادة سياسيين، أبرزهم القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، واللواء فؤاد الشوبكي (مسؤول المالية إبان تأسيس السلطة الفلسطينية)، باعتبارهم أولوية ضمن قائمة الأسرى المطلوب الإفراج عنهم.

وبعثت حماس رسائل مباشرة تشير إلى تمسكها هذه المرة بتحرير هؤلاء، عندما التقى رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية زوجة البرغوثي وابنة الشوبكي في القاهرة.

وشددت المصادر على أن حماس ليست في وارد التنازل كما حدث في "صفقة شاليط"، عندما رفضت إسرائيل الإفراج عن عدد من الأسرى الذين طالبت بهم حماس، ومنهم البرغوثي وسعدات والشوبكي، وقادة سياسيين وعسكريين ينتمون لها ولقوى أخرى.

وتعتقل إسرائيل في سجونها زهاء 5 آلاف فلسطيني، بينهم 225 طفلا، و41 امرأة. وفي المقابل، تحتجز حماس 4 إسرائيليين في غزة، بينهم جنديان أسرتهما خلال الحرب الثالثة على غزة عام 2014، وترفض الكشف عن مصيرهما، وآخران -عربي وإثيوبي- دخلا غزة في ظروف غامضة.

الموقف الإسرائيلي

ووعد الوسيط المصري حماس بنقل تصورهم للجانب الإسرائيلي، في أثناء الزيارة المرتقبة للقاهرة التي يقوم بها منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين يارون بلوم في غضون أيام.

لكن القاهرة -بحسب المصادر- قالت لحماس إنها لا تتوقع أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية لشروطها بسبب "ما تعانيه داخليا وخشيتها من الانهيار"، غير أنها وعدت بمواصلة جهودها من أجل التوصل إلى صفقة تبادل، تراها أساسا لتثبيت حالة الهدوء ومنع أي تدهور يؤدي إلى مواجهة مسلحة.

وكان رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت صرح قبل بضعة أيام أنه يعارض على الدوام إطلاق سراح مسؤولين عن قتل إسرائيليين.

وقالت المصادر إن حكومة بينيت، التي تعصف بها مشكلات داخلية، قد توافق على إنجاز صفقة مع حماس، تعزز مكانتها الداخلية، إذا وجدت تجاوبا من الحركة إزاء التنازل عن بعض شروطها.

وبحسب ما يتردد في الإعلام الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية، فإن إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح الأطفال والنساء، ومئات الأسرى الفلسطينيين من المرضى وأصحاب المحكوميات الخفيفة، أو أولئك الذين لم يتبق كثير من فترة محكومياتهم، في مقابل تحرير أسراها لدى حماس.

وتشترط إسرائيل أن تكون لها الأولوية في تحديد أسماء الأسرى الذين تشملهم الصفقة، على ألا يكونوا مسؤولين بشكل مباشر عن قتل إسرائيليين. وفي حين تبدي مرونة في إطلاق سراح سعدات والشوبكي، فإنها ترفض أن تشمل الصفقة مروان البرغوثي.

صفقة وطنية

ووضع عضو المكتب السياسي لحركة حماس مسؤول ملف الأسرى، زاهر جبارين، اللغط الدائر حاليا في سياق "التضليل الذي تمارسه إسرائيل للتهرب من ثمن صفقة التبادل"، وقال للجزيرة نت: "لدينا مطالب معروفة لدى الوسطاء والاحتلال، ولن نتنازل عنها".

وأكد أن "حماس مستعدة لإنجاز صفقة تبادل تنهي معاناة أسرانا في السجون، إذا استجاب الاحتلال لشروطنا ومطالبنا".

وشدد جبارين -وهو أسير محرر ومسؤول مكتب الأسرى والشهداء والجرحى في الحركة- على أن المقاومة التي أخضعت الاحتلال وأنجزت صفقة "وفاء الأحرار 1″، قادرة على إخضاعه مجددا وإنجاز "صفقة مشرفة".

وفضّل جبارين عدم الحديث عن تفاصيل شروط حماس، وأسماء قادة الأسرى الذين تطالب بهم، وقال: "مروان البرغوثي وعبد الناصر عيسى وأحمد سعدات هم قادة وطنيون كبار، وحماس لا تتعامل مع الأسرى بفئوية وحزبية، وجميعهم قامات وطنية، والحركة حريصة على إنجاز صفقة وطنية".

وبخصوص الحراك الحالي داخل السجون، قال جبارين إن قيادة المقاومة تتابع ما يجري ونكث الاحتلال بالتزاماته، "وأبلغنا الوسطاء أن هذه القضية قد تفجر الأوضاع".

وشدد على أن المقاومة لن تسمح للاحتلال بأن يستفرد بالأسرى، وتترقب الجلسة المفترض عقدها الأسبوع المقبل بين قيادة الأسرى ومصلحة سجون الاحتلال.

المصدر : الجزيرة