كاتيوشا الفصائل رسائل ملغومة تحرج الكاظمي قبيل لقاء ترامب.. ما أهدافها؟

Iraqi Prime Minister Mustafa al-Kadhimi is pictured at the prime minister's office in Baghdad
الفصائل الشيعية صعّدت هجماتها ضد القواعد والإمدادات الأميركية قبيل لقاء الكاظمي وترامب (رويترز)

على وقع هجمات صاروخية وعبوات ناسفة ورسائل ملغمة، توجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة في زيارة محفوفة بالمخاطر، مع تهديد معلن ومبطن من قبل الفصائل الشيعية للضغط عليه من أجل بحث ملف انسحاب القوات الأميركية من البلاد في البيت الأبيض.

الكاظمي يأمل من زيارته إلى واشنطن الحصول على مساعدات أميركية للنهوض بالواقع الأمني والاقتصادي والصحي في البلاد، إلا أن رسالة أميركا -وفق مراقبين- تشير إلى عدم المساعدة في أي مجال مع استمرار هجمات الفصائل الصاروخية على مصالحها في العراق.

ويتصدر ملف استكمال مباحثات ما يعرف بالحوار الإستراتيجي، أجندة زيارة الوفد العراقي برئاسة الكاظمي إلى واشنطن، حيث سيعقد وفدا البلدين الأربعاء الجولة الثانية من هذا الحوار برئاسة وزيري الخارجية فؤاد حسين ومايك بومبيو.

وأكد أحمد ملا طلال المتحدث باسم رئيس الوزراء -خلال مؤتمر صحفي في بغداد- أن "المرحلة الثانية من الحوار الإستراتيجي المقرر عقدها في واشنطن، ليست الأخيرة، وستكون هناك جولات أخرى".

واستدرك بالقول إن "نهج الحكومة دعم استقرار المنطقة وعدم الدخول بسياسة المحاور"، دون الإشارة إلى تداعيات الهجمات الصاروخية التي زادت بالتزامن مع الزيارة بشكل ملحوظ.

المتحدث باسم كتائب حزب الله وصف الهجمات الأخيرة بالمقاومة الشريفة (حصرية)
محيي اعتبر أن هجمات الفصائل ردّ على تحدي واشنطن لقرار البرلمان العراقي بشأن انسحاب قواتها من البلاد (الجزيرة)

مقاومة مشروعة

وخلال أسبوع واحد، تعرضت المصالح الأميركية في العراق لأكثر من 10 هجمات صاروخية واستهداف بعبوات ناسفة، بحسب تصريحات رسمية.

ووصفت كتائب حزب الله -التي تتهمها واشنطن بالوقوف وراء الهجمات- عمليات القصف والاستهداف للمواقع الأميركية بـ"المقاومة الشريفة"، وأكدت أن "الاستخفاف ونية البقاء الأميركي لفترة أطول، استدعى تواصل عمليات المقاومة التي ستزداد خلال الأيام المقبلة".

وعن هذه الهجمات، رأى المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي محمد محيي -خلال حديثه للجزيرة نت- أنها غير مرتبطة بزيارة الكاظمي إلى واشنطن، بقدر علاقتها بتحدي الإدارة الأميركية لإرادة الشعب العراقي وقرار البرلمان العراقي بشأن انسحاب قواتها من البلاد.

وأوضح محيي أن "العراق يعيش مؤخرا وضعا غير مستقر جراء التدخلات الأميركية وجرائمها الكبيرة التي تؤكد استخفاف إدارة ترامب بالشعب العراقي، وتعمل بشكل واضح على ترسيخ بقاء قواتها في البلاد لأمد طويل".

الكناني رأى أن تنقل الأرتال الأميركية برا جعلها اهدافا سهلة للمقاومة (حصرية)
الكناني قال إن الأرتال الأميركية أهداف سهلة للفصائل الشيعية (الجزيرة)

أهداف سهلة

من جهته أشار الخبير الإستراتيجي حسين الكناني إلى أن "الأرتال الأميركية التي عادة ما تتنقل برا بين المحافظات العراقية، تكون أهدافا سهلة للفصائل الشيعية"، معتبرا أن "هذه الفصائل زادت من وتيرة هجماتها مؤخرا، لتبعث رسالة إلى واشنطن بالتزامن مع الزيارة التي يجريها الكاظمي هناك، مضمونها إجبار الوفدين العراقي والأميركي على بحث مستقبل وجود القوات الأميركية في البلاد بصورة جدية".

ونبّه الكناني -في حديثه للجزيرة نت- إلى ما وصفها بتسريبات مفادها أن "الكاظمي لا يرغب في فتح ملف الوجود الأميركي خلال هذه الزيارة، لوجود مباحثات أجريت بين البلدين بهذا الخصوص ورسمت خطوطا عامة للتعاون الأمني والسياسي تحت مسمى الحوار الإستراتيجي".

وقال الكناني إن "هذا الملف هو مطلب قوى سياسية كانت سببا بوصول الكاظمي لرئاسة الحكومة"، في إشارة إلى إمكانية سحب هذه القوى البساط من تحته إن لم يلب مطالبها.

وقلل من إمكانية وجود دور إقليمي يقف وراء زيادة وتيرة الهجمات ضد المصالح الأميركية في العراق، لكنه أكد وجود دول مجاورة لها مصلحة بالانسحاب الأميركي من العراق.

Soldiers perform a security check on their MRAP vehicles near the Kuwaiti border as part of the last U.S. military convoy to leave Iraq
قادة الفصائل يتحضرون لمساءلة الكاظمي في حال لم ينجح في جدولة انسحاب القوات الأميركية من البلاد (رويترز)

مستقبل الكاظمي

ونبه محيي إلى أن "حكومة الكاظمي ستتعرض للمساءلة أمام مجلس النواب والشعب العراقي في حال لم تطبق قرار البرلمان والشعب، ورضخت لإملاءات الولايات المتحدة"، مرجّحا عدم مناقشة هذا الملف من قبل الكاظمي خلال زيارته إلى واشنطن، لكون "إدارة ترامب هي التي فرضت أجندات الزيارة والملفات التي سيتم التباحث بشأنها".

ورجّح مراقبون لهذا الشأن أن الفصائل الشيعية ستشعل العراق في حال عودة الكاظمي من واشنطن ولم يحضر معه مسودة اتفاق على جدولة انسحاب القوات الأميركية من البلاد، مشيرين إلى أن "قادة هذه الفصائل ستشاور أجنحتها السياسية في البرلمان بشأن استجواب الكاظمي، وسحب الثقة منه، قبيل موعد إجراء الانتخابات المبكرة المقررة في السادس من يونيو/حزيران المقبل".

المصدر : الجزيرة