السيسي يتخلص من آخر المزعجين.. خسارة الطنطاوي وسط اتهامات بالتزوير

أحمد الطنطاوي - الصفحة الرسمية
أحمد الطنطاوي أبرز نواب المعارضة المصرية يخسر مقعده بمجلس النواب (مواقع التواصل الاجتماعي)

وسط اتهامات بالتزوير للتخلص من النواب المزعجين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، سادت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، إثر إعلان خسارة أحمد الطنطاوي أبرز نواب المعارضة -المحدودة أصلا- لمقعده في انتخابات الإعادة بمحافظة كفر الشيخ شمال البلاد.

وأعلنت لجنة الانتخابات العامة في محافظة كفر الشيخ المصرية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء خسارة الطنطاوي في انتخابات مجلس النواب عن دائرة قلين، وذلك رغم حصوله على أعلى الأصوات في الدائرة خلال الجولة الأولى للانتخابات.

وتداول نشطاء مستندات قالوا إنها تثبت فوز الطنطاوي في اللجان الفرعية، وذلك على العكس من النتيجة النهائية التي أعلنتها اللجنة العامة بفوز مرشح حزب مستقبل وطن المدعوم من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كما تداول مغردون مقاطع مصورة للنائب المعارض أثناء إعلان النتيجة، وهو يؤكد للقاضي أن الأوراق تثبت فوزه، مطالبا القاضي بالاطلاع على المستندات الخطيرة التي يملكها، لكن القاضي لم يستجب له.

وطنطاوي من نواب كتلة "25-30" التي تقول إنها تدعم ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما تدعم النظام الجديد، الذي أفرزته مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، والتي مهدت لإعلان الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي في 3 يوليو/تموز من العام نفسه، حيث أطيح بالرئيس المنتخب محمد مرسي الذي توفي في السجن لاحقا.

وقبل أيام خسر أيضا هيثم الحريري عضو كتلة "25-30" مقعده في محافظة الإسكندرية، وهو من أبرز نواب المعارضة، واتهم أيضا السلطات بتزوير الانتخابات.

 

وعرف المصريون طنطاوي بمواقفه المعارضة للنظام، خاصة في قضايا سد النهضة والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وتحرير سعر الصرف، إضافة إلى رفض التعديلات الدستورية التي أتاحت للسيسي تمديد رئاسته حتى عام 2030، كما أعلن داخل مجلس النواب أنه لا يحب الرئيس السيسي ولا يثق في أدائه، وطالب بانتخابات رئاسية مبكرة عام 2022.

وتصدر وسم "أحمد الطنطاوي" مواقع التواصل، وسط جدل بين غاضب من الخسارة وبين رافض للمشاركة في الانتخابات بالأساس.

وقال نشطاء إن ما حدث مع الطنطاوي هو استمرار لسياسة النظام في التخلص من كل الأصوات المعارضة التي سببت له إزعاجا خلال السنوات السابقة، رغم اعترافها بشرعية النظام.

وندد آخرون بهيمنة حزب مستقبل وطن على البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، واعتبر بعضهم أنه تكرار لبرلمان عام 2010 الذي هيمن فيه الحزب الوطني الديمقراطي على جميع المقاعد، وكان المسمار الأخير في نعش الرئيس الراحل حسني مبارك، حيث اندلعت ثورة يناير 2011 بعد ظهور النتائج بعد شهور.

في سياق متصل، قال نشطاء إن خسارة النائب المعارض هي نتيجة طبيعية للحكم العسكري القادم عبر الانقلاب وليس عبر إرادة المواطنين، وانتقد بعضهم الطنطاوي وأنصار المشاركة في الانتخابات، مؤكدين أن دخول البرلمان حاليا يعطي النظام غطاء الشرعية الديمقراطية.

وجرت انتخابات مجلس النواب وسط مقاطعة واسعة من المعارضة في الداخل والخارج، وشهدت عزوفا كبيرا من المصريين، وتجاهلا للمرشحين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بوصفها انتخابات صورية بعيدة عن المنافسة الحقيقية، خاصة مع سيطرة الأجهزة الأمنية على قوائم المرشحين والدعاية الانتخابية.

ورغم المقاطعة الواسعة وعزوف المصريين شهدت الانتخابات خروقات عدة رصدتها منظمات حقوقية، أبرزها الرشى الانتخابية وشراء الأصوات وحشد الموظفين والعمال، فضلا عن حشد الفقراء عبر الجمعيات الخيرية.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي