لماذا باتت ترينيداد مرتعا خصبا لتنظيم الدولة؟

An Isis propaganda image showing fighters from Trinidad and Tobago during military training in Syria
عناصر بتنظيم الدولة من جمهورية ترينيداد وتوباغو (غارديان)

لماذا أصبحت جمهورية ترينيداد وتوباغو الكاريبية مرتعا خصبا لتجنيد المقاتلين لـ تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، هل هو الدين أم حوافز تتعلق بوعود التنظيم بالمال وأمور أخرى؟ صحيفة غارديان البريطانية تناولت هذا الملف في تقرير نشر اليوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من مئة مواطن من ترينيداد غادروا للقتال في صفوف التنظيم، منهم سبعون رجلا عزموا على القتال حتى الموت، إضافة إلى العشرات من الأطفال والنساء.

وبالمقارنة، فإن أقل من ثلاثمئة مجند خرجوا من كندا والولايات المتحدة الأميركية للانضمام إلى تنظيم الدولة، وفق الصحيفة.

وتقول غارديان إن نسبة المسلمين في ترينيداد وتوباغو تشكل عُشر عدد السكان البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة، وتتبنى غالبية المسلمين فيها نهج الاعتدال.

لكن الأقلية من المسلمين الترينيداديين اتجهوا للتطرف، حيث أطلقت ما تسمي نفسها "جماعة المسلمين" عام 1990 أول محاولة انقلابية في النصف الغربي من الكرة الأرضية احتجزت خلالها رئيس الوزراء ومشرعين لعدة أيام، قبل أن يتمكن الجيش من إعادة الأمور إلى نصابها.

‪ياسين أبو بكر: الدول الأوروبية ليس لديها أسس أخلاقية‬ ياسين أبو بكر: الدول الأوروبية ليس لديها أسس أخلاقية (غارديان)
‪ياسين أبو بكر: الدول الأوروبية ليس لديها أسس أخلاقية‬ ياسين أبو بكر: الدول الأوروبية ليس لديها أسس أخلاقية (غارديان)

المقصلة الفرنسية
وفي مقابلة مع غارديان، قال إمام الجماعة ياسين أبو بكر -الذي كان خلف الانقلاب وأطلق سراحه بعد تسوية مع الحكومة- إن الدول الأوروبية ليس لديها أسس أخلاقية لتنتقد عمليات القتل التي يقوم بها تنظيم الدولة بسبب استخدام المقصلة خلال الحرب الفرنسية.

ويقول المتخصص في الأنثروبولوجيا ديلان كيريجان -من جامعة ويست إديز- إن الدين مبرر أكبر لدى العديد من المجندين، لكنه أشار إلى أن الحافز لدى الشباب في أغلبه يتعلق بوعود التنظيم بالمال وأمور أخرى بعيدة عن الدين.

ويشير التقرير إلى أن الانضمام إلى التنظيم ربما كان وسيلة للبعض للهروب من القانون، منهم من يسمى أبو سعد الترينيدادي (شين كروفور سابقا) الذي اعتقل عدة مرات بتهم بينها الاشتباه بالتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء في حينها.

كما انضم بعض أعضاء العائلات البارزة، بينهم الملاكم طارق عبد الحق، وقريبته باميلا إلدر التي كانت محامية معروفة، إضافة إلى والدها يعقوب عبد الحق.

ووسط مخاوف من عودة المقاتلين، ينفي وزير العدل فارس الراوي أن تكون هناك مشكلة بشأن التجنيد أو التطرف الديني، ويقول إن العدد ربما يبدو أكبر مما هو عليه في مكان آخر، ولكن "ليس لدينا مشكلة في ذلك".

كما يرفض الوزير المخاوف بشأن المزيد من التطرف، قائلا إن العديد ممن سافروا إلى سوريا أو العراق كانوا أصلا مجرمين ويتطلعون للعودة وهم يتفوقون على منافسيهم.

المصدر : غارديان