التايمز: بريطانيا فقدت مقعدها بمحكمة العدل ونفوذها وتأثيرها

مدونات - محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية (الجزيرة)

قالت صحيفة التايمز في افتتاحية لها اليوم إن فقدان بريطانيا مقعدها في محكمة العدل الدولية يعبر عن صراع أوسع على النفوذ، وإن بريطانيا أصبحت في وضع أضعف، بسبب غيابها عن هذه الهيئة الدولية الهامة.

وأوضحت الصحيفة أن خمسة مقاعد من جملة 15 مقعدا أُعيد انتخاب شاغليها مؤخرا، وأن القاضي البريطاني السير كريستوفر غرينوود الذي شغل المنصب خلال السنوات التسع الماضية نافس لفترة ثانية وكان من المتوقع فوزه، لكن الحظ لم يحالفه. وكان المنصب الذي يتولاه يشغله، تقليديا، محامي من بريطانيا أو أستراليا أو نيوزيلندا.

وأضافت أنه كان من المفهوم ضمنا طوال العقود الماضية أن لكل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا، الولايات المتحدة، الصين، بريطانيا وفرنسا) مقعدا بمحكمة العدل الدولية.

وذكرت أن المقعد الذي كان يشغله كريستوفر أخذه قاضي هندي، رغم الاحترام والتقدير اللذين كان يحظى بهما كريستوفر من الدبلوماسيين والمحامين وزملائه القضاة.

وبدأت مشاكل بريطانيا، التي أفقدتها المقعد، عندما قرر سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة الترشح للمقعد المخصص لآسيا، ونظرا لصداقاته القديمة بالأمم المتحدة فقد نجح السفير في الفوز على منافسه الهندي دالفير بهانداري، ولذلك كان على الأخير أن ينافس على مقعد آخر، ووجد نفسه وجها لوجه أمام كريستوفر.

العالم تغير
وذكرت التايمز أنه في الأوقات العادية كان بإمكان بريطانيا الفوز في المنافسة مع الهند، لكنها فشلت لثلاثة أسباب هي: أن كثيرا من الدول الآسيوية والأفريقية أرادت أن تغتنم هذه الفرصة لتؤكد أن العالم قد تغيّر ولم يُعد كما كان عندما أُنشئت المحكمة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وأن على الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ألا يتوقعوا أنهم سيهيمنون على مؤسساته.

وأشارت إلى أن فرنسا تلقت "توبيخا" مماثلا نوفمر/تشرين الثاني العام الماضي عندما رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة انتخاب مرشحها للجنة القانون الدولي، وهي هيئة أخرى تابعة للأمم المتحدة.

والسبب الثاني هو أن بعض الدول رأت أن كريستوفر لوّث نفسه -رغم الاحترام والتقدير العاليين اللذين كان يتمتع بهما- في نزاع مثير للجدل، حيث أنه كان أحد المحكّمين في قضية بين بريطانيا وموريشيوس عن وضع جزر شاقوس بالمحيط الهندي.

جونسون والبريكست
ثالثا هناك بعض الجيوب المعادية لبريطانيا على المنصة، خاصة من أفريقيا التي تسببت بعض الملاحظات من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في إثارة حساسيتها الثقافية وعدائها لبريطانيا.

كما أنه يُقال إن الاتحاد الأوروبي لعب دورا أيضا، فقد لوحظ أن غالبية أعضاء الاتحاد امتنعت من التصويت أو صوتت ضد بريطانيا في تصويت تم مؤخرا بشأن جزر شاقوس.

لقد فقدت بريطانيا أصدقاء الماضي، تقول التايمز وفقدت نفوذها، وستشكك الدول الأخرى في جدوى الاعتماد على بريطانيا في المفاوضات الدولية الأخرى.

واختتمت التايمز افتتاحيتها بدعوتها وزارة الخارجية لمضاعفة جهودها لطمأنة حلفاء المملكة وإبراز قوتها وتأثيرها في المنابر الأخرى، مشيرة إلى قرب المفاوضات الجديدة بشأن التجارة الدولية.     

المصدر : تايمز