واشنطن تترك أصدقاءها العرب في مهب الريح

أيقونة الصحافة السويسرية

حللت الصحف السويسرية اليوم السبت الموقف في الشرق الأوسط وتأثير الدعم المتزايد الذي يحظى به حزب الله في الشارعين العربي والإسلامي على مستقبل المنطقة، كما انتقدت موقف الأمم المتحدة من الأزمة، وحذرت من تواصل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بشكلها الحالي.

"
الولايات المتحدة أكدت بسياستها المطلقة في تأييد إسرائيل وتجاهل أصدقائها العرب أنها غير مهتمة بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، لتعزز بذلك موقف المعارضة في الشارعين العربي والإسلامي
"
نويه تسورخر تسايتونغ

أمريكا وأصدقاؤها العرب
عرضت الصحيفة المحافظة نويه تسورخر تسايتونغ تحليلا تناولت فيه معاملة الولايات المتحدة لأصدقائها العرب ورأت أنه رغم ولائهم لها، تبقى مصلحة إسرائيل دائما في المقام الأول مهما فعلت.

وقالت "أما الشعوب العربية والإسلامية فهي تنظر إلى صور الدمار والقتل في لبنان وفلسطين، لتؤيد حماس وحزب الله كرموز للمقاومة، كما تكسب سوريا وإيران المزيد من التأييد لأنهما البلدان اللذان لم يرضخا للولايات المتحدة".

وبالتالي تصل الصحيفة في تحليلها إلى أن الولايات المتحدة أكدت بسياستها المطلقة في تأييد إسرائيل وتجاهل أصدقائها العرب أنها غير مهتمة بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، لتعزز بذلك موقف المعارضة في الشارعين العربي والإسلامي، التي ترى الآن آثار السياسة الأميركية في العراق ولبنان وفلسطين.

وأضافت أنه بات واضحا أن عدم حل تلك القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية يزيد من اشتعال الأزمة، وقد أظهرت التجربة في أفغانستان والعراق وفلسطين أن الحلول العسكرية لا تقضي على التطرف الإسلامي بأي حال.

مخاوف من الهلال الشيعي
ناقشت الليبرالية تاغس أنتسايغر أبعاد ظهور ما وصفه إيغانتس شتاوب بالهلال الشيعي، كرد فعل إسلامي على ما يحدث في لبنان، وتناول في مقاله الدوافع التي كانت وراء موقف الحكومات العربية مما يحدث في لبنان، وهو ما يعتبره تغيرا ملحوظا في موقف القاهرة والرياض وعمّان.

ويقول شتاوب إن هذا الموقف ليس حبا في إسرائيل ولا في السلام، لكن كي تتمكن تلك الأنظمة من حماية عروشها، من احتمالات ظهور الهلال الشيعي الذي يمكن أن يجمع 140 مليون شيعي في إيران والعراق والخليج وحتى باكستان.

ثم يربط الكاتب بين ظهور الخميني وتأثيره على شيعة العراق، وما يحدث فيه بعد سقوط صدام، ليصل إلى قوة حزب الله متمثلة في انسحاب إسرائيل من الجنوب ومشروعاته الناجحة وحتى صموده الراهن، وبالتالي "خلقت هذه الأجواء تعاطفا سنيا حقيقيا مع الشيعة تمثل في دعم حركة الإخوان المسلمين في مصر والأردن لهم".

والنتيجة شعبية حقيقية لحزب الله في الشارع العربي والإسلامي، في الوقت الذي تتشبث فيه الولايات المتحدة بدعم الأنظمة المستبدة التابعة لها، لتناقض بذلك مزاعمها بالرغبة في نشر الديمقراطية في العالم العربي، فيتجه الرأي العام العربي والإسلامي تلقائيا لدعم حركات المقاومة الإسلامية.

قلق من شلل الأمم المتحدة
قال دانيال غولدشتاين في افتتاحية صحيفة دير بوند المستقلة، إن الأمم المتحدة تمر بخطر كبير يؤثر على مصداقيتها، إذ من المفترض أن تكون جهاز نشر الأمن والسلام في العالم، لا مجلسا ينتظر أكثر من أسبوعين ليختلف حول إصدار بيان للحد مما يحدث من قتل ودمار في الشرق الأوسط.

ويتساءل غولدشتاين "كيف يمكن لمنظمة دولية لا تستطيع حماية نفسها أن تحمي الضحايا المدنيين، وتوقف طرفي النزاع عن المضي في تلك الدوامة؟".

"
ما قاله بلير قبل وصوله إلى واشنطن يتناقض تماما مع موقفه في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأميركي، وبدلا من إعلان خطوات لتهدئة الموقف، شارك بوش الرأي في أن جذور المشكلة تكمن في حزب الله وحركة حماس
"
دير بوند

كما ينوه بضرورة التذكير بأن قرار الأمم المتحدة بنزع سلاح حزب الله ليس الوحيد، بل هناك قائمة طويلة من القرارات التي صدرت بحق إسرائيل للانسحاب من مناطق تحتلها ولم تقم بتنفيذها حتى اليوم، رغم مساعي السلام المتواصلة منذ عقود.

ويصل شتاين في تعليقه إلى أنه "ما دامت إسرائيل تحتمي بالولايات المتحدة في سياستها الحربية، ستبقى الأمم المتحدة جهازا مشلولا عندما يتطرق الأمر إلى دفع الدولة العبرية للوفاء بالتزاماتها والتعايش السلمي مع دول الجوار".

بلير يناقض نفسه
وفي دير بوند أيضا ورد تعليق على قمة بوش بلير في واشنطن أمس الجمعة، حيث رأت الصحيفة أن ما قاله بلير قبل وصوله إلى واشنطن يتناقض تماما مع موقفه في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأميركي، وبدلا من إعلان خطوات لتهدئة الموقف، شاركه الرأي في أن جذور المشكلة تكمن في حزب الله وحركة حماس.

وتنتقد الصحيفة بشدة لهجة بوش وبلير التي تتفق على دعم القتل والدمار للاستفادة من تلك الأزمة للتحرك في اتجاه آخر يؤثر على المنطقة برمتها، مع تأكيد بوش أن كل ما يحدث لن يجعل أميركا تحيد عن أهدافها، وتقول إن الثمن باهظ وواشنطن ولندن تهملان العواقب.

المصدر : الصحافة السويسرية