ما العيد الذي نحتفل به؟

ملابس العيد.. ما تبقى لأم بغزة من رضيعين بعد عقم 11 عاما (تقرير) كاميرا الأناضول ترافق الأم الفلسطينية رانيا أبو عنزة
ملابس العيد.. ما تبقى لأم بغزة من رضيعين بعد عقم 11 عامًا (الأناضول)

إننا نحتفل بالعيد مثل سائر دول العالم الإسلامي، لكننا مع ذلك لا نستطيع اتخاذ قرار مشترك بشأن موعد بداية شهر رمضان ونهايته ويوم العيد.

معركة الموت جوعًا

نحن نحتفل بالعيد مع علماء المسلمين الذين لم يتمكنوا من الاتفاق، أو حتى التوصل إلى اتفاق، أو بالأحرى لم يجدوا حلًا أو طريقةً لجعل يوم العيد مشتركًا.

نحتفل بالعيد، ونحن نشهد مقتل 33 ألف شخص أمام عيوننا في سجن غزة المفتوح.

نحتفل بالعيد مع 57 دولة إسلامية يتعين عليها الحصول على إذن من الولايات المتحدة وإسرائيل؛ حتى تنقل الجرحى من هناك، وترسل المساعدات إلى إخواننا في غزة الذين قضى عليهم الجوع.

إننا نحتفل بالعيد مع الأشخاص الذين لم يتمكنوا من فتح بوابات غزة الحدودية، ويعتبرون إسقاط المساعدات من الجوّ نجاحًا.

نحن نحتفل بالعيد مع أكثرمن مليارَي مسلم لا يستطيعون فعل أي شيء بشأن القدس المحتلة التي يسيطر الجنود الإسرائيليون على مداخلها ومخارجها.

إننا نحتفل بالعيد مع قادتنا الذين ينشغلون ببعضهم بعضًا أكثر من انشغالهم بإسرائيل وأميركا، والذين لا يستطيعون الاجتماع معًا، ولا يستطيعون فرض عقوبات على إسرائيل، ولا يستطيعون الاتحاد.

وبينما يموت بعض المسلمين في أفريقيا من الجوع، فإن المسلمين الذين يعيشون في ترف في بلدان أخرى يحتفلون بالعيد معًا.

حروب وجهل وفقر

نحتفل بالعيد في عالم تنتشر فيه الحروب الأهلية والإرهاب والجهل والحروب الطائفية في الدول الإسلامية.

نحن كأمّة النبي محمد -ﷺ – الذي بُعث رحمةً للعالمين، نحتفل بهذا العيد، بينما نحمل الضغينة لبعضنا بعضًا كما لو كنّا من دين آخر.

بينما لدينا أعدل وأرحم وأعظم دين للإنسانية، فإننا نحتفل بالعيد كأمّة يملؤها الإرهاب والفقر والجهل.

بينما كنت سأشرح تعاليم الإسلام عن معاناة البشرية ومتاعبها وصراعاتها، نحتفل بالعيد مع مثقفينا الذين يصمتون ولا يتكلمون ولا يتمرّدون.

نحتفل بالعيد مع شبابنا الذين نشؤُوا على العقد، ولا يعرفون حضارة وتعاليم وأفكار أجدادنا التي أنارت العالم أجمع.

نحتفل بالعيد مع مثقفينا وعلمائنا وقادتنا الذين لم يستطيعوا أن يكشفوا ما لدينا من قيم وقوة ومعرفة وحكمة، ولم يقفوا ولم يكتشفوا أنفسهم.

باختصار، نحتفل بالعيد وسط الحزن والأسى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.