إنتاج المعرفة.. قراءة في التصنيفات العالمية لمنصاتها
التصنيف العالمي للجامعات
التصنيف العالمي لمراكز الدراسات
التصنيف العالمي لبراءات الاختراع
مع التعقيد الشديد الذي تتسم به الأحداث المحلية والإقليمية والدولية والتداخل بينها، ومع ما ينتج عن هذا التداخل من تحديات ومخاطر تجعل من الصعب جدا على صاحب القرار اتخاذ قرارات مصيرية، واقتراح سياسات ووضع إستراتيجيات لتجاوز الوضع الراهن؛ فإن معظم المنظمات الكبيرة ودول العالم باتت تعتمد على الفكر والعلم وإنتاج المعرفة، لطرح حلول للتحديات المختلفة التي تواجهها.
لذا فقد زاد الاهتمام مؤخرا بإنتاج المعرفة وزاد بالضرورة الاهتمام بالمنصات المنتجة لهذه المعرفة، والتي تأتي على رأسها: مراكز الدراسات والأبحاث والجامعات، وما ينتج عنها من إنتاج معرفي وبراءات اختراع.
لم يعد مجديًا للمجتمعات تجاهل هذه الحقيقة، فالدول التي لم تدرك بعد أن المعرفة هي العامل الأكثر أهمية لبناء القدرات والانتقال من التخلف إلى التطور، ستجد نفسها على هامش التحولات، بل وستكون المتضرر الأكبر منها.
لذا لا بد من أن تتبنى الدول الساعية للتطور سياسات لجعل العلم والمعرفة ضمن الخيارات المتقدمة للدول، وهو -بحسب أستاذ تاريخ الفلسفة الدكتور محمد أبطوي- ما حدث في العصر العباسي الأول الذي يُعتبر من أكثر العصور الإسلامية إنتاجا للمعرفة.
وذلك لأن الدولة تبنت سياسة العلم عبر إرسال المأمون سفراءه إلى إمبراطور الروم حاملين معهم الهدايا، ورسالة فيها طلب مباشر لقائمة طويلة من كتب الحكماء والفلاسفة من أمثال أرسطو وبطليموس وجالينوس وغيرهم، فقد كان العلم مشروع دولة وليس مشروعا فرديا.
وما لبث المأمون أن أطلق -بعد وصول تلك الأسفار العظيمة- عملية ترجمة رافقها تأسيس عدد من المكتبات لتحتضن تلك الكتب المترجمة، وتقوم بإنتاج المعرفة والثقافة العلمية ونشرها في بغداد وغيرها من المدن، لتنمية المجتمع وتطوير قدراته المعرفية والعلمية. وقد كانت تعقد نقاشات جماعية علمية فلسفية تعكس مدى شغف المجتمع آنذاك بإنتاج ونشر المعرفة وتنقيحها.
سأتناول في هذه المقالة ثلاثة مؤشرات رئيسية للإنتاج المعرفي والعلمي وهي: التصنيف العالمي للجامعات، والتصنيف العالمي لمراكز الدراسات والبحث العلمي، والتصنيف العالمي لبراءات الاختراع. وسأقوم بالرجوع إلى أحدث التصنيفات (2017 و2018) وأكثر التصنيفات اعتمادية ومصداقية في حال وُجد أكثر من تصنيف.
ثم سأقوم بقراءة المؤشرات الدالة على إنتاج المعرفة بين الدول المتقدمة والدول العربية والإسلامية والكيان الصهيوني، وذلك للوقوف على مدى مساهمة الدول العربية والإسلامية في الإنتاج المعرفي في الوقت الراهن، ومعرفة المراكز التي تتبوؤها هذه الدول عالميا.
أولا: التصنيف العالمي للجامعات:
لا يخفى أثر الجامعات العريقة في المساهمة الفاعلة في الإنتاج العلمي والمعرفي، ودورها في رفد مسيرة التقدم والتطور والازدهار في الدول المتقدمة، ويتم تصنيف جامعات العالم وفق مؤشرات مختلفة لمعرفة أفضل الجامعات في العالم.
ويُعتبر تصنيف "كيو أس" (QS World University)، وتصنيف شانغهاي (Shanghai)، وتصنيف التايمز (Times Higher Education)؛ هي أشهر التصنيفات وأكثرها شيوعا في الأوساط العلمية والأكاديمية.
تختلف نتائج التصنيفات باختلاف المؤشرات والمعايير التي يعتمدها كل تصنيف والأوزان النسبية لكل معيار؛ فمثلا يعتمد تصنيف "QS" على الإنتاج البحثي والسمعة الأكاديمية للجامعات بين الأكاديميين، ونسبة توظيف الخريجين، وعدد أعضاء هيئة التدريس والطلاب الأجانب للعدد الكلي.
بينما يركز تصنيف شانغهاي على أربعة معايير رئيسية، هي: جودة التعليم، وجودة أعضاء هيئة التدريس، وعدد الفائزين منهم بجائزة نوبل، والإنتاج البحثي في أفضل المجلات العالمية ونسبة الاستشهاد لهذه الأبحاث.
ورغم الكلام على تلك المعايير وكيفية قياسها ومدى حياديتها، ووجود أمور قد تشوب تلك التصنيفات؛ فإنها تعطي مؤشرات عامة يمكن الاعتماد عليها في معرفة واقع الجامعات. ووفقا لهذه التصنيفات الثلاثة فيمكننا أن نقرأ المؤشرات التالية:
• على صعيد المناطق: فقد حصلت الأميركتان (أميركا وكندا وأميركا اللاتينية) على الحصة الأكبر في تصنيف أفضل 500 جامعة، ثم جاءت أوروبا ثانيا، وآسيا ثالثا، وأخيرا أفريقيا.
• على صعيد الدول: ما زالت مظاهر الهيمنة الأميركية على العالم مستمرة في عدة مجالات ومن ضمنها المجال التعليمي، حيث سيطرت الجامعات الأميركية -في السنوات الأخيرة- على المراكز الأولى في التصنيف العالمي لأفضل الجامعات، وذلك على حساب تراجع الجامعات الأوروبية.
تختلف نتائج التصنيفات باختلاف المؤشرات والمعايير التي يعتمدها كل تصنيف والأوزان النسبية لكل معيار؛ فمثلا يعتمد تصنيف "QS" على الإنتاج البحثي والسمعة الأكاديمية للجامعات بين الأكاديميين، ونسبة توظيف الخريجين، وعدد أعضاء هيئة التدريس والطلاب الأجانب للعدد الكلي. بينما يركز تصنيف شانغهاي على أربعة معايير رئيسية، هي: جودة التعليم، وجودة أعضاء هيئة التدريس، وعدد الفائزين منهم بجائزة نوبل، والإنتاج البحثي في أفضل المجلات العالمية ونسبة الاستشهاد لهذه الأبحاث |
فقد أظهرت التصنيفات استحواذ الولايات المتحدة الأميركية على الحصة الكبرى في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، وذلك بتصنيف (135) جامعة من جامعاتها حسب تصنيف شانغهاي، و(125) جامعة في تصنيف التايمز، و(93) جامعة حسب تصنيف QS. وحلت المملكة المتحدة ثانيا في التصنيفات العالمية بـ(59) جامعة حسب تصنيف التايمز، و(51) حسب QS و(38) جامعة حسب شنغهاي. ثم حلت على التوالي ألمانيا وأستراليا وفرنسا وإيطاليا والصين.
أما بالنسبة لأفضل 20 جامعة في العالم؛ فقد هيمنت الولايات المتحدة وبريطانيا أيضا على قائمة أفضل 20 جامعة في العالم، حيث حصدت الولايات المتحدة (16) مركزا بحسب تصنيف شانغهاي و(15) مركزا بحسب تصنيف التايمز و(11) مركزا حسب تصيف QS. تلتها المملكة المتحدة بـ(4) مراكز بحسب QS و(4) مراكز بحسب التايمز و(3) مراكز بحسب شانغهاي.
• بمتابعة آخر عدة سنوات؛ يلاحظ وجود زيادة في حصة الجامعات الصينية ضمن أفضل 500 جامعة في العالم وفق التصنيفات الثلاثة، وإن لم تدخل بعد قائمة الـ(20) الكبار.
• استطاعت جامعات الكيان الصهيوني الحصول على (6) مراكز بحسب شنغهاي، و(4) مراكز بحسب التايمز، وQS في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم.
• عربيا: تصدرت الجامعات السعودية قائمة أفضل الجامعات في المنطقة العربية بـ(4) جامعات على كل من QS وشنغهاي و(1) مركز على التايمز. تلتها الجامعات الإماراتية بـ(3) جامعات حسب QS و(1) حسب التايمز؛ ثم مصر بـ(2) بحسب QS و(1) بحسب شانغهاي.
ثم يأتي لبنان بـ(2) حسب QS، وجامعة قطر حسب QS والتايمز. ثم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حسب التايمز؛ وأخيرا جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان وجامعة الخليج في البحرين بحسب QS. بينما لم تحظ بقية الجامعات العربية بأي مركز ضمن أفضل 500 جامعة حسب التصنيفات الثلاثة.
• إسلاميا: تؤشر الإحصاءات الأخيرة إلى أن الجامعات التركية قفزت إلى صدارة جامعات الدول الإسلامية المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، وذلك بعد أن تجاوزت الجامعات الماليزية التي كانت متصدرة لعدة سنوات.
فقد حصدت الجامعات التركية (5) مراكز حسب QS و(4) مراكز حسب التايمز و(1) حسب شنغهاي؛ تلتها ماليزيا بـ(5) مراكز بحسب QS و(2) بحسب شنغهاي و(1) بحسب التايمز؛ ثم الجامعات الكزاخستانية بـ(4) مراكز حسب QS؛ وحلت الجامعات الإيرانية رابعا بـ(2) حسب شنغهاي و(1) في كل من QS والتايمز.
أما إندونيسيا فقد احتلت المركز الخامس بـ(3) مراكز حسب QS، في حين حصلت الجامعات الباكستانية على مركز وحيد في التايمز وQS؛ وأخيرا تذيلت جامعة دار السلام في سلطنة بروناي قائمة الجامعات الإسلامية بمركز وحيد حسب تصنيف QS.
ويبين الجدول التالي أفضل الجامعات حسب الدولة وفق التصنيفات الثلاثة السابقة الذكر:
Times Higher Education 2018 |
Shanghai Ranking 2017 |
QS Ranking 2018 |
Country |
University |
# 5 |
# 4 |
# 1 |
USA |
Massachusetts Institute of Technology |
# 3 |
# 2 |
# 2 |
USA |
Stanford University |
# 6 |
# 1 |
# 3 |
USA |
Harvard University |
# 3 repeated |
# 5 |
# 4 |
USA |
California Institute of Technology |
# 2 |
# 3 |
# 5 |
UK |
University of Cambridge |
# 1 |
# 7 |
# 6 |
UK |
University of Oxford |
– |
– |
# 7 |
UK |
University College London |
# 8 |
– |
# 8 |
UK |
Imperial College London |
# 9 |
# 10 |
# 9 |
USA |
University of Chicago |
# 10 |
– |
# 10 |
Switzerland |
Swiss Federal Institute of Technology |
# 301-350 |
# 93 |
# 224 |
Israel |
Technion Israel Institute of Technology |
# 201-250 |
# 101 |
# 145 |
Israel |
Hebrew University of Jerusalem |
# 201-250 |
# 151-200 |
# 205 |
Israel |
Tel Aviv University |
– |
# 101-150 |
– |
Israel |
Weizmann Institute of Science |
# 401-500 |
# 401-500 |
– |
Israel |
Bar-Ilan University Israel |
– |
# 401-500 |
352 |
Israel |
Ben-Gurion University of the Negev |
# 351-400 |
# 401-500 |
# 114 |
Malaysia |
Universiti Malaya |
– |
– |
# 229 |
Malaysia |
Universiti Putra Malaysia |
– |
– |
# 230 |
Malaysia |
Universiti Kebangsaan Malaysia |
– |
– |
# 253 |
Malaysia |
Universiti Teknologi Malaysia |
– |
# 401-500 |
# 264 |
Malaysia |
Universiti Sains Malaysia |
# 201-250 |
# 101-150 |
# 267 |
KSA |
King Abdulaziz University |
– |
# 101-150 |
# 221 |
KSA |
King Saud University |
– |
# 401-500 |
# 173 |
KSA |
King Fahd University of Petroleum & Minerals |
– |
# 201-300 |
– |
KSA |
King Abdullah University of Science and Technology |
– |
– |
# 471-480 |
KSA |
King Khalid University KSA |
– |
– |
# 390 |
UAE |
United Arab Emirates University |
# 301-350 |
– |
# 451-460 |
UAE |
Khalifa University Emirates |
– |
– |
# 401-420 |
UAE |
American University of Sharjah |
– |
– |
# 235 |
Lebanon |
American University of Beirut |
– |
– |
# 491-500 |
Lebanon |
Saint Joseph University of Beirut |
– |
– |
# 305 |
Egypt |
The American University in Cairo |
|
# 401-500 |
# 481-490 |
Egypt |
Cairo University |
# 401-500 |
– |
# 349 |
Qatar |
Qatar University |
# 401-500 |
– |
– |
Jordan |
Jordan University of Science and Technology |
– |
– |
# 411-420 |
Bahrein |
Arabian Gulf University |
– |
– |
# 451-460 |
Oman |
Sultan Qaboos University |
# 301-350 |
– |
# 431-440 |
Turkey |
Koç University |
# 351-400 |
– |
# 461-470 |
Turkey |
Sabancı University |
# 401-500 |
– |
# 421-430 |
Turkey |
Bilkent University |
# 401-500 |
– |
# 491-500 |
Turkey |
Boğaziçi University |
– |
– |
# 471-480 |
Turkey |
Middle East Technical University |
– |
# 401-500 |
– |
Turkey |
Istanbul University |
– |
– |
# 236 |
Kazakhstan |
Al-Farabi Kazakh National University |
– |
– |
# 336 |
Kazakhstan |
L.N. Gumilyov Eurasian National |
– |
– |
# 411-420 |
Kazakhstan |
Kazakh National Research Technical |
– |
– |
# 491-500 |
Kazakhstan |
Abai Kazakh National Pedagogical |
# 301-350 |
– |
– |
Iran |
Babol Noshirvani University of Technology |
– |
# 301-400 |
– |
Iran |
University of Tehran |
– |
# 401-500 |
– |
Iran |
Amirkabir University of Technology |
– |
– |
# 471-480 |
Iran |
Sharif University of Technology Iran |
– |
– |
# 277 |
Indonesia |
Universitas Indonesia |
– |
– |
# 331 |
Indonesia |
Bandung Institute of Technology |
– |
– |
# 401-410 |
Indonesia |
Gadjah Mada University |
– |
– |
# 431-440 |
Pakistan |
National University of Sciences And Technology |
– |
– |
# 401-500 |
Pakistan |
Quaid-i-azam University |
– |
– |
# 349 |
Brunei |
Universiti Brunei Darussalam |
ثانيا: التصنيف العالمي لمراكز الدراسات والبحث العلمي:
تعتبر الأبحاث والدراسات العلمية الرصينة من أهم الركائز التي يعتمد عليها السياسيون ومتخذو القرارات في دول العالم المتقدم، حيث تساهم في رسم وتخطيط السياسات العامة للدول، وذلك انطلاقاً من قناعة تلك الدول بأهمية دراسة القضايا والمعضلات السياسية بشكل علمي منهجي للخروج من الأزمات.
وبشكل خاص تُعرف مراكز التفكير بأنها تلك المؤسسات التي تهتم بأبحاث السياسات العامة وتحليلها، وتوفر المعلومات، وتستقرئ المسارات المستقبلية المحتملة، وبالتالي تقوم بتقديم النصح والمشورة محلياً وعالمياً، لتعين صانع القرار الرسمي وغير الرسمي في اتخاذ القرارات المناسبة، وتعتبر الدراسات والأبحاث الصادرة عن مراكز التفكير إنتاجا معرفيا يساهم في نهضة وازدهار الدول والمنظمات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني.
فمنذ عام 2006؛ يصدر سنويا عن معهد لودر التابع لجامعة بنسلفانيا الأميركية تقرير لتصنيف وترتيب مراكز التفكير العالمية (Think tanks)، وهو تصنيف يحاول أن يحدد أفضل مراكز التفكير على مستوى العالم، أو في مناطق وأقاليم محددة أو في تخصصات محددة.
ويعتمد معهد لودر 28 معيارا صارما لتصنيف المراكز؛ منها مثلا: نوعية وقيادة مراكز الأبحاث، جودة فريق العمل، جودة الإنتاج العلمي والبحثي وجودة التحليلات الصادرة عنه، جذب الباحثين والمحللين، الاستقلالية والحيادية، القدرة على إنتاج معرفة جديدة وغيرها من المعايير.
أحدث تقرير صدر عن معهد لودر كان في أواخر يناير/كانون الثاني 2018، وهو مكوّن من 208 صفحات؛ ويهدف إلى ترتيب مراكز التفكير ومنظمات المجتمع المدني لسنة 2017. وقد شملت الدراسة التي خرج عنها التصنيف أكثر من 7815 مركزاً مسجلاً لدى "برنامج مراكز التفكير والمجتمعات المدنية" (TTCSP).
ومن خلال اطلاعنا على نتائج التصنيف لسنة 2017 يمكن تسجيل بعض النقاط والملاحظات:
أولا مؤشرات عددية:
• تستحوذ مراكز التفكير في أميركا الشمالية وأوروبا على نحو 55% من عدد مراكز التفكير في العالم، بعد أن كانت حوالي 60% عام 2015. إذ توجد (1972) مركزا في أميركا الشمالية (المكسيك وكندا والولايات المتحدة)، وتبلغ حصة الولايات المتحدة منها (1835) مركزا. بينما يوجد (2045) مركزا في أوروبا.
• ربع مراكز التفكير الموجودة في الولايات المتحدة يتخذ من العاصمة واشنطن مقرا له. كما يلاحظ أن أكثر من نصف مراكز التفكير هذه تتبع لجامعات في هذه البلدان، وهذا يؤشر إلى مدى الارتباط الوثيق بين منصات إنتاج المعرفة والعلوم (الجامعات ومراكز الدراسات).
• هنالك زيادة مستمرة في عدد ونوع مراكز التفكير في آسيا وأميركا اللاتينية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
• الدول العشرة التي لديها أكبر عدد من مراكز التفكير في العالم على هي التوالي:
– الولايات المتحدة (1835).
– الصين (512).
– المملكة المتحدة (444).
– الهند (293).
– ألمانيا (225).
– فرنسا (197).
– الأرجنتين (147).
– اليابان (116).
– روسيا (103).
– كندا (100).
• على صعيد الشرق الأوسط:
– تفوق الكيان الصهيوني -من حيث عدد المراكز- على جميع الدول العربية والإسلامية، واحتل المركز الـ(18) عالميا بوجود (67) مركزا للدراسات.
– حازت إيران المرتبة الـ(20) عالميا بـ(64) مركزا.
– جاءت تركيا ثالثة بـ(46) مركزا.
• عربيا:
– يشير تقرير معهد لودر إلى أن أكبر عدد لمراكز التفكير موجود في مصر (39) مركزا.
– فلسطين (34).
– العراق (30).
– لبنان (27).
– الأردن واليمن (26) لكل منهما.
ثانيا: مؤشرات نوعية:
• تتصدر الولايات المتحدة قائمة أفضل مراكز التفكير في العالم لسنة 2017، حيث لا يزال معهد بروكينغز (Brookings Institute) الأميركي يتصدر قائمة أفضل مراكز التفكير في العالم، وتلاه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ثانيا.
وتحتل المراكز الأميركية خمس مراتب بين أفضل عشرة مراكز في العالم بالإضافة إلى بروكينغز وهي:
– مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ثالثا.
– مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) خامسا.
– مركز (Heritage Foundation) ثامنا.
– مؤسسة راند تاسعا.
– يحتل 12 مركزا أميركيا مراكز ضمن المراكز الخمسين الأولى.
• أما بريطانيا فتقف منافساً قوياً للولايات المتحدة بمركزين ضمن العشرة الأوائل، وهما شاتام هاوس (House Chatham) في المركز السادس، والمعهد العالمي للدراسات الإستراتيجية (IISS) عاشرا.
ولبريطانيا ستة مراكز ضمن الخمسين الأولى. ولا نكاد نجد منافساً لأميركا وبريطانيا في قائمة الخمسين الأولى إلا من ألمانيا (خمسة مراكز) والصين (ثلاثة مراكز).
• لم تحظ الدول العربية والإسلامية بأي مركز في قائمة الخمسين إلا مركزا أميركيا يتخذ من لبنان مقرا له، وهو مركز كارنيجي الشرق الأوسط الذي جاء في المرتبة الـ22.
تُعرف مراكز التفكير بأنها تلك المؤسسات التي تهتم بأبحاث السياسات العامة وتحليلها، وتوفر المعلومات، وتستقرئ المسارات المستقبلية المحتملة، وبالتالي تقوم بتقديم النصح والمشورة محلياً وعالمياً، لتعين صانع القرار الرسمي وغير الرسمي في اتخاذ القرارات المناسبة، وتعتبر الدراسات والأبحاث الصادرة عن مراكز التفكير إنتاجا معرفيا يساهم في نهضة وازدهار الدول والمنظمات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني |
بينما حظيت مؤسسة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التركية بالمركز رقم (77)، ورابطة التفكير الليبرالي التركية بالمركز (88). وحلّ مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الإندونيسي في الرتبة رقم (78)، بينما حظي مركز دراسات السياسة العامة الماليزي بالمرتبة (100).
• كذلك خلت قائمة الخمسين من أي مركز دراسات تابع لدولة الكيان الصهيوني، بينما حصل معهد دراسات الأمن القومي للكيان على المرتبة (107).
• بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الدول العربية وإيران وتركيا وقبرص والكيان الصهيوني)؛ فقد ضمت قائمة أفضل عشرة مراكز كلا من:
1- مركز الدراسات الإستراتيجية الأردني.
2- معهد دارسات الأمن القومي الإسرائيلي.
3- مركز كارنيجي للشرق الأوسط في لبنان.
4- مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية.
5- مركز الجزيرة للدراسات.
6- مركز بروكينغز في الدوحة سادسا.
7- مركز بيغن للدراسات (إسرائيلي).
8- مؤسسة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التركية.
9- مركز OCP في المغرب.
10- مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية في السعودية.
• يعطي تصنيفُ أفضل المراكز لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الكيانَ الصهيوني موقعاً متقدماً بوجود 18 مركزاً، ويعود ذلك إلى الاعتراف الرسمي والمؤسسي والعلمي الإسرائيلي بدور مراكز التفكير، التي تلعب في الكيان الصهيوني دوراً مشابهاً لما تلعبه المراكز في أميركا وأوروبا.
• أما بالنسبة لعدد المراكز العربية في تصنيف أفضل المراكز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ فقد حصلت مصر على (9) مراكز، وتركيا (8)، و(6) لكل من الأردن ولبنان، و(4) لكل من السعودية والمغرب، و(3) للكويت، و(2) لكل من إيران والعراق.
ثالثا: التصنيف العالمي لعدد براءات الاختراع:
تُعتبر المنظمةُ العالمية للملكية الفكرية (الويبو) المنتدى العالميَّ للملكية الفكرية، وهذه المنظمة هي إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة التي تساعد الدول الأعضاء على تطوير إطار قانوني دولي متوازن بشأن الملكية الفكرية، لتلبية احتياجات المجتمع المتنامية.
وبالرجوع إلى إحصاءات المنظمة لعام 2017 يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
• قدّم المخترعون من الولايات المتحدة (56624) طلبًا بموجب معاهدة البراءات، يليهم المخترعون من الصين (48882) واليابان (48208). واحتلت ألمانيا وكوريا الجنوبية المرتبتين الرابعة والخامسة فأودعت فيهما (18982) و(15763) طلبًا على التوالي.
• ويشار إلى أن الصين والهند هما البلدان الوحيدان من البلدان المتوسطة الدخل الموجودان ضمن قائمة أكبر 15 بلدا مودِعا لطلبات معاهدة البراءات. وتقريبا؛ جاء نصف إجمالي طلبات البراءات المودَعة عام 2017 من آسيا (49.1%).
• بلغت حصة أوروبا (24.9 %) وأميركا الشمالية (24.2 %) أي ربع إجمالي الطلبات لكل من القارتين. وتحقق الصين نموا سنويا يزيد على (10%) منذ أكثر من 10 سنوات، والسويد زيادة سنوية بمقدار (7 %)، واليابان بمقدار (6.6 %)؛ بينما سجلت دول انخفاضا في الإيداعات.
على الصعيد العربي؛ تعكس النتائج حالة الضعف وغياب الدور الذي تعاني منه منصات إنتاج المعرفة العربية. كما تعكس حالة التخلف التي تعيشها أمتنا؛ فهناك الكثير من الجامعات والمراكز في منطقتنا لكنها غير مصنفة نهائيا، أو لها تصنيفات متأخرة جدا بين المؤسسات العالمية. وهذا بعكس دولة الكيان الصهيوني التي تحوز مؤشرات جيدة -وأحيانا ممتازة- في التصنيفات العالمية للجامعات ومراكز البحث وطلبات براءة الاختراع |
• قدمت شركة هاواوي الصينية (4024) طلبا، وشركة ZTE الصينية (2965) طلبا، بينما حلت شركة إنتل الأميركية ثالثا بـ(2637) طلبا، ثم ميتسوبيشي اليابانية بـ(2521) طلبا.
• تخطّى مجال تكنولوجيا الحاسوب نسبة (8.6 %) من إجمالي إيداعات براءات الاختراع، ثم مجال الاتصالات الرقمية (8.2 %)، وبذلك يصبح مجال التكنولوجيا هو المتمتع بأكبر حصة في إجمالي الطلبات المنشورة بموجب معاهدة البراءات. وتلاهما مجال الآلات الكهربائية (6.8 %) ومجال التكنولوجيا الطبية (6.7%).
• وبخلاف ترتيب الجامعات ومراكز الأبحاث في العالم؛ تضم قائمةُ المودِعين لطلبات براءة الاختراع (العشرة الأوائل) سبعَ شركات من آسيا، واثنتين من الولايات المتحدة، وواحدة من أوروبا.
• عربيا؛ جاءت الأرقام متواضعة نسبيا، فقد تصدرت السعودية قائمة أفضل 5 دول عربية قامت بتقديم طلبات براءة الاختراع للمنظمة بـ(378) طلبا مقدما، ثم الإمارات (94) طلبا، ثم المغرب (48)، ثم مصر (36)، ثم قطر (26).
• إسلاميا؛ احتلت تركيا قائمة الدول الإسلامية بـ(1235) طلبا بزيادة عن عام 2016، بينما حلت ماليزيا ثانيا بـ(141)، ثم إيران (88)، وكزاخستان (24)، وإندونيسيا (8)، وباكستان (3) فقط.
• وأخيرا؛ كانت حصة الكيان الصهيوني خلال عام 2017 من طلبات براءة الاختراع (1820) طلبا.
الخلاصة: بعد استعراض مؤشرات أفضل الجامعات، وأفضل مراكز التفكير والدراسات، وأفضل الدول في براءات الاختراع؛ يبدو جليا أن دول العالم المتقدم -خاصة مجموعة السبع (G-7) أولا.. ومجموعة العشرين (G-20) ثانيا- هي الأكثر فعالية وحضورا في هذه التصنيفات العالمية، ولا يُستغرب ذلك نظرا للعلاقة الوطيدة بين منصات إنتاج المعرفة والقوة الصناعية.
تعكس النتائج هيمنة الولايات المتحدة وبريطانيا على أفضل النتائج لمنصات إنتاج المعرفة المذكورة، مع تقدم واضح لكل من الصين؛ خصوصا في عدد طلبات براءات الاختراع وأفضل الجامعات في العالم.
تشير النتائج إلى أن هناك مؤشرات إيجابية فيما يخص تركيا على صعيد تصنيف الجامعات وصعيد طلبات براءة الاختراع على مستوى العالم، وثبات نسبي لماليزيا في الجامعات وطلبات براءة الاختراع.
على الصعيد العربي؛ تعكس النتائج حالة الضعف وغياب الدور الذي تعاني منه منصات إنتاج المعرفة العربية. كما تعكس حالة التخلف التي تعيشها أمتنا؛ فهناك الكثير من الجامعات والمراكز في منطقتنا لكنها غير مصنفة نهائيا، أو لها تصنيفات متأخرة جدا بين المؤسسات العالمية.
وهذا بعكس دولة الكيان الصهيوني التي تحوز مؤشرات جيدة -وأحيانا ممتازة- في التصنيفات العالمية للجامعات ومراكز البحث وطلبات براءة الاختراع.
وأخيرا؛ لا بد من التأكيد -مرة أخرى- على أن هذه التصنيفات هي جهود بشرية وعمل مؤسسات، وقد يدخلها التحيز أو التعصب بنسب معينة، وقد تختلف معاييرها من مؤسسة لأخرى، إلا أنها تشكل معطيات ومؤشرات عامة تعكس الواقع بنسبة صدق عالية.
ولا بد أيضا من التذكير بأن نتائج هذه التصنيفات والمؤشرات العالمية تؤكد أن منطقتنا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى جامعات تقدم جودة في التعليم العالي، وتنتج أبحاثا عالية القيمة والتأثير بين جامعات العالم، ومراكز تفكير علمية جادة، تعمل في بيئة حرة وتكون لها أجندات وطنية وعربية وإسلامية حقيقية.
كما لا بد من أن تتوَّج الأبحاثُ العلمية ببراءات اختراع وابتكارات عملية تخدم المجتمع وتساعد في تقدمه وازدهاره ولا تبقى حبيسة الأدراج والمكاتب، وأن نأخذ زمام المبادرة لبداية طريق النهضة والازدهار بالاهتمام بالمنصات المنتجة للمعرفة وليس فقط بالتمني.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.