معركة سيدي بوزيد وأشباح انتفاضة 1984

معركة سيدي أبو زيد وأشباح انتفاضة 1984



ما أشبه الليلة بالبارحة
من بوعزيزي إلى بن علي
تونس.. شتاء طويل
رسالة إلى الحكم والمعارضة
برنامج عمل مشترك
عود على بدء

مشهد لن يغادر ذاكرة التونسيين، هو مشهد المواجهة بين بن علي والبوعزيزي. إنه المشهد الذي تصدق عليه بحق مقولة الصورة التي تعدل ألف كلمة, عندما وقف بن علي يحدق في صورة الجسم المحترق والضمادات التي تلف الشاب البوعزيزي وهو في غرفة العناية الفائقة في مستشفى بتونس (توفي لاحقا)، سؤال واحد طرح نفسه: من هو المريض؟ البوعزيزي أم جمهورية بن علي الثانية ونموذجها في التنمية غير المتوازنة؟.

عندما ترجح كفة الموت على الحياة لشاب في مقتبل العمر يحمل مؤهلا جامعيا عاليا لا يعني ذلك إلا حقيقة واحدة هي شعور هذا الشاب بــ"الظلم"، ولكن عندما تتحرك جماهير تونس تأييدا ومناصرة لهذا الشاب، فهو تعبير عن حالة غضب من الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي يعيشه الشعب التونسي.

منذ بداية الأحداث الأخيرة في مدينة سيدي بوزيد وكافة التقارير الواردة تدل على طابعها العفوي، وأنّها ناتجة عن تراكم وتعاظم حالة الشعور بالظلم والقهر بسبب البطالة وتواضع فرص التنمية في مناطق الجنوب لحساب مناطق الشمال، ورزوح العديد من فئات الشعب التونسي تحت وطأة الكدح والمعاناة في سبيل توفير رغيف الخبز، إلى جانب جمود الحياة السياسية وزهد الحكم في تفعيل الطاقات الكامنة لدى الشباب التونسي من خلال المشاركة السياسية.

إنّ تونس اليوم بحاجة إلى تضافر جهود كافة أبنائها، فهي تناديهم بجميع أطيافهم وكتلهم السياسية للتوحد والتعاون من أجل رفع التحديات.

قد يأتي اليوم من السياسيين والكتاب والمحللين من يطرح عشرات بل مئات الأسئلة: من؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ ..إلخ، ولكنّ من خرج منتفضا إلى الشارع اليوم متحديا السطوة الأمنية لقوات البوليس لا أراهم يطرحون إلاّ سؤالا واحدا: ما الحلّ؟، وحالهم يقول نريد حلولاً لا مساجلات وتسجيل نقاط، كل في مرمى الطرف الآخر.

فالوقت ليس مناسبا لتسجيل نقاط سياسية وتأجيج الصراع مع الحكم بإثارة ملفات الفساد وغيره، وإنما على الجميع حكاما ومحكومين التفكير في وضع تونس البائس والاتعاظ بـ"انتفاضة الخبز"، والتضامن مع المحرومين في سيدي بوزيد وغيرها من مدن تونس، من أجل إجراء معالجات عملية ومستعجلة لإيقاف التدهور نحو الفوضى المهلكة وتجنب التدحرج إلى مستنقع الفتنة التي هي أشد من القتل.

ما أشبه الليلة بالبارحة

"
المطلع على تاريخ ثورات الشعوب وزوال الدول والأمم في كافة مناطق العالم بدون استثناء، يجد أن هناك عوامل رئيسة، إن لم يكن الخبز العامل الرئيس بينها فإنه أحدها على الأقل
"

إنّ مقاربة لفكرة نشأة المجتمع عند كل من ابن تونس المفكر والعالم ابن خلدون في موسوعته والمفكر الفرنسي جان جاك روسو في نظرية العقد الاجتماعي، تحيل إلى حقيقة واحدة وهي الإطعام من جوع والأمن من خوف.

كذلك، إن المطلع على تاريخ ثورات الشعوب وزوال الدول والأمم في كافة مناطق العالم بدون استثناء، يجد أن هناك عوامل رئيسة، إن لم يكن الخبز العامل الرئيس بينها فإنه أحدها على الأقل. فمن الثورة الفرنسية إلى الثورة البلشفية إلى الثورة الماوية، مرورا بثورة يوليو/تموز في مصر وغيرها من الثورات، يبرز الخبز بصورة واضحة لا لبس فيها.

والحقيقة أن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تونس ليست استثناء، فقد سمي عهد ما بعد الاستقلال عام 1956 بـ"عهد الخبز"، حيث شهدت تلك الفترة "دعما حكوميّا" للسلع الإستراتيجية: الخبز والسكر والشاي والقهوة والكيروسين، وكذلك للتعليم والصحة والسكن في بعض الحالات وحتى الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة.

وكان لصندوق التضامن الوطني والصندوق الوطني للتشغيل بعد 1987، اللذين ما زالا تحت السيطرة المركزية، بعض النجاحات الملموسة في الحياة العامة والتي كانت موضع إشادة من العديد من الدول النامية. لكن عبء العناية تحول مؤخرا من الدولة إلى المجتمع.

لقد حفر التونسيون في جيوبهم للإسهام بالقليل من دخلهم المالي -البسيط أصلا- في سبيل التخفيف من حدة الفقر، والتضامن مع "مناطق الظل" أو ما يسمى المناطق المهمشة، ولكن النظام الحاكم -في ظل الوضع الاقتصادي المحلي والدولي الراهن- فشل في الحدّ من ظاهرة البطالة، وترك العديد من العاطلين عن العمل في حالة ميؤوس منها.

من البوعزيزي إلى بن علي
السلام على من حفظ عهد الشعب والحياة لمن عاش بكرامة وعزة على هذه الأرض.

إنها لمأساة وطنية عندما يقوم شاب متعلم له مستقبل واعد بالإقدام على حرق نفسه احتجاجا على منعه من بيع الخضروات والفواكه ليكابد بها الفقر والجوع وبؤس الحياة، وعندما يندفع الآلاف إلى الشارع يساورهم ويتملكهم الخوف من نفس المصير في ظل سلطة مركزية تعيش في أبراج عاجية وقصور زاهية، لا تلامس حياة البؤس والفقر والجوع وانحصار الأفق في المستقبل، ودولة كانت نسبيا وإلى حدّ قريب نموذجا للتنمية في أفريقيا والوطن العربي.

إنها رسالة لك أيها الرئيس للنزول إلى الشارع وتلمس احتياجات التونسيين، وليس مخاطبتهم عبر شاشات التلفاز بخطاب متواضع، بل يجب الاحتكاك المباشر بالشعب للوقوف على مشكلاتهم والعمل على اقتراح حلول ووضع آليات قابلة للتنفيذ لمواجهة هذه المشكلات والتحديات التي تواجه العديد من طبقات وفئات المجتمع التونسي.

إنها صرخة استنجاد بك أيها الرئيس، فمناطق الجنوب تعيش حياة البؤس والفقر والبطالة. اذهب واسمع بنفسك من شعبك ولا تكتف بما تقوله التقارير الأمنية.

انظر حولك أيها الرئيس. رسالة اليوم هي رسالة المستجير من الجوع والفقر والبؤس، وأعتقد أنك قادر على حلّ هذه المشكلة، وتجنب أن تتحول هذه النقمة والغضب والعنف من إيذاء الذات إلى إيذاء الآخر، كما يحدث في الكثير من الدول، والعاقل من يعتبر من مصيبة وبلاء غيره.

أيها الرئيس, إنّ ثورة الخبز عام 1984 لم تقابل بعلاجات حقيقية، وها هي تعود اليوم أقوى ممّا كانت، فإن اكتفيتم بمجابهتها بإجراءات رمزية وسطحية فقد تخمد إلى حين لتظهر مرة أخرى، وربما تكون تعبيراتها وخيمة العواقب.

"
من مقتضيات النهوض بواقع تونس: التواضع السياسي، والمراجعة الذاتية، والمحاسبة المتواصلة للذات، والشفافية، ومكافحة شاملة للفساد داخل النظام وخارجه، والابتعاد عن العصبية الحزبية
"

أيها الرئيس، إن من يمنح الشرعية هو الشعب، وهذه الشرعية مشروطة بحفظ كرامة شباب تونس. وإذا ما كانت هناك جولة رئاسية جديدة عام 2014، فإن شرعية هذه الانتخابات تبقى محل شك مؤكد، إن لم يتغير هذا الواقع المرير لفلذات أكباد تونس، عماد الدولة وحارسها الأمين.

لكي يتغير هذا الواقع، وهو المأمول والمتوقع خلال الأيام القادمة، فلابد من تغيير قواعد اللعبة السياسية. لابد من توزيع عادل لموارد الدولة وتوسيع دائرة المشاركة السياسية لكل مكونات المشهد السياسي التونسي. لا توجد دولة بلا مجتمع ولا مجتمع بلا دولة، فهذه العلاقة التبادلية هي سبيل الصيرورة والديمومة والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة.

إنّ من مقتضيات النهوض بواقع تونس: التواضع السياسي، والمراجعة الذاتية، والمحاسبة المتواصلة للذات، والشفافية، ومكافحة شاملة للفساد داخل النظام وخارجه، والابتعاد عن العصبية الحزبية.

تونس.. شتاء طويل
مثل العديد من الدول النامية، حاولت تونس ركوب قطار واشنطن والغرب بالقيام بالعديد من الإجراءات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت بدورها إلى انخفاض الدعم الحكومي للسلع الإستراتيجية، دون توفير بدائل مناسبة، والخصخصة وتملك الأجانب العديد من الشركات، والتفويت في مساحات شاسعة من أراضي الدولة، وتأجير المنتجعات السياحية، وخلق أنماط جديدة في الاستهلاك وبناء الثروات، ومزيد من الاحتكارات التجارية وانتشار الفساد.

هذا الواقع يقود حتما إلى تجمع غيوم وسحب من السخط والازدراء فوق سماء تونس، تنذر بطوفان من علل وأعراض جمهوريات الموز التي ليست ببعيدة.

ويشهد واقع الاقتصاد التونسي تراجعا بسبب حالة التهميش والإهمال للقطاع الزراعي، وضعف روح المبادرة لدى النخب التجارية والصناعية. إلى جانب ذلك تقوم الدولة برفض وجود أي إشارة للاقتصاد غير الرسمي (الاقتصاد الخفي) وهذا مما فاقم أزمة تونس. فعلى الجانب الآخر من البحر المتوسط وفي أميركا وفي كل الأنحاء، يوجد اقتصاد غير رسمي. فإذا الدولة فشلت في إيجاد وتوفير فرص عمل، فليس من الحكمة حظر وجود اقتصاد غير رسمي يوفر آلاف فرص العمل للشباب التونسي.

حالة التهميش والإحباط التي تسود بين أوساط الشباب يمكن أن تكون الشرارة التي تشعل فتيل التوتر الاجتماعي والاضطرابات السياسية. في تونس اليوم، تتم ترجمة التهميش والإحباط إلى انتحار غير عقلاني وعمل مأساوي. ولكن غدا يمكن أن تكون هناك أنواع مختلفة من حالات الانتحار.

رسالة إلى الحكم والمعارضة
شاب يبلغ من العمر 26 عاما يمتلك شهادة جامعية لا يجد فرصة عمل، يحاول بيع خضروات وفواكه لكي يسد جوعه، يمنع من قبل الحكومة فيقبل على حرق نفسه. إنها لمأساة وطنية: الانتحار لأجل لقمة الخبز!!!، لم تنته القصة بعد: شاب آخر يتسلق عمود الكهرباء ليموت صعقاً بالكهرباء. أي مستقبل بلا شباب شغوف وطامح؟!.

لقد مثلت هذه الحادثة صرخة استغاثة تستوجب الوقوف عندها كثيرا، ومما لا شك فيه أن السلطة الحاكمة في تونس ليست سعيدة بما وصلت إليه الأمور، ولم يكن بحسبانها يوما أن تكون البلاد على شفا انتفاضة خبز قد تزعزع أركان ومكاسب الجمهورية الثانية، لكنها تدرك اليوم أكثر من أي يوم مضى الحاجة إلى الانفتاح على الجميع، وتفعيل كافة قوى المجتمع التونسي من قوى سياسية معارضة ومنظمات مجتمع مدني، وغيرها من المؤسسات لإيقاف كرة الثلج المتدحرجة.

من المؤكد أن هذه الأحداث تمت بشكل عفوي وليس بتخطيط وتنظيم من المعارضة، ولا أعتقد أن المعارضة سوف تكون سعيدة إذا ما انزلقت البلاد إلى حرب أهلية كما حدث في الجوار، ولا أعتقد أن المعارضة مؤهلة في الوقت الحالي على الأقل لتسلم دفة القيادة في غياب "زماكانية" الواقع المعاش بكل مشاكله.

"
يجب على المعارضة أن تقترح حلولا عملية بعيدا عن التنظير السياسي، وتعمل على تكثيف الجهود للتأسيس لمرحلة جديدة من التنمية المستدامة بأقسامها التكاملية من سياسية واقتصادية واجتماعية وبشرية من أجل نهضة تونس 
"

لذا يجب على المعارضة أن تقترح حلولا عملية بعيدا عن التنظير السياسي، وتعمل على تكثيف الجهود للتأسيس لمرحلة جديدة من التنمية المستدامة بأقسامها التكاملية من سياسية واقتصادية واجتماعية وبشرية وغيرها من أجل نهضة تونس.

إن من سنن الحياة أن يوجد الاختلاف، ومما لا شك فيه أن هناك تيارا واسعا من قيادات الحزب الحاكم تريد التغيير وإحداث نقلة نوعية في مجالات التنمية المستدامة، ولكن يعوق ذلك وجود حرس قديم من المنتفعين. لكن لا بد لهذا التيار الوطني الشريف من أن ينتصر لنفسه ولشعبه ووطنه، وأن يخرج عن صمته ويرفع صوته عاليا مناديا بالتغيير والانفتاح على الآخر، واستيعاب الجميع بحمية وطنية صادقة تُعبر عن أصالة وعراقة تونس القيروان، تونس الزيتونة، تونس ابن خلدون، تونس فرحات حشاد.

برنامج عمل مشترك
بعد أكثر من 50 عاما من الاستقلال، يبدو المشهد العام محزنا: فالشباب التونسي بين من ينتحر أو من يخرج للشوارع لكي يعبر عن غضبة مظلوم، والمعارضة ضعيفة فاترة غير قادرة على إحداث حراك سياسي مثمر، والسلطة سياسية أحادية وباطراد عاجزة عن استيعاب متغيرات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وإعلاميا، إن التعتيم التي مارسته الحكومة إنما هو سياسة غير ذكية، خصوصا في لحظة ويكيليكس، وفي عصر الإعلام الجديد.

وهنا، لا بد من برنامج عمل مشترك متكامل عملي قابل للتطبيق للخروج من المأزق الحالي، وذلك من خلال:

1- يجب على الحكومة أن تنفتح على كافة التيارات والأحزاب والتشكيلات السياسية داخل المجتمع التونسي.

2- عقد مؤتمر تحت عنوان: "تونس الغد"، تجتمع فيه كافة مكونات المجتمع التونسي من أحزاب سياسية ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني لمناقشة الأوضاع الأخيرة، ووضع برنامج عمل مشترك للنهوض بالواقع التونسي.

3- انتخاب قيادة جديدة للحزب الحاكم بعيدة عن أصحاب اللغة الخشبية من الحرس القديم.

4- تعديل الدستور التونسي والتحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، باستحداث منصب رئيس الوزراء بصلاحيات حقيقة قادرة على معالجة مشكلات تونس.

5- إعادة إحياء مؤسسات المجتمع المدني التونسي.

6- إحياء المجلس الوطني للتنمية المستدامة، وأن يعمل باستقلالية عن الحكومة، ولكن بعضوية وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة والتعليم.

7- تشكيل المجلس الأعلى للإعلام كمجلس مستقل يتبع السلطة التشريعية الجديدة المنتخبة.

8- توقيع ميثاق شرف باحترام حق التظاهر السلمي وعدم استخدام العنف.

9- عقد مؤتمر الاستثمار الوطني لرجال الأعمال التونسيين في الداخل والخارج.

10- إنشاء صندوق التضامن الوطني لهذه المناطق لدعم عمليات التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية لمناطق الجنوب المهمشة.

11- إنشاء صندوق لتمويل البحث العلمي بكافة جوانبه ومجالاته كأحد أبرز السبل العملية لإحداث التطور اللازم لزيادة القدرة الاستيعابية لسوق العمل المحلي، وصولا إلى حالة من التنمية المستدامة.

12

"
ما يجب التوقف عنده الآن هو أن حاجز "الخوف من بن علي" قد كسر، وستكون انتفاضة التونسيين الكبرى القادمة ضد التوريث الذي ما عاد ممكنا، كما أنه ما عاد من السهل على بن علي أن يرشح نفسه لانتخابات 2014
"

– إعادة التفكير في التخطيط للتعليم العالي بحيث يتلاءم مع القدرة الاستيعابية لسوق العمل المحلي والعربي.

13- إعادة صياغة السياسة الخارجية التونسية للتحول نحو الخليج العربي وليبيا، بالتوازي مع مشروع الاتحاد من أجل المتوسط.

14- رفع الحظر المفروض على جميع المنفيين السياسيين وإعلان عفو عام عن جميع سجناء الرأي والمعارضين.

إن ما يجب التوقف عنده الآن هو أن حاجز "الخوف من بن علي" قد كسر، وستكون انتفاضة التونسيين الكبرى القادمة ضد التوريث الذي ما عاد ممكنا، كما أنه ما عاد من السهل على بن علي أن يرشح نفسه لانتخابات 2014. أما المعارضة التونسية في الخارج فيسجل عليها أنها تقف مكتوفة الأيدي، في حين أن من يسجل النجاح ويحدث التغيير اليوم هو الشعب الذي يحتج ويتظاهر داخل تونس.

عود على بدء
عام 1943 كانت سيدي بوزيد مسرحا لمعركة أخرى: معركة من أجل الحرية من قبل قوات الحلفاء ضد النازيين. وتشكل سيدي بوزيد اليوم مسرحا لمعركة من أجل التحرر من الجوع والفقر والبؤس.

عند الوقوف على قضية الشاب بوعزيزي يتبادر إلى الذهن كلمات من النشيد الوطني التونسي: "نموت، نموت، ويحيا الوطن".

لئلا يتم نسيان بوعزيزي وقضايا الوطن الأخرى، فإن الدولة والمجتمع والمعارضة يجب أن يحمل كل منهم "مرآة" لينظر إلى نفسه وأين يقف من قضية التنمية وغياب العدل والتوزيع غير المتكافئ الذي يعكس قيما دخيلة على المجتمع التونسي الأصيل. لا نريد أن نصل يوما إلى نشيد وطني جديد: "نعيش, نعيش, ويموت الوطن".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.