الإسلاميون بين الدولة واللادولة.. أفغانستان نموذجاً

الحركة الإسلامية بين الدولة واللادولة.. أفغانستان نموذجاً





 
 
في خضم المعارك الانتخابية التي شهدتها أفغانستان في أغسطس/آب الماضي توزعت قيادات الحركة الإسلامية الأفغانية كعادتها بين أطراف الصراع والتنافس التي يسعى بعضها للحصول على السلطة ويحاول بعضها الآخر المحافظة عليها.

وقد عقد بعض قيادات الحركة مثل عبد رب الرسول سياف رئيس حزب الدعوة الإسلامية ومحمد قسيم فهيم وإسماعيل خان من الجمعية الإسلامية وعبد الهادي أرغنديوال رئيس الحزب الإسلامي المنشق صفقات مع كرزاي، ووقف البعض الآخر كالأستاذ برهان الدين رباني زعيم الجمعية الإسلامية إلى جانب الدكتور عبد الله عبد الله المنافس الرئيسي لحامد كرزاي.

وفي الجهة الأخرى لخط النار أعلنت حركة طالبان التي تقاتل تحت راية "الإمارة الإسلامية" رفضها للانتخابات جملة و تفصيلا، كما اتخذ الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار موقف الرفض من هذه الانتخابات وطالب بانتخابات نزيهة وعادلة وذلك بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي.

رغم التباين الواضح في المواقف على طرفي خطوط المواجهات العسكرية والانتخابية، يرى المرء قاسما مشتركا بين كل من قادة الجهاد والحركة، ألا وهو الاهتمام بالدولة. ففي أفغانستان الكل يحلم بالسلطة والكل يسعى إليها على طريقته. لأن الدولة في نظرهم هي الوسيلة الوحيدة لإقامة الدين وعمارة الدنيا.

"
معظم أجنحة الحركة الإسلامية في أفغانستان وضعت لنفسها هدفا جوهريا واحدا وهو السيطرة على الدولة باعتبارها عصا سحرية تحل المشاكل كلها و"بضربة واحدة"
"

في البدء كانت الدولة
لقد ظلت فكرة الدولة تشكل حجر الزاوية لدي منظري الحركات الإسلامية الكبرى الذين ساهموا في صناعة أفكار وصياغة رؤى الإسلاميين الأفغان، وأصبح مفهوم الدولة يهيمن على تفكيرهم لدرجة أنهم بالغوا في أهميتها وبدؤوا لا يشاهدون على حلبة العمل إلا هذا اللاعب الضخم الذي ملأ قلوبهم وأعمى أبصارهم.

بعد أن سقطت دولة الإسلام العالمية المتمثلة في خلافة العثمانيين، برزت الحركة الإسلامية إلى الوجود لترفع شعار "الإسلام دين ودولة" ولتهتم بمفهوم الدولة ساعية نحو الوصول إليها ومن ثم تنظيم المجتمع وإعادة تشكيله وصياغته عن طريق السلطة.

ومن هنا، فإن مصطلح الدولة أصبح من أبرز المقولات التي ظلت تعبر عن هوية الحركة وتميزها عن بقية الجماعات الدينية في العالم الإسلامي. والدين في مفهوم الحركة الإسلامية كان نظاما يغطي ميادين الحكومة والوطن والدولة والقانون والجيش والقومية، وأصبحت الدولة في أدبياتها تعتبر أداة كبرى لحراسة الدين ورعاية المجتمع، والتي لا يستقيم المشروع الإسلامي من دونها.

إن معظم أجنحة الحركة الإسلامية في أفغانستان وضعت لنفسها هدفا جوهريا واحدا وهو السيطرة على الدولة باعتبارها عصا سحرية تحل المشاكل كلها و"بضربة واحدة" والوسائل التي استخدمت لتحقيق هذه الغاية اختلفت من ممارسة الضغوط السياسية إلى العمليات الحربية والتخطيط للانقلاب العسكري، ولكن الهدف النهائي كان شيئا واحدا وهو الوصول إلى الدولة، الأمر الذي ساهم في إخفاقات الحركة وخصم من رصيدها الدعوي والتربوي.

الدولة.. خصم أم رصيد؟
لم يعد الوصول إلى السلطة الغاية القصوى لمعظم الحركات الاجتماعية في عالمنا اليوم. إن معظم الجماعات الإصلاحية المعاصرة تعتبر الدولة عبئاً عليها. وإن بقاء الجماعة خارج دائرة الدولة ومسؤولية الحكم لا يعطيها قدرة أكثر على تحقيق أهدافها فقط بل من الممكن أن يشكل مصدراً لقوة هائلة. فميادين التعليم والثقافة والاقتصاد والإعلام والمرأة والشباب والعمل الخيري وغيرها ليست أقل تأثيرا في إحداث التغيير الاجتماعي من ميدان السياسة والحكم.

إذا كان الهدف من تأسيس الدولة القومية المعاصرة هو الدفاع عن أرض ما وحماية مجتمع سياسي بذاته، فإن الدفاع والصيانة في الألفية الثالثة أخذا مدلولا آخر. فالدولة اليوم لم تعد المؤسسة الوحيدة لتنظيم المجتمعات وإدارتها، بمعنى أن تكنولوجيا الاتصالات المعاصرة يمكنها أن تساعد في بناء التواصل بين مجموعات كبيرة من الناس وتساهم في تنظيمهم وإدارة شؤونهم.

"
الدولة في عالمنا اليوم ليست إلا عبئا يتطلب الدفاع، وهناك جماعات لا تريد أن تكون لها دولة، لأن الدولة يمكن أن تكون هدفا للتهديد، والردع والتدمير, والرغبة في تفادي عبء الدولة تتجلى حتى في أكثر التنظيمات قوة وفعالية
"

والدولة في عالمنا اليوم ليست إلا عبئا يتطلب الدفاع، وهناك جماعات لا تريد أن تكون لها دولة، لأن الدولة يمكن أن تكون هدفا للتهديد، والردع والتدمير. والرغبة في تفادي عبء الدولة تتجلى حتى في أكثر التنظيمات قوة وفعالية.

عندما قام الحاخام دوشنكي بإرسال خطاب إلى الأمم المتحدة قبيل تأسيس الدولة العبرية وأعلن أنهم ليسوا بحاجة إلى دولة، أو رجال الدين اليهود الذين اجتمعوا بالدكتور يوسف القرضاوي وأبدوا انزعاجهم الشديد عن وجود دولة اسمها "إسرائيل" لم يفعلوا كل هذا انطلاقاً من حبهم للعرب والمسلمين ولكن لقناعتهم بأن الدولة ظلت وستظل عبئا على الأمة اليهودية وخصما من رصيدها.

تنافس غير معلن
لعل من أولى الأسباب وراء ظهور الدولة الحديثة كشكل أعلى للتنظيم الاجتماعي كانت تكمن في قدرتها على إدارة مجموعات كبيرة من الناس واستغلال الموارد، ولكن اليوم هذه القدرة لم تعد مقصورة على الدولة.

إن انتشار تكنولوجيا الاتصال المتوفرة من الإذاعة والتلفاز والأقمار الصناعية والإنترنت والطباعة يمكنها أن تفتح آفاقا جديدة لتنظيم الشعب والحلول محل المؤسسات الرسمية. وقد أصبحت تقنية الاتصال اليوم رخيصة بحيث تنتشر في أرجاء المعمورة شمالها وجنوبها وغنيها وفقيرها وتلعب دورا هاما في توعية الجماهير وتعبئتهم.

ثمة مجتمعات نشأت اليوم خارج سيطرة الدولة والتي يمكن تسميتها بالديمقراطية الإلكترونية تتحدى سلطة الدولة وبيروقراطيتها وتعلب دوراً مهما في تطوير الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وبرغم أن الدولة تتمتع ببنية تحتية لوجستية واسعة وقدرة كبيرة على الإدارة، فليس بإمكانها السيطرة على هذه المجتمعات التي سميت بالمجتمعات الافتراضية والتي نشأت على الإنترنت.

في الماضي القريب فقط كانت الدول القومية والإمبراطوريات الكبرى هي التي بإمكانها أن تلعب دوراً في العلاقات الدولية، ولكن المسرح الدولي اليوم فتح بوابته لكل اللاعبين ولمختلف الأوزان بما فيهم المنظمات الاجتماعية لتدخل الحلبة وتتنافس مع اللاعبين الآخرين.

بين الشعار والواقع
إن الحركة الإسلامية الأفغانية كغيرها من الحركات الإسلامية تبنت دعوتها على أساس ترجمة الحلم الكبير الذي اشتهر في الأدب السياسي بالمدينة الفاضلة، المدينة التي يمكن اعتبارها نسخة من دولة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه. ولكن عندما وجدت نفسها في الحكم اضطرت للتفاوض والتنازل والتسوية مع أعدائها ودخلت في صراعات دموية مع أبنائها، الأمر الذي أضعفها وجعلها تفقد رصيدها الشعبي.

عندما تعجز الحركة عن بلوغ الكمال وترجمة الأفكار المطلقة والمثل العليا إلى الواقع تصطدم بصخرة المعوقات والواقع المحدود، الأمر الذي يولد استياء عميقاً لدي الشارع وانعداما للثقة لدي أبنائها. إن السلطة من شأنها أن تضعف الحركة وتقلل من بريقها الدعوي ونقائها العقائدي، وتصبح عامل إضعاف لها وبالتالي فإن البقاء خارج دائرة الحكم يمكن أن يحافظ على قوة الحركة ويساعدها أكثر على إحداث التغيير في المجتمع.

الأمر الذي يثير الدهشة في الحالة الأفغانية، هو أن الرواد الأوائل من أبناء الحركة الإسلامية عندما بدؤوا بالتواصل مع ضباط الجيش والتخطيط للانقلاب على نظام محمد داود عام 1975، لم يكونوا قد أنهوا دراساتهم الجامعية. ويتساءل المرء اليوم، ماذا لو نجحت الخطة واستولى الفتية على الحكم فأي فقه كانوا سيتعاطون معه فهما وتنزيلا وأي نظام كانوا سيتبنونه حكما وتنفيذا وفي الختام أي كارثة كانوا يجلبونها لدينهم وبلادهم؟

"
التجربة الأفغانية أثبتت نجاح الإسلاميين في فنون القتال وفشلهم في فقه العمران، كما أثبتت عبقرية الحركة في دغدغة المشاعر، وإثارة النفوس، وتعبئة الشارع, وفي نفس الوقت إخفاقها في إقامة بديل حضاري يسر الناظرين
"

انعكاس التجربة على بيض الصفائح
إن تجربة الحركة الإسلامية في أفغانستان من حيث الضحايا أو المدة التي استغرقتها أو حجم الدمار الذي خلفته، تعتبر من أكثر التجارب القتالية ضراوة في القرن العشرين إن لم تكن على امتداد القرون الثلاث الأخيرة.

لقد أثبتت هذه التجربة نجاح الإسلاميين في فنون القتال وفشلهم في فقه العمران، كما أثبتت عبقرية الحركة في دغدغة المشاعر، وإثارة النفوس، وتعبئة الشارع الذي من طبيعته أن يسود فيه الصوت العالي والصخب الهادر وتنقصه الرؤية المستقبلية الشاملة، وفي نفس الوقت إخفاقها في إقامة بديل حضاري يسر الناظرين.

إذا تصفحنا أدب الجهاد الأفغاني فسوف نصاب بالدهشة من قراءة الخطاب الصاخب المفعم الذي يزخر بكل معاني الثورية والانفعال ويخلو من أي رؤية إستراتيجية تنير الطريق. والتجربة الإسلامية في أفغانستان استنسخت قدراً كبيرا من أنماط السلوك البدوي والبطولة البدوية التي تتسم بالغلظة وتتبلور على بيض الصفائح.

لقد أثبتت تجربة الإسلام المقاتل في أفغانستان أن التضحيات الجسدية لا يمكن أن تغير وضعاً ولو كان رصيدها شلال من الدماء وتلال من الأشلاء. إن مشاريع السيف التي تبنتها جماعات متفرقة في تاريخ المسلمين كالقرامطة والخوارج والباطنية وغيرها لم تستطع أن تغير وضعا وتحقق حقا أو تبطل باطلا وانتهى بهم المطاف إلى ذاكرة التاريخ.

إن هذه التجارب جعلت الفقهاء يخرجون بنظرية تحريم الفتنة والخروج على السلطان ولو كان ظالما وفاجرا، وهذا الرأي رغم غرابته لم يكن إلا تعبيرا عن فشل الثورات ومشاريع العنف على امتداد تاريخ المسلمين.

إمبراطورية مستغنية عن الدولة
وغير بعيد عن أفغانستان، هنالك تجربة أخرى كانت تشهدها تركيا، يقودها فتح الله غولان وتركز على صناعة الإنسان. إن التيار الغولاني ليس بتنظيم سياسي ولكنه حركة دينية اجتماعية همها إحداث التغيير في المجتمع عن طريق التعليم والإعلام وذلك بإنشاء المدارس وتأسيس الجامعات في كل مكان.

وتمتلك حركة غولان اليوم آلاف المدارس والجامعات في أكثر من تسعين بلدا حول العالم. كما أنها تملك قنوات فضائية ومجلات وصحفا ومؤسسات خيرية وثقافية ضخمة في عدد كبير من دول العالم. إن جريدة (زمان) وحدها تطبع مليون نسخة في اليوم.

"
إذا كان العثمانيون دكوا حصون أوروبا بالسيف وانعكست بطولاتهم علي بيض الصفائح فإن الغولانيين اليوم يقتحمون مراكز العلم في الدنيا من أوسع أبوابها وتنعكس بطولاتهم على سود الصحائف التي يسطرون عليها التاريخ
"

إن لحركة غولان التي تعتبر رافدا كريما للحركات الإسلامية الأخرى في تركيا خصوصياتها التي تميزها عن بقية التجارب الإسلامية في الشرق الأوسط وهي تفادي الصدام مع السلطة والتركيز على العمل دون الشعار والمغزى دون الشكل والجوهر دون الظاهر.

ويراقب العالم اليوم ماردا يتململ وإمبراطورية تركية أخرى بدأت تبسط سيطرتها على جغرافيا العرق التركي من شمال الصين إلى قلب القوقاز كما أنها تسعى لنشر اللغة والثقافة التركيتين على بقاع أخرى من المعمورة.

إذا كان العثمانيون دكوا حصون أوروبا بالسيف وانعكست بطولاتهم علي بيض الصفائح فإن الغولانيين اليوم يقتحمون مراكز العلم في الدنيا من أوسع أبوابها وتنعكس بطولاتهم على سود الصحائف التي يسطرون عليها التاريخ.

تجربة أخرى في بنغلاديش
هنالك تجربة أخرى يسجلها عالم الاقتصاد المسلم محمد يونس صاحب فكرة بنك الفقراء في بنغلاديش. إذا كان رجل واحد يستطيع أن يحدث ثورة اقتصادية في أفقر بقاع الأرض ويعيد البسمة إلى وجوه الذين تتقاذفهم المجاعات والأمراض والذين أصبحوا رمزا للفقر والمجاعة، فلماذا تعجز حركات أخرى ذات إمكانيات وكوادر أن تفعل أعشار ما فعله الرجل؟.

لم يقم محمد يونس بحشو آذان المستضعفين البنغاليين بالخطب النارية ولكنه أحدث انقلابا في مجال الاقتصاد والتنمية البشرية وساهم في تحسين أوضاع الفقراء ليس في بنغلادش فقط ولكن في بقاع مختلفة من العالم.

في الوقت الذي يدق الإعلام الغربي على طبول التمييز الجنسي ضد المرأة المسلمة لم يقف صاحبنا ليرد عليهم بمواعظه الدينية بل جعل 94% من عملاء مصرفه من النساء البنغاليات اللاتي يعانين من قهر اجتماعي مزدوج.

نتيجة
بعد مرور نصف قرن من تأسيس أول نواة للحركة الإسلامية في أفغانستان نجدها اليوم قد تراجعت إلى ما وراء الخط الذي بدأت منه انطلاقتها الأولى وهذا يعود إلى اختزال الإسلام في السياسة والدولة فقط. إن المجتمع الإسلامي بأبعاده التربوية والدعوية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والروحية والاقتصادية أكبر من أن نحصره في دائرة الحكم.

"
استطاعت الحرکة الإسلامية فی أفغانستان أن تتحدى أکبر قوة برية في وقتها (الاتحاد السوفيتي) ولكنها اليوم تقف عاجزة عن تأسيس مدرسة أو جامعة أو مركز ثقافي أو مسجد أو حتى دار إيواء للأيتام
"

إذا قامت الحركة بتربية الناس ومكافحة فقر المعلومات قبل فقر الاقتصاد واشتغلت بمحو الأمية وتنظيف الشوارع وقامت بتنظيم المجتمع في أدنى مستواه ليدير شؤونه بنفسه وأقامت مؤسسات خيرية لمساعدة الفقراء، وساهمت في صناعة الإنسان المسلم والأسرة المسلمة وأخيرا إذا استطاعت أن تقنع الرجل الذي يكشف عورته أمام المارة ليستنجي في نهر كابل، بأن سلوكه يتنافى مع أبجديات الأخلاق الإنسانية تكون بذلك قد أقامت حضارة وأحيت أمة وأعادت الأمل لمجتمع غارق في المخدرات والعنف والقبلية والفقر والخوف والأمية والتبعية والاحتلال.

استطاعت الحرکة الإسلامية فی أفغانستان أن تتحدى أکبر قوة برية في وقتها وشحنت روح الجهاد في عروق الملايين واستقطبت بلايين الدورات من دول وشعوب العالم ولكنها اليوم تقف عاجزة عن تأسيس مدرسة أو جامعة أو مركز ثقافي أو مسجد أو حتى دار إيواء للأيتام الذين فقدوا آباءهم تحت رايتها.

إن الحركة الإسلامية في أفغانستان ليست بحاجة إلى دولة، لا سيما إذا كانت تعتبر خامس دولة بين الدول الأكثر فسادا في المجتمع الدولي والتي تصدر أكثر من 90% من مخدرات العالم ورئيسها يعيش في كنف حماية الحراسة الأميركية.

أما آن الأوان لنتعلم من أخطائنا ولنضع حدا للسعي نحو السلطة وبدلا من ذلك نسعى إلى خلق أشكال حضارية جديدة للتفاعل الاجتماعي والعمل الشعبي التربوي المؤسسي الواعد؟.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.