مقياس ريختر

AFP / This chart released in Tokyo from Japan's Meterological Agency 09 October, 2006 shows the seismic waves at various point and measuring a magnitude of 4.9 on the

مقياس ريختر هو أحد أفضل مقاييس الزلازل في العالم وأكثرها كفاءة وانتشارا في الوقت الحاضر، لكنه ليس الوحيد لقياس الزلازل.

فهناك مثلا مقياس ميركالي الذي اخترعه العالم الإيطالي جيوسيب ميركالي (1850- 1914) والذي يعتمد في قياس الزلازل على قوة تأثير الاهتزاز ومستوى الأضرار التي يخلفها بناء على درجات تتراوح ما بين 1 و12.

أما قياس ريختر فينسب إلى العالم الأميركي تشارليز فرانسيس ريختر (1900-1985) الذي اخترعه عام 1935 وأجرى عليه عدة تطويرات وتحديثات فيما بعد.

يعتمد مقياس ريختر على الجانب الكمي وعلى مقدار الطاقة المنبعثة من مركز الزلزال، لذلك فهو لا يهتم بقياس الآثار المترتبة على الزلزال بقدر ما يتوقف عند القوة المنطلقة من بؤرته.

وتسجل هذه القوة عبر أجهزة الرصد التي تقوم الدول بتثبيتها في أجزاء مختلفة من أراضيها وتكون مرتبطة بشبكات الاتصال والأقمار الصناعية، كما توجد في الوقت ذاته مراكز دولية لقياس الزلازل اعتمادا على مقياس ريختر.

يتدرج مقياس ريختر من درجة واحدة إلى عشر درجات من الناحية النظرية، لكنه من الناحية العملية يمكن أن يصل إلى أكثر من ذلك فهو عبارة عن سلم مفتوح وفق تعبير البعض، رغم أنه لم تسجل عشر درجات على هذا المقياس في تاريخ الزلازل.

ويتفاوت إحساس البشر بدرجات الزلازل طبقا لمستواها على مقياس ريختر، فبينما لا يشعر الإنسان عادة بالدرجتين الأولى والثانية، فإنه يبدأ بالاحساس بالزلازل وتأثيرها إذا وصلت إلى درجة ثلاثة فما فوق، أما الزلازل التي تفوق الدرجة السابعة فهي غالبا زلازل مدمرة.

ولتوضيح الصورة يسوق المختصون المثال التالي: يمكن للإنسان العادي أن يشعر بهزة أرضية إذا تعرضت المنطقة التي يوجد فيها لتفجير كمية من مادة تي إن تي تبلغ 180 كلغ، فما بالك إذا علمت أن الدرجة الثالثة تساوي في قوتها ما تحدثه كمية من متفجرات مادة تي إن تي تبلغ عشرين مليون طن.

وبما أن مقياس ريختر يعتمد نظاما رقميا بني على أساس لوغاريتمي فإن أي زيادة بمقدار درجة واحدة عن سابقتها تعني زيادة عشرة أضعاف في السعة و32 ضعفا في الطاقة، وهو ما يفسر اعتبار زلزال بقوة 5.3 درجات زلزالا متوسطا في حين أن آخر بمقدار 6.3 درجات يعتبر قويا، وقد تترتب عليه أضرار هائلة.

ونظرا للتفاوت الكبير بين قوة الدرجات على مقياس ريختر فقد أخذ عليه عدم تفريقه بوضوح بين الزلازل المتقاربة في القوة، حيث يبدو الفرق كبيرا جدا بين الدرجة والتي تليها، لكنه مع ذلك يبقى من أكثر أجهزة قياس الزلازل دقة وكفاءة وانتشارا بالعالم.

المصدر : الجزيرة