شديد الحرارة صيفا قارس شتاء.. الأرصاد المصرية تستعد لتغيير وصف مناخ البلاد

غطت الثلوج مناطق متفرقة بمحافظة الإسكندرية في مشهد غير معتاد مواقع التواصل الاجتماعي
الثلوج غطت مناطق متفرقة بمحافظة الإسكندرية في مشهد غير معتاد (مواقع التواصل)

القاهرة – بحلول فصل الشتاء شهدت مصر موجات صقيع متتالية تسببت في تراكم الثلوج بمناطق متفرقة لأول مرة، بما يناقض ما هو معتاد من طقس دافئ خلال هذه الفترة من العام؛ ذلك ما دفع المسؤولين عن الأرصاد الجوية لمراجعة توصيف مناخ البلاد والمعروف بأنه حار جاف صيفا، دافئ ممطر شتاء.

وقالت إيمان شاكر مدير عام الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية إن طقس مصر أصبح شديد الحرارة والرطوبة صيفا وقارس البرودة شتاء.

وأضافت -خلال تصريحات متلفزة- أن هناك لجنة مشكلة من أعضاء بهيئة الأرصاد الجوية ومتخصصين بالجامعات لدراسة تغيير وصف مناخ مصر، مؤكدة أنه فور صدور التوصيف الجديد ستتم مخاطبة وزارة التربية والتعليم لتغيير معلومات تخص الطقس بمناهج الدراسة.

وفي بعض المناطق وصلت درجة الحرارة لأقل من الصفر، وفي القاهرة ومحافظات لم يعد مستغربا أن تصل درجة الحرارة الصغرى إلى 5 درجات، فيما كانت لا تقل عن 10 درجات في هذا التوقيت خلال الأعوام السابقة.

ووفق التوقعات الجوية تشهد البلاد حاليا ولمدة أسبوعين حالة من التقلبات الجوية العنيفة غير المسبوقة يصاحبها هطول الأمطار، بسبب وجود منخفض جوي قادم من جنوب وشرق أوروبا بدأ الأربعاء الماضي.

تغير مناخي

أمام البرلمان، تحدثت وزير البيئة ياسمين فؤاد -مطلع الأسبوع الماضي- عن التغييرات المناخية التي يشهدها العالم كله وتتأثر بها مصر بالتبعية.

وأشارت إلى شعور المصريين بتأثيرات التغيرات المناخية ومنها موجات الصقيع، وارتفاع درجات الحرارة، ونقص المياه، والجفاف، فضلا عن تملح التربة وارتفاع منسوب سطح البحر.

وتطرقت إلى الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية وزيادة الحوادث المرورية بسبب تقلبات الطقس.

وتوقفت حركة الصيد بسبب سوء الأحوال الجوية بمحافظة كفر الشيخ نحو أسبوعين خلال يناير/كانون الثاني الجاري، وتنتج المحافظة 40% من الإنتاج السمكي بالبلاد، وفق تصريحات مسؤولين حكوميين.

صيف مصر أصبح شديد الحرارة والرطوبة تصوير زميل مصور صحفي ومسموح باستخدام الصورة
أطفال يسبحون خلال صيف مصر الذي أصبح شديد الحرارة والرطوبة أيضا (الجزيرة)

وبسبب تغير المناخ، هبط إنتاج الزيتون بنسبة تتراوح بين 60 و80% خلال موسم حصاد العام الماضي، وفق رئيس قسم الأرصاد الجوية بمركز البحوث الزراعية.

وأوضحت وزيرة البيئة خلال كلمتها أمام لجنة الشئون العربية بمجلس النواب أن هناك إجراءات اتخذتها مصر لمواجهة التغير المناخي، ومنها إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ التي تعمل على عدة أصعدة ومنها صعيد الطاقة المتجددة مستهدفة زيادة نسبتها من إجمالي الطاقة المنتجة إلى 42% بحلول عام 2035.

وأضافت أن الحكومة لديها 30 مشروعا قوميا للتصدي للتغيرات المناخية من بينها مشروعات التكييف من خلال ترشيد استخدام المياه وتبطين الترع على مستوى القرى المصرية ومحطات المعالجة لمشاريع الصرف الصحي.

جانب إيجابي

وفق توقعات أشرف صابر عضو اللجنة المنوطة بتعديل وصف مناخ مصر فإن الوصف سوف يتغير في المناهج الدراسية وسيكون الوصف الأقرب "حار رطب صيفا وبارد ممطر شتاء".

أشرف صابر أضاف -في تصريحات صحفية– أن المؤشرات الأولية توضح زيادة الموجات الحارة والرطوبة خلال فصل الصيف ونفس الأمر لفصل الربيع الذي سيشهد زيادة الموجات الحارة بنسبة تصل لـ10 أضعاف مقارنة بالأعوام السابقة وهو ما سيستمر حتى عام 2050.

ورغم المخاوف من تأثيرات تغيرات المناخ؛ فإن عضو لجنة تغيير وصف المناخ رأى أن هنالك خيرا ربما تحمله تلك التغيرات.

صيف مصر أصبح شديد الحرارة والرطوبة تصوير زميل مصور صحفي ومسموح باستخدام الصورة
صيف مصر أصبح شديد الحرارة والرطوبة (الجزيرة)

وأوضح أن الحزام المداري الموجود على خط الاستواء بدأ في التحرك إلى أعلى "الشمال"، وبدأ في سحب الرطوبة من المنطقة المدارية ويرسلها إلى مصر؛ ما يُحدث أمطارا في جنوب مصر، وهو ما تم رصده خلال فصل الصيف الماضي.

واستطرد "إذا تم التأكد من ثبات هذه الظاهرة فهذا مؤشر خير لمصر، وتكون قادرة على حل مشكلة عجز المياه، لكن لا نستطيع أن نؤكد ذلك فهي قيد الدراسة حول مدى استمراريتها".

المصدر : الجزيرة