لبنان يعتبر محاولة اغتيال شحادة رسالة أمنية وسياسية

REUTERS/ Lebanese soldiers and a policeman inspect the damaged car of a senior Lebanese intelligence officer near Sidon city, southern Lebanon, September 5, 2006. The senior Lebanese

اعتبر وزير الداخلية اللبناني بالوكالة أحمد فتفت أن استهداف المسؤول عن ملف التحقيق في اغتيال رفيق الحريري المقدم سمير شحادة رسالة أمنية وسياسية تستهدف الدولة وأجهزتها الأمنية بسبب ما وصفه بالنجاحات التي حققتها.

وقال فتفت إن استهداف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي -التي يشغل شحادة منصب نائب رئيسها- لم يكن عرضيا و"الشعب اللبناني يعي خطورة ذلك".

وأشار خلال مؤتمر صحفي بعد ساعات من محاولة الاغتيال إلى أن شحادة تولى عدة مسؤوليات في الشعبة بينها ملف اغتيال الحريري مضيفا أن استهدافه رسالة لنسف الوحدة الوطنية اللبنانية.

وكان المقدم شحادة قد أصيب بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة في بلدة الرميلة أثناء توجهه من هناك إلى مركز عمله ببيروت. وقتل في الانفجار الذي وقع صباح اليوم أربعة من مرافقيه وأحد المارة.

وفي شرح لطبيعة التفجير المستخدم في محاولة الاغتيال قال فتفت إن عبوتين استخدمتا في العملية تفصل بينهما أربعة أمتار لتطال سيارتي موكب شحادة.

وأشار في تصريحات سابقة إلى أن العبوة كانت مزروعة على جانب الطريق وهي مملوءة بالمسامير مضيفا أن الضابط المذكور نجا لأنه استقل سيارة المرافقة وترك سيارته لمرافقيه من باب التمويه.


undefinedمسؤوليات شحادة
وذكر مصدر أمني لبناني أن شحادة هو الذي قاد عملية توقيف أربعة من كبار القادة الأمنيين في لبنان الموالين لسوريا للاشتباه في تورطهم في اغتيال الحريري, علاوة على مشاركته في التحقيق مع ضابط المخابرات السوري المتهم بالقضية هسام هسام.

وأضاف أن الضابط المذكور كان قد تلقى مؤخرا تهديدات من جهات لم يحددها في موضوع التحقيق باغتيال الحريري.

والأربعة هم قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان ومدير المخابرات السابق في الجيش العميد ريمون عازار والمدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج وقد أوقفوا مطلع سبتمبر/أيلول 2005.

وجاءت محاولة اغتيال شحادة حسب مراسلة الجزيرة قبل 10  أيام من تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولي في اغتيال الحريري تقريره الجديد إلى مجلس الأمن.

وفي ردود الفعل على تفجير الرميلة أدان زعيم الأغلبية النيابية سعد الحريري محاولة اغتيال شحادة. ووصف تفجير موكب الضابط المذكور بالعمل الإرهابي قائلا إنه "الرسالة التي نرفضها".

واستنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري المشارك في الاعتصام النيابي المطالب برفع الحصار الإسرائيلي محاولة الاغتيال, وقال إن المحاولة "طعنة في صميم الاعتصام".

وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله محمد رعد "إن الحادثة المستنكرة والمدانة تثير لدى الكثير منا أسئلة"، وأضاف أن "كل استهداف مسلح لأي من اللبنانيين هو طعن في صدورنا وظهورنا".

المحكمة الدولية

undefined
وفي هذا السياق أفاد مصدر رسمي لبناني أن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيقولا ميشيل سيصل غدا إلى بيروت حاملا مشروع المحكمة الدولية التي ستنظر في اغتيال رفيق الحريري. وقال المصدر إن المشروع جرى إعداده بالتعاون مع وزارة العدل اللبنانية.

وكان وزير العدل اللبناني شارل رزق قد قال السبت الماضي إن وزارته أنهت تحضيراتها القانونية في موضوع المحكمة بالتعاون مع خبراء الأمم المتحدة مشيرا إلى أن المشروع سيعرض على الحكومة والبرلمان لاحقا لنيل موافقتهما.

وكشف رزق أن المحكمة ذات الطابع الدولي ستكون وفق المشروع على درجتين: الأولى ابتدائية وتتألف من ثلاثة قضاة واحد منهم لبناني، والثانية استئناف وتتألف من خمسة قضاة بينهم اثنان من لبنان.

ومن المتوقع أن تعتمد المحكمة على قانون العقوبات اللبناني مع تعديلات يرجح أن تفرضها المجموعة الدولية خصوصا فيما يتعلق بعقوبة الإعدام التي لا تعترف بها دولها وفق مصدر قضائي.