ترقب إسرائيلي للانتقام وسط تنديد دولي باغتيال ياسين

تسود إسرائيل حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من تنفيذ الفلسطينيين عمليات فدائية نوعية غير مسبوقة انتقاما لاغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين في غارة جوية استهدفته بعد أدائه صلاة الفجر أمس في مسجد بغزة أسفرت أيضا عن استشهاد تسعة فلسطينيين آخرين.

وبدأ وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الليلة الماضية سلسلة مشاورات مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية لتقييم الأوضاع بعد اغتيال الشيخ ياسين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موفاز قوله في جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي أنه يتوقع سيلا من العمليات الفلسطينية غير المسبوقة ضد إسرائيل ردا على عملية الاغتيال.

وكانت قوات الاحتلال فرضت إغلاقا كاملا على الضفة الغربية وقطاع غزة بعد اغتيالها الشيخ ياسين. وتوعدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية برد مزلزل وسريع على الجريمة الإسرائيلية.

undefined

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون –الذي أشرف شخصيا على عملية اغتيال الشيخ ياسين- باغتيال المزيد من قادة الفلسطينيين وذلك في كلمة ألقاها أمام كتلة حزبه الليكود الليلة الماضية.

وبعيد اغتيال الشيخ ياسين أصيب ثلاثة إسرائيليين بجراح في تل أبيب عندما طعنهم فلسطيني بسكين داخل حافلة وفر من المكان. وكان فلسطينيا آخر ضرب ثلاثة إسرائيليين بفأس في مدينة رامات غان شمال تل أبيب وذلك لحظة انتشار نبأ اغتيال الشيخ ياسين.

جاء ذلك بعد تشييع جنائز الشيخ الشهيد أحمد ياسين ورفاقه الشهداء في موكب مهيب شارك فيه نحو مئتي ألف فلسطيني حيث ووري الثرى في مقبرة الشيخ رضوان بغزة وسط دعوات للثأر والانتقام.

نعي وتحرك
ونعى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الشيخ أحمد ياسين إلى الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء. وقال إن اغتيال الشيخ لن يكسر إرادة الصمود الفلسطينية.

وفي إطار تحركاتها السياسية قررت القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والقمة العربية لعرض مخاطر وتداعيات العملية الإسرائيلية. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعلن الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في الأراضي الفلسطينية وبين الفلسطينيين في الشتات.

undefinedوفي الضفة الغربية تظاهر آلاف الفلسطينيين الغاضبين في مسيرات طافت شوارع المدن الرئيسية هناك احتجاجا على اغتيال الشيخ ياسين، واندلعت اشتباكات بين رماة الحجارة وقوات الاحتلال في أنحاء متفرقة.

وفي مدينة الناصرة داخل الخط الأخضر أقام الفلسطينيون صلاة الغائب على روح الشيخ ياسين, وحذرت شخصيات سياسية من خطورة الوضع وانعكاساته ليس على الساحة الفلسطينية فحسب بل على الإسرائيليين أنفسهم.

وأدت المواجهات التي اندلعت في كافة المناطق الفلسطينية في أعقاب استشهاد الشيخ ياسين إلى استشهاد خمسة فلسطينيين في الخليل ونابلس وخان يونس جنوب غزة التي استشهد فيها ثلاثة فلسطينيين أحدهم فتى في الثالثة عشرة من عمره.

ردود أفعال
وفي إطار ردود الفعل على الجريمة الإسرائيلية، من جانبها رفضت الولايات المتحدة إدانة العملية قائلة إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وأعربت عن قلقها العميق وانزعاجها إزاء عملية الاغتيال.

undefinedواكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية رتشارد باوتشر بالقول إن هذا العمل من شأنه زيادة التوتر في الشرق الأوسط. نافيا أن يكون لوزارته علم مسبق بالهجوم.

وأدان الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك لوزراء خارجيته ما وصفه بقتل خارج عن القانون من جانب إسرائيل للشيخ ياسين قائلا إنه يضر بمفهوم سيادة القانون وهو عنصر أساسي في الحرب على ما يسمى الإرهاب.

أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فقد أدان بشدة اغتيال إسرائيل الشيخ ياسين, ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة فريد إيكهارد عن أنان قوله إن مثل هذا النوع من التصفية الجسدية خارج نطاق القانون ويمثل انتهاكا للقانون الدولي.

كما استنكرت الدول العربية الجريمة النكراء وأعرب قادة عرب عن خشيتهم من تداعيات ونتائج اغتيال الشيخ ياسين. وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة اغتيال إسرائيل للشيخ ياسين ووصفته بأنه عمل إرهابي.

المصدر : الجزيرة + وكالات