شارون يتوج جرائمه ضد الفلسطينيين والعرب

afp - Israeli Prime Minister Ariel Sharon attends a parliament session, 31 December 2003, at the Knesset in Jerusalem. Ariel Sharon's government dealt a blow to hopes of a thaw in the Israeli-Syrian chapter of the Middle East peace process Wednesday with a defiant move to build hundreds more homes on the occupied Golan Heights. AFP PHOTO/GALI TIBBON

حملت معظم الحروب التي اندلعت بين العرب والإسرائيليين بصمات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بدءا من عام 1948 حتى عام 1982.

وتحمله الأوساط القانونية الدولية مسؤولية مجزرتي قبية في الأراضي المحتلة عام 1953 وصبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، ومحاولات قمع انتفاضة الأقصى التي بدأت شرارتها الأولى مع زيارته للمسجد الأقصى بالقدس يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2000.

ويعتبر شارون واحدا من أكثر القادة العسكريين الإسرائيليين تشددا، فهو الذي عارض بشدة اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين كما وقف ضد النتائج التي تمخضت عنها مفاوضات كامب ديفد.

وكانت زيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى عام 2000 تعبيرا عمليا عن رفض تقديم أي استحقاق في موضوع القدس ومحاولة واضحة لنسف أي اتفاق سياسي بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والسلطة الفلسطينية يتضمن تسوية لقضايا اللاجئين والمستوطنات.

ولعل أبرز الجرائم التي تنسب لشارون قبل انتفاضة الأقصى قيادته عام 1982 الاجتياح الإسرائيلي للبنان عندما كان وزيرا للدفاع، والذي أدى إلى إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان إلى تونس.

وبعد فترة قصيرة من خروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من العاصمة اللبنانية بيروت وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها نحو ألفي لاجئ فلسطيني، وحملت لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة شارون المسؤولية.

وفاز شارون برئاسة الحكومة في الانتخابات التي جرت في فبراير/ شباط 2001، وكان هاجس الناخب الإسرائيلي آنذاك رغبته في إعادة الأمن الذي افتقده تحت وطأة العمليات الفدائية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية.

وتعامل شارون مع الانتفاضة بعنف لم يسبق له مثيل أسفر عن مقتل ما يزيد عن ألف فلسطيني وجرح أكثر من 30 ألفا آخرين، وتدمير البيوت وتجريف الأراضي الزراعية وإقامة الحواجز وبناء مشروع جدار الفصل العنصري.

سياسة الاغتيالات

undefined

ومن أجل قمع قادة حركات المقاومة وعلى رأسها حركة حماس, اتبع شارون سياسة الاغتيالات التي كان أبرز ضحاياها محمد حسين عبيات القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.

وبعد شهور من محاولة فاشلة لاغتيال قائد كتائب القسام محمد الضيف نجحت قوات الاحتلال في اغتيال القائد الدكتور إبراهيم المقادمة أحد قادة ومؤسسي حركة حماس، وقد قتلته قوات الاحتلال وثلاثة من مرافقيه في قصف بأربعة صواريخ جو-أرض من مروحيات أباتشي قرب حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.

وتبع المقادمة اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب العضو البارز بحماس وأحد قيادييها, في هجوم صاروخي نفذته مروحيات أباتشي على سيارته في غزة.

ونجا القياديان في حماس عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار من محاولتي اغتيال في قطاع غزة العام الماضي.

وتعرض مؤسس حركة حماس الشهيد أحمد ياسين يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2003 لمحاولة اغتيال فاشلة عندما قصفت طائرات إسرائيلية من طراز إف/16 أحد المباني وسط مدينة غزة وأسفرت الغارة عن إصابته بجروح طفيفة. وخلف القصف 17 جريحا معظمهم من النساء والأطفال.

غير أن شارون أبى إلا أن يغتال المرشد الروحي للحركة ظنا منه أن ذلك سيخفف من عمليات المقاومة وقتل الإسرائيليين. وتحقق لشارون ما كان يصبو إليه فجر 22 مارس/ آذار الجاري عندما استهدفت ثلاثة صواريخ الشيخ ياسين لحظة خروجه من مسجد المجمع الإسلامي الذي أسسه في غزة بعد أن أدى فيه صلاة الفجر.

وسقط واحد على الأقل من الصواريخ على الشهيد مباشرة مما أدى لاستشهاده مع سبعة آخرين بينهم اثنان كانا يدفعان كرسي الشيخ المسن والمشلول وتناثرت الأشلاء والدماء في أرجاء المكان.

المصدر : الجزيرة