الفلسطينيون محاصرون بالموت

Palestinian mourners carry the coffin of Sheikh Ahmed Yassin (front), the spiritual leader of the radical Hamas movement, and of others during their funeral in Gaza City 22 March 2004. Sheikh Yassin was killed in an Israeli air strike as he left a mosque in the Sabra neighborhood. Two of Sheikh Yassin's assistants and a passer-by were also killed in the attack. Senior Hamas leader Abdul Aziz al-Rantissi declared that war is "open" with Israel after the killing of the spiritual leader of the movement.

داود سليمان

لم يكن الشيخ أحمد ياسين شخصية عادية لكي تقدم الحكومة الإسرائيلية على اغتيالها كباقي الشخصيات التي قامت باغتيالها منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية، فالشيخ ياسين يتمتع بثقل كبير في الشارع الفلسطيني ولا يتردد كثير من الفلسطينيين على وضعه في مصاف الزعيم الثاني للشعب الفلسطيني بعد الرئيس ياسر عرفات.

وبإقدام الحكومة الإسرائيلية على اغتيال الشيخ ياسين تكون قد تجاوزت كافة الخطوط الحمراء في التعاطي مع القادة السياسيين للشعب الفلسطيني، ولا يبقى أمامها شخصية أهم من الرئيس عرفات الذي هددت إسرائيل بتصفيته أكثر من مرة.

ولم تفلح محاولات الفلسطينيين بعد أربعة أعوام على قيام الانتفاضة وتحت وقع الضغوط العربية والغربية في وقف سياسة الاغتيالات، أو دفع إسرائيل لتقديم أي تنازلات حقيقية تعيد للفلسطينيين بعضا من حقوقهم المشروعة.

وتعد الهدنة التي توصلت لها حكومة رئيس الوزراء محمود عباس السابقة مع الفصائل الفلسطينية من أبرز التنازلات التي قدمتها هذه الفصائل لإفساح المجال للجهود السياسية علها تؤتي ثمارها، إلا أن إسرائيل أقدمت على اغتيال القيادي البارز في حركة حماس إسماعيل أبو شنب في أغسطس/ آب 2003 ما دفع حماس إلى إعلان تحللها من الهدنة وفتح صفحة جديدة في المواجهة مع إسرائيل.

وسبقت هذه الحادثة حوادث كثيرة منها اغتيال صلاح شحادة أحد القادة العسكريين لحماس وإبراهيم مقادمة أحد قادة ومؤسسي الحركة. وتوعد حماس بأنها سترد بقسوة على عمليات اغتيال قادتها، لم يمنع حكومة شارون من الاستمرار في هذه السياسة.

وأمام سياسية شارون المصممة على المضي قدما في تصفية المقاومة بهدف "قتل صلابة هذا الشعب" كما يقول عضو الكنيست العربي عزمي بشارة، لا يبقى أمام الشعب الفلسطيني "إلا الوقوف في خندق واحد" والدخول في تحد جديد يتمثل في الطريقة التي سترد بها قوى المقاومة على تلك العملية والثمن الذي يتوجب على الإسرائيليين دفعه.

يرى العديد من السياسيين والمحللين أن الرد على مثل تلك الاعتداءات الإسرائيلية "يكون عن طريق التمسك بالمقاومة" كما يقول طلب الصانع عضو الكنيست الإسرائيلي، وتنفيذ ما هددوا به من أن شارون "فتح أبواب جهنم" وأن "الذي أصدر أمرا باغتيال الشيخ ياسين إنما أصدر أمرا بإعدام مئات الإسرائيليين".

فهل ستفتح عملية اغتيال الشيخ ياسين الباب أمام رد فلسطيني مختلف كما ونوعا، أم إنه سيتم التعامل معها كباقي عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل سابقا؟

_________________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة