يبتكر وينتج ألعابا ووسائل تعليمية.. "جدي كنعان" مشروع لتعليم الأطفال المعارف المقدسية

من نشاطات المؤسسة الخاصة التوعوية بحق العودة (الجزيرة)
مؤسسة "جدي كنعان" تنظم نشاطات هادفة للأطفال (الجزيرة)

عمان- "الحاجة أم الاختراع، هذا ما دفعنا لإطلاق هذه الفكرة" بهذه الكلمات تحكي رنا القيسي المديرة التنفيذية لمؤسسة "جدي كنعان" عن الدافع لتأسيس أول جهة متخصصة في تعليم الأطفال المعارف المقدسية من خلال اللعب وإنتاج الألعاب التفاعلية.

"جدي كنعان" للمنتجات المعرفية المقدسية تأسست عام 2014 بالأردن، وهي مؤسسة تربوية تعمل على بناء وصناعة وسائل تعليمية وألعاب فردية وجماعية تستهدف الأطفال لتعريفهم بكل ما يتعلق بأرض فلسطين والقدس بشكل خاص.

تقول القيسي، التي تحمل درجة الدكتوراه في التربية، إنه ومع بداية نشاطها في العمل مع المؤسسات المقدسية ورغبتها بحكم تخصصها في العمل مع فئة الأطفال، وجدت مع زميلاتها أن هذا المجال يفتقر لأبسط الأدوات والوسائل التعليمية التي تساعد في إعطاء هذه الفئة الدورات والبرامج المناسبة لسنهم.

وتضيف المديرة التنفيذية "حاولنا واجتهدنا في بعض الأفكار لحل هذه المشكلة ونجحنا في أحيان وأخفقنا في أحيان أخرى، ما دفعنا للتفكير في إيجاد ما يسد هذه الثغرة بشكل علمي ومنهجي ضمن مؤسسة متخصصة تؤطر لهذا الجانب من العمل من أجل القدس، لذلك بدأنا بتأسيس هذا المشروع".

من أنشطة الموسسة الجزيرة
الألعاب الورقية واحدة من الوسائل التي تعتمدها "جدي كنعان" لربط الطفل بأرض فلسطين (الجزيرة)

جدي كنعان

وحول تسمية المؤسسة بهذا الاسم، تقول القيسي في مقابلة مع الجزيرة نت "إن من أكثر الشخصيات التي يحبها ويميل لها الأطفال هما الجد والجدة لما يحملانه من معاني الحنان والرأفة والقصص المسلّية والجميلة، فكان توجهنا بعد البحث حول التسمية المناسبة أن يحمل الاسم نداء محببا وخاصا لربط الطفل بفلسطين".

وتضيف أن اسم "جدي كنعان" يربّي علاقة بين الطفل والمؤسسة وبين الطفل وأرض فلسطين التي سكنها الكنعانيون العرب قبل آلاف السنين، وكانت المؤسسة التي تتخذ اللعب في تعليم الأطفال منهجية تربوية تعتمدها نظرا لأهمية اللعب في إيصال الأفكار والمعلومات بطريقة أسهل، وتمتاز بالسرعة والثبات في الذهن.

مسرح الأطفال واحد من النشاطات الميدانية للمؤسسة (الجزيرة)
مسرح الأطفال واحد من النشاطات الميدانية للمؤسسة (الجزيرة)

مجالات العمل

وتعمل الموسسة ضمن 4 مجالات مختلفة، أولها المنتجات والألعاب التي تعنى بإيصال الأفكار والمعلومات حول القدس وفلسطين بأسلوب مسلّ ومحبّب، وتشمل الألعاب الورقية التي تُلعب بشكل جماعي والتشكيلات الخشبية والمجسمات التفاعلية إضافة إلى القصص والقرطاسية المقدسية ودفاتر التلوين وغيرها.

وقد استوحيت مجموعة من الألعاب من أفكار موجودة أصلا ومعروفة للطفل مع إدخال القالب التربوي والمعرفة المقدسية إليها مثل لعبة "حرر خطاك" المستلهمة من اللعبة المعروفة "السلم والأفعى" ولعبة "حق كالشمس" المستلهمة من "مونوبولي" إضافة لابتكار مجموعة أخرى من الألعاب الخاصة بالمؤسسة.

وأما المجال الثاني فيتعلق بالألعاب الحركية والتي تطلق عليها المؤسسة "تيلي ماتش المقدسي" وهي ألعاب جماعية لكل منها هدف تربوي وآخر مقدسي، كما تشارك "جدي كنعان" في مجال ثالث بخبراتها في النشاطات العامة سواء المدارس أو المراكز المختلفة بنشاطات مختلفة مثل مسرح الأطفال والرسم.

ويتعلق الجانب الأخير من مجالات عمل المؤسسة بالدورات والبرامج التدريبية التربوية المتخصصة مثل "دورة الفاتح للأطفال" ودورة "معلم محترف" ودورة "الثقافة المقدسية" للنشء وغيرها، والتي تتضمن أنشطة ميدانية وصفية مختلفة إضافة إلى الأندية الصيفية والشتوية المقدسية.

وتشير القيسي إلى أن المشروع يعتمد على نفسه بشكل كامل وتعود كافة عوائده لصالح التطوير والتوسيع وزيادة المجالات التي يتم العمل عليها "إذ لا يعتبر أحد من فريق المؤسسة نفسه ضمن مكان عمل بقدر ما هو مكان تُبذل فيه الجهود من أجل قضية الأمة المركزية".

من إصدارات المؤسسة من القصص (الجزيرة)
"جدي كنعان" لها العديد من الإصدارات القصصية للأطفال (الجزيرة)

أقصر طريق لعقل الطفل

ويقول أستاذ أصول التربية يزن عبده إن التعليم عن طريق اللعب أو "التلعيب بهدف التعليم" هو تكنيك مهم جدا في إيصال المعلومة للأطفال، وبالتحديد لمن هم بين عمر سنتين إلى 10 سنوات، بل تتجاوز أهمية اللعب ذلك لتستخدم أيضاً في حل المشاكل النفسية والشعورية والسلوكية للطفل.

ويضيف عبده -في حديث للجزيرة نت- أن أغلب تفكير الطفل يكون منبعه من حواسه الخمسة، فكلما أعطيناه معلومة من خلال أكبر عدد ممكن من حواسه، ساعد ذلك في ترسيخ المعلومة أكثر وخاصة في مرحلة الطفولة الأولى والثانية، وهذا ما يتأتى من خلال اللعب، فأقصر طريق لعقل الطفل واستيعابه وحفظه هو متعته وتسليته.

ويرى أن التجارب المماثلة لـ "جدي كنعان" قليلة في الوطن العربي، وأنه ما زال هناك عدم إدراك لأهمية اللعب في التعليم للأطفال، وهذا ما تسبب في ندرة الأدوات اللازمة لهذا الغرض، في الوقت الذي يشهد ابتكار الألعاب في الدول الغربية صعودا كبيرا وأصبح شيئا أساسيا لتنشئة الأطفال هناك.

ويوصي أستاذ أصول التربية بضرورة الالتفات والاهتمام بهذا الأسلوب في التعليم للأطفال، والدعوة لأن تكون هناك ألعاب بهدف التعليم على مستوى عال من الحرفية والتنوع يتم من خلالها إيصال العلم والمعرفة وقيمنا العربية والإسلامية للأطفال، لا سيما القضايا المتعلقة بمقدساتنا وبلداننا وتاريخنا بشكل غير تقليدي يجمع بين المتعة والتسلية والتعليم.

المصدر : الجزيرة