الصين تعترض على تهنئة اليابان لرئيس تايوان المنتخب

لاي تشينغ-تي فاز في الانتخابات الرئاسية لتايوان بحصده 40.1% من الأصوات (غيتي)

قالت الصين إنها "تعترض بشدة" على بيان وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا الذي تهنئ فيه رئيس تايوان الجديد المنتخب لاي تشينغ-تي، في حين دعت خارجية تايوان بكين إلى "احترام نتائج الانتخابات ومواجهة الواقع".

وكان لاي تشينغ-تي فاز -أمس السبت- بالانتخابات الرئاسية في الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، بحصده 40.1% من الأصوات، بعد حملة انتخابية شابتها ضغوط دبلوماسية وعسكرية من جانب الصين.

وهنأت كاميكاوا لاي على فوزه في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية اليابانية -أمس السبت- بعد إعلان نتائج الانتخابات، وقالت كاميكاوا إن تايوان، التي تتمع بالحكم الذاتي، "شريك وصديق بالغ الأهمية".

وردا على ذلك وصفت السفارة الصينية في اليابان تصريحات كاميكاوا بأنها "تدخل خطير في الشؤون الداخلية للصين" دون أن تشير إلى لاي أو تعترف بفوزه وذلك وفقا لبيان نشر اليوم على حساب السفارة على موقع وي تشات.

وقالت السفارة الصينية إنها عبرت عن استيائها البالغ ومعارضتها الشديدة للتهنئة بفوز لاي، الذي سيتولى منصبه في 20 مايو/أيار، وأكدت أنها قدمت احتجاجا رسميا إلى اليابان.

ومثل معظم الدول، لا تقيم اليابان علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان وهو شرط لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين، لكنها عملت على توثيق علاقاتها مع تايبه بسبب توتر علاقاتها مع الصين في الآونة الأخيرة.

وبعد فوزه أمس تعهّد لاي تشينغ-تي بالدفاع عن الجزيرة، وقال أمام أنصاره "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، وشكر "الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا" وقال "نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية".

وتابع "نحن على قناعة بأنه يعود للشعب التايواني وحده الحق في اختيار رئيسه"، متعهّدا في الوقت نفسه بـ"مواصلة التبادلات والتعاون مع الصين".

كما دعت وزارة الخارجية التايوانية في بيان -اليوم الأحد- الصين إلى "احترام نتائج الانتخابات الرئاسية ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح".

بكين تنظر للاي تشينغ-تي على أنه "خطر جسيم" بسبب مواقفة المؤيدة لاستقلال تايوان |(غيتي)

وتنظر بكين للاي تشينغ-تي، وهو نائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي تساي إنغ وين، على أنه "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.

وأمس السبت، شدّدت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية". وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت "لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.

ومن جهته شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان تعليقا على فوز لاي الذي هنّأه وزير الخارجية الأميركي  أنتوني بلينكن وأشاد بـ"صلابة النظام الديمقراطي" في الجزيرة.

و"رحّب" الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات في تايوان و"هنّأ" في بيان "كل الناخبين الذين شاركوا في هذا الاستحقاق الديمقراطي".

ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني، وبينما كان الناخبون فيها يتوجهون إلى مراكز الاقتراع، شوهدت مقاتلة صينية فوق مدينة بينغتان، الأقرب إلى تايوان.

وتعتبر وضعية تايوان من أكبر القضايا الخلافية في المنافسة بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي للجزيرة. وتنوي واشنطن إرسال "وفد غير رسمي" إلى تايوان بعد التصويت.

وأي نزاع في مضيق تايوان سيكون كارثيا على الاقتصاد، حيث تؤمن الجزيرة 70% من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من 50% من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.

المصدر : وكالات