أوكرانيا تستهدف ناقلة نفط روسية بالبحر الأسود وموسكو تعلن السيطرة على بلدة بلوغانسك

الناقلة "إس آي جي" تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول العام الماضي (رويترز)

أعلنت الوكالة الفدرالية الروسية للنقل البحري، اليوم السبت، أن ناقلة نفط روسية تضررت جراء هجوم في البحر الأسود، في حين أعلنت موسكو أن قواتها سيطرت على بلدة شرق أوكرانيا.

وقالت الوكالة إن الناقلة "إس آي جي" تعرضت لهجوم بزورق مسيّر بالقرب من شبه جزيرة القرم، وهو ما تسبب بثقب في غرفة المحركات على جانب الناقلة الأيمن.

كما أكد مركز الإنقاذ البحري الروسي في نوفوروسيسك أن الناقلة تعرضت لهجوم بمركبة بحرية مسيّرة بالقرب من مضيق كيرتش، مشيرا إلى أنه لم يصب أي من أفراد الطاقم، وأن الناقلة لا تواجه خطر الغرق.

ويمكن للمسيّرات البحرية الأوكرانية الصنع والمسلحة بـ300 كيلوغرام من المتفجرات إصابة هدف على بعد نحو 800 كيلومتر.

تفاصيل العملية

وقد نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن مصادر بإدارة أمن الدولة أن البحرية نفذت عملية خاصة جديدة في البحر الأسود.

وقالت المصادر الأوكرانية إنه تم تفجير ناقلة نفط بالبحر الأسود تنقل الوقود للقوات الروسية، مشيرة إلى أن العملية تمت في المياه الإقليمية لأوكرانيا.

كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر استخباري أوكراني أن زورقا مسيّرا يحمل 450 كيلوغراما من المتفجرات استهدف ناقلة روسية في عملية مشتركة لجهاز الأمن والبحرية الأوكرانيين.

وفي حين قال المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية أندريه يوسوف إن الأسطول الروسي لم يعد محصنا أمام هجمات بوسائل صغيرة لكنها حديثة؛ صرح ميخائيل بودولياك، المستشار بمكتب الرئاسة الأوكرانية، بأن تدمير القواعد العسكرية لروسيا يجبرها على الامتثال لمعايير القانون الدولي.

وقال مسؤول موال لموسكو بالمناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق أوكرانيا) إن العديد من أفراد الطاقم أصيبوا بسبب الزجاج المتطاير جراء الهجوم.

ونشرت حسابات أوكرانية على موقع "إكس" (تويتر سابقا) مقطعا مصورا لزورق مسيّر يتجه نحو الناقلة الروسية، في حين نشرت حسابات روسية صورا تظهر جانبا من الأضرار التي لحقت بالسفينة.

وتحدثت تقارير عن سماع انفجارات بالقرب من جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم والبحر الأسود ببحر آزوف، والذي تعرض سابقا لهجوم بزوارق مسيّرة ملغمة.

استهداف سفينة روسية

ويأتي الهجوم على ناقلة النفط في ظل توترات متصاعدة بالبحر الأسود بعد انسحاب روسيا الشهر الماضي من اتفاق تصدير الحبوب، وتبادلت كييف وموسكو التهديد باستهداف السفن المارة بالمنطقة في حال الاشتباه بأنها عسكرية.

وقالت البحرية الأوكرانية اليوم السبت إنها رصدت 7 سفن معادية في البحر الأسود إحداها مجهزة بـ4 صواريخ من نوع كاليبر.

وذكرت الوكالة الأوكرانية لخدمات الملاحة أن 6 موانئ روسية على البحر الأسود تقع في منطقة الخطر من الحرب.

وكان مصدر استخباراتي أوكراني قال أمس إن جهاز أمن الدولة والبحرية استهدفا سفينة الإنزال الروسية "أولينغوروسكي غورنياك" في قاعدة نوفوروسيسك البحرية جنوب غرب روسيا، في حين أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها أفشلت هجوما بزوارق مسيّرة على ميناء نوفوروسيسك.

واكتفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتوجيه الامتنان لجهاز أمن الدولة لنقله المعركة إلى روسيا، وفق تعبيره.

Military mobility of Ukrainian soldiers in the direction of Bakhmut
المدفعية الأوكرانية تستهدف مواقع روسية قرب مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (وكالة الأناضول)

سير المعارك

ميدانيا، نشرت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت صورا قالت إنها لتقدم الجيش الروسي في محور كوبيانسك في أطراف مقاطعة خاركيف المتاخمة لمقاطعتي لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا.

وقالت الوزارة إن قواتها سيطرت على بلدة نوفوسيليفسكي بمقاطعة لوغانسك. وكانت القوات الأوكرانية استعادت هذه البلدة من القوات الروسية في ديسمبر/كانون الأول 2022.

في المقابل، قالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن قوات بلادها اخترقت خط الدفاع الأول للقوات الروسية في محاور قتال عدة جنوب البلاد، مضيفة أن المواجهات انتقلت إلى خط الدفاع الأوسط الذي أقامه الجيش الروسي في تلك المناطق.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن عدة مدنيين قتلوا وتعرضت منشآت للبنية التحتية للدمار نتيجة قصف نفذته القوات الروسية استهدف مناطق عدة داخل الأراضي الأوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية.

في غضون ذلك، نفى السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ما تناقلته وسائل إعلام عن نية روسيا تعليق ما سماها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى ما بعد الانتخابات الأميركية العام المقبل.

ومنذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي، تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا على جبهة تمتد نحو 1400 كيلومتر من الشمال الشرقي إلى الجنوب ولم تحقق سوى مكاسب محدودة، وتقول كييف إن ذلك يعود لحقول الألغام والتحصينات القوية التي أقامها الروس.

المصدر : الجزيرة + وكالات