بعد تداوله عبر مقطع فيديو على نطاق واسع.. ما حقيقة تقريع رئيس ناميبيا للسفير الألماني؟

COP26 Summit - Day Three
رئيس ناميبيا حاجي جينجوب (غيتي)

تداول ناشطون الأيام الماضية مقطع فيديو نشر بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر رئيس ناميبيا حاجي جينجوب يتوجه بحديث قاس لمن وصف بأنه سفير ألمانيا في البلاد، منتقدا نظرة الغرب إلى أفريقيا.

وظهر الفيديو -عبر حساب الناشط العربي على تويتر المعروف باسم "K.Diallo"، يوم السبت- دون ذكر أي معلومات عن سياق الفيديو أو موعد تصويره.

وقال الناشط "سؤال السفير الألماني الموجه لرئيس ناميبيا يعبر عن نوع من إستراتيجية الوصاية الدولية التي تمارسها أغلب الدول الغربية آخر 20 سنة ضد أي دولة من الجنوب العالمي تحاول الخروج من حدود علاقات السيطرة والتبعية أو تبحث عن علاقات اقتصادية متكافئة".

وقد انتشر مقطع الفيديو عبر المنصات العالمية، بعد أن نشرته منصة "In context" اليوم الثاني من مارس/آذار الجاري، وحقق قرابة ربع مليون مشاهدة حتى الآن.

وفي الفيديو المشار إليه، يقوم السياسي الألماني بانتقاد الرئيس الناميبي بسبب تزايد نفوذ الصين في بلاده، مشيرا إلى ذلك بقوله "إن عدد الصينيين في ناميبيا أصبح يساوي 4 أضعاف التعداد السكاني لألمانيا".

ويرد الرئيس الناميبي عليه مستنكرا حديثه، قائلا إن بلاده "سهلت الأمور على الألمان ومنحتهم تأشيرات للدخول إلى أراضيها، ومع ذلك لم تتغير نظرتهم لناميبيا، ولا يزال أبناء الشعب الناميبي، بمن فيهم البعثة الدبلوماسية، يتعرضون لمضايقات في ألمانيا".

ثم يتابع الرئيس حديثه مشيرا إلى رفضه النظرة الغربية للقارة الأفريقية، قائلا "لا تستهينوا بقدرتنا في أفريقيا".

وتحققت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة من الفيديو، وتبين أنه يعود إلى عام 2018، وأن السياسي الألماني الظاهر في الفيديو ليس سفير هذه الدولة الأوروبية في ناميبيا، بل هو "نوربرت لاميرت" رئيس البرلمان الألماني السابق، ولكنه بالفعل كان في زيارة للبلاد للحديث عن النفوذ الصيني المتزايد في الدولة التي استعمرتها ألمانيا، واعتذرت عن استعمارها رسميا في مارس/آذار من العام الماضي.

يذكر أنه في مايو/أيار2021، اعترفت ألمانيا بارتكاب مجزرة في العشرية الأولى من القرن الماضي، وقتل فيها نحو 80 ألفا من شعب هيريرو وناما (ضمن ما يعرف الآن بناميبيا).

وقال وزير الخارجية الألماني حينها هايكو ماس "في ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب من ناميبيا وأحفاد الضحايا العفو".

ومع طلب العفو، قدمت ألمانيا مبادرة بقيمة 1.35 مليار دولار، تُنفق على مشاريع إعادة الإعمار والتنمية وبرامج الرعاية الصحية والتدريب على مدى 30 عاما.