عقب قرار بوتين نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا.. واشنطن: لا مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام النووي

الرئيس بوتين (يسار) ونظيره البيلاروسي لوكاشينكو اتفقا العام الماضي على نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا (الفرنسية)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنه لا وجود لأي مؤشرات بشأن استعداد روسيا لاستخدام أسلحة نووية، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، في حين يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية هذا الأسبوع لتقييم وضعها الأمني.

وذكر البنتاغون في بيان له أنه لم يرَ أي سبب لتعديل الوضع النووي الإستراتيجي بعد قرار موسكو أمس السبت نشر أسلحة نووية تكتيكية في جارتها بيلاروسيا، والتي ربطت هذا القرار بنشر واشنطن أسلحة مماثلة في أوروبا، وقالت روسيا إنها لن تنقل السيطرة على تلك الأسلحة إلى بيلاروسيا، وإن هذا النشر لن ينتهك نظام عدم نشر أسلحة الدمار الشامل في العالم.

وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بأن روسيا وبيلاروسيا تحدثتا عن اتفاق بشأن نشر أسلحة نووية تكتيكية في العام الماضي، مؤكدا التزام واشنطن بمبدأ الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).

ويشير مصطلح الأسلحة النووية التكتيكية إلى تلك التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة بدلا من تلك التي لديها القدرة على إبادة المدن.

ولم يتضح عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع، لأن هذا الأمر لا يزال محاطا بسرية الحرب الباردة.

وعادة ما يكون للأسلحة النووية التكتيكية مدى أقصر بكثير من الأسلحة النووية المركبة على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

"رهينة نووية"

بدوره، حذر رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف -اليوم الأحد- من أن خطط روسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا سيزعزع استقرار ذلك البلد.

وكتب المسؤول الأوكراني على تويتر "لقد أخذ الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية".

وكان الرئيس الروسي بوتين قال أمس السبت إن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، لتكون المرة الأولى منذ منتصف التسعينيات التي تنشر فيها موسكو مثل هذه الأسلحة خارج أراضيها.

وسبق أن أطلق بوتين تهديدات مبطنة مرارا بأنه قد يستخدم أسلحة نووية في أوكرانيا، مما أثار مخاوف من عودة أجواء الحرب الباردة.

الرد بالمثل

وقال بوتين "لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود، هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها"، وتابع "اتفقنا على القيام بالأمر نفسه"، مؤكدا الحصول على موافقة مينسك.

وأضاف "سبق أن ساعدنا زملاءنا البيلاروس وجهزنا طائراتهم بدون انتهاك التزاماتنا الدولية على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية، ثمة 10 طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من السلاح".

وأوضح أنه اعتبارا من الثالث من أبريل/نيسان المقبل ستباشر موسكو تدريب الفرق، وفي الأول من يوليو/تموز ستنجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا.

وكان بوتين أعلن سابقا أن التوترات النووية "تتزايد" في العالم، لكنه أكد أن موسكو لن تبادر إلى استخدام هذه الأسلحة أولا.

ولم يحدد بوتين موعد نقل الأسلحة إلى بيلاروسيا التي تشترك في حدود مع 3 أعضاء في حلف الأطلسي هم بولندا وليتوانيا ولاتفيا.

اليورانيوم المنضب

واعتبر الرئيس الروسي أن تزويد بريطانيا أوكرانيا بذخائر تحمل اليورانيوم المنضب هو محاولة غربية لإفشال الوساطة الصينية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وهدد بوتين باستخدام قذائف اليورانيوم المنضب في أوكرانيا إذا تلقت كييف ذخائر مماثلة من الغرب، قائلا -في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي أمس السبت- "روسيا تملك بالطبع الرد، لدينا من دون مبالغة مئات آلاف القذائف من هذا النوع (اليورانيوم المنضب) لا نستخدمها في الوقت الحاضر".

وقال الرئيس الروسي إن هذه الأسلحة "يمكن أن تصنف الأكثر ضررا وخطورة على الإنسان وكذلك على البيئة".

وتوصف ذخائر اليورانيوم المنضب بأنها فعالة جدا في اختراق الصفائح المدرعة، لكن استخدامها مثير للجدل، فهذا المعدن سام للجنود الذين يستخدمون الأسلحة وللمدنيين في المناطق التي تطلق منها.

وكانت أنابيل غولدي نائبة وزير الدفاع البريطاني أشارت الأسبوع الماضي إلى أن المملكة المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بقذائف "تحتوي على يورانيوم منضب"، وقالت إن "هذه الذخيرة فعالة للغاية في تدمير الدبابات والمركبات المدرعة الحديثة".

محطة زاباروجيا

وفي سياق آخر، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي -أمس السبت- أنه سيزور محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية الواقعة تحت السيطرة الروسية هذا الأسبوع، لتقييم الوضع الأمني الخطير هناك.

ويضغط غروسي من أجل إقامة منطقة أمنية حول أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا وأوروبا، والتي توجد فيها 6 مفاعلات، وقد تعرضت للقصف مرارا خلال الأشهر الماضية.

وستكون هذه ثاني زيارة يقوم بها غروسي إلى المحطة، فقد زارها في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث أسس حضورا دائما لخبراء وكالته.

وسيطرت القوات الروسية على هذه المحطة في بداية هجومها على أوكرانيا، وهي لا تزال بالقرب من خط المواجهة، ويتبادل الجانبان بين الفينة والأخرى تحميل بعضهما بعضا مسؤولية قصفها.

المصدر : الجزيرة + وكالات