الاحتلال ينفذ حملة اعتقالات بالضفة والاستخبارات الأميركية ترى وقائع مشابهة للانتفاضة الثانية

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة حملة اعتقالات جديدة في الضفة الغربية، في حين ترى الاستخبارات الأميركية وقائع في الأراضي الفلسطينية مشابهة لما حدث خلال الانتفاضة الثانية قبل أكثر من 20 عاما.

وجرت الحملة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة وأسفرت عن اعتقال 8 فلسطينيين، وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته وبالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات حرس الحدود التابعة للشرطة الإسرائيلية كانت تبحث عمن وصفهم بمشتبه بهم.

بدورها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن الفلسطينيين الثمانية اعتقلوا في مناطق جنين وطولكم والخليل وأريحا إثر دهم منازلهم وتفتيشها.

وأضافت الوكالة أن مواجهات اندلعت بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل وفي مخيم عقبة جبر جنوب أريحا.

كما اندلعت مواجهات محدودة قرب حاجز شعفاط العسكري شرقي القدس المحتلة، حيث أطلق شبان متظاهرون ألعابا نارية قرب أحد الأبراج العسكرية الإسرائيلية.

وتأتي الاعتقالات الجديدة فيما لا تزال تخيم أجواء التصعيد على الأراضي الفلسطينية عقب العمليات الإسرائيلية الأخيرة التي خلفت شهداء في مخيم جنين ومناطق أخرى، والتي تلتها عمليتان في القدس المحتلة أوقعتا قتلى وجرحى إسرائيليين.

وفي غزة، قصفت طائرات إسرائيلية أمس الخميس مواقع للمقاومة، وردت الأخيرة بقصف مستوطنات غلاف غزة بعدة صواريخ.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية الأسبوع الجاري، ودعا للتهدئة ووقف التصعيد.

الانتفاضة الثانية

في هذه الأثناء، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز أمس الخميس إن محادثاته الأخيرة مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين جعلته أكثر قلقا بشأن احتمالات تفاقم العنف بين الجانبين.

وأضاف بيرنز خلال كلمة بجامعة جورج تاون بواشنطن أنه قلق أيضا من أن ما يحصل اليوم يحمل الكثير من التشابه مع وقائع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

من جهتها، قالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية إن الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية مقلق.

وردا على سؤال بشأن مناقشة خطط أمنية أميركية مع الفلسطينيين، قالت نولاند إن الأميركيين بحثوا مع الإسرائيليين والفلسطينيين تعزيز النواحي الأمنية في الضفة الغربية.

وفي السياق، قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث مع الملك الأردني عبد الله الثاني أمس الخميس في البيت الأبيض آليات الحد من التوترات، ولا سيما في الضفة الغربية، مضيفا أن بايدن جدد التأكيد على الموقف الأميركي الداعم بقوة لحل الدولتين.

وبحسب البيان، أكد الرئيس الأميركي على الضرورة الملحة للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة بالقدس.

نفي فلسطيني

بدوره، نفى أحمد الديك مستشار وزير الخارجية الفلسطيني أن يكون وزير الخارجية الأميركي قد طرح أي خطة أو مبادرة أمنية لوقف التصعيد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء الماضي في رام الله.

وذكر الديك في اتصال مع الجزيرة أن عباس أكد لبلينكن تمسكه بضرورة وقف الإجراءات "الأحادية والانتقامية" الإسرائيلية، ومن بينها قتل الفلسطينيين والاجتياحات و"قرصنة" الأموال الفلسطينية وهدم المنازل.

وكان موقع "أكسيوس" (Axios) نقل أمس الخميس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن وزير الخارجية الأميركي ضغط على الرئيس الفلسطيني لقبول وتنفيذ خطة أمنية أميركية خلال زيارته.

ووفقا لأكسيوس، تهدف الخطة لإعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس شمالي الضفة، وتشمل تدريب قوة فلسطينية خاصة سيتم نشرها في هذه المنطقة لمواجهة ما سمتها المليشيات.

وذكر الموقع أن الإسرائيليين أيدوا الخطة الأميركية، في حين تحفظ المسؤولون الفلسطينيون عليها لعدم احتوائها على مطالب من إسرائيل بتقليل توغل جيشها في المدن الفلسطينية.

وردا على مجزرة مخيم جنين الأخيرة -التي استشهد فيها 10 فلسطينيين- أعلنت السلطة الفلسطينية أنها أوقفت التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.