إسكات البنادق أبرز ملفاتها.. القمة الأفريقية الـ36 تنطلق في أديس أبابا غدا السبت

القمة الافريقية في أديس أبابا
ملفات عديدة تبحثها القمة الأفريقية الـ36 في أديس أبابا (الجزيرة)

أديس أبابا- تنطلق غدا السبت القمة الأفريقية الـ36 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعلى أجندتها العديد من القضايا، أبرزها التقدم المحرز في مبادرة إسكات البنادق وتحديات الأمن الغذائي.

كما تبحث القمة ملفات سياسية واقتصادية، وبالإضافة إلى موضوعها الرئيسي لهذا العام والذي يأتي تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية"، سيتم تقييم خطة التنفيذ للسنوات العشر الأولى ووضع خطة التنفيذ العشرية الثانية من رؤية الاتحاد الأفريقي التي تمتد حتى 2063.

وسيسلم الرئيس السنغالي ماكي سال الذي تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي منذ فبراير/شباط 2022، الدورة الحالية 2023 لرئيس جزر القمر غزالي عثماني.

إحلال السلام

وانطلقت فعاليات القمة في مقر الاتحاد الأفريقي باجتماعات الدورة العادية الـ42 للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية دول الاتحاد.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إن الاتحاد نجح في جهوده في إحلال السلام بعدد من دول القارة، مشيرا إلى أن المنظومة الأفريقية عازمة على تغليب الحلول السلمية التي ينبغي أن يديرها الأفارقة بأنفسهم.

وأضاف فكي أن الاتحاد ساهم بشكل كبير في المصالحة بإثيوبيا والسودان، مضيفا أنه على الرغم من قوة التدخل الخارجي في شؤون هذه الدول، "فإننا ساهمنا في التقدم نحو نهج جديد شامل وتوافقي".

كما أشار إلى إنشاء آليتين للبحث عن السلام والمصالحة في منطقة البحيرات العظمى وشرق الكونغو الديمقراطية، وعقد اجتماعات بشأن التغيرات "غير الدستورية" في أفريقيا.

جهود دون الطموح

ويرى مراقبون أن القارة الأفريقية لا تزال تواجه الكثير من التحديات الأمنية والسياسية والتغييرات غير الدستورية، لافتين إلى أن الجهود الأفريقية بشأن مبادرة إسكات البنادق لا تزال بعيدة.

وقال الصحفي والباحث في شؤون الاتحاد الأفريقي أحمد إبراهيم إن ما تم من مصالحة اتفاق سلام في إثيوبيا ووضع آليات في منطقة البحيرات العظمى، غير كاف مقارنة بانتشار التحديات الأمنية في القارة.

وعن مدى نجاح الاتحاد الأفريقي في حل أزمات القارة، أضاف إبراهيم للجزيرة نت أن السنوات الأخيرة بأفريقيا اتسمت بحروب أهلية وانتفاضات وانقلابات وأزمات أدت إلى انتشار عدم الاستقرار وأودت بحياة الآلاف في القارة، معتبرا أن الجهود التي بذلها الاتحاد لا تزال دون الطموح.

موضوع العام 2023

ويعد شعار القمة أحد أهم الموضوعات الرئيسية في فعاليات وأجندة القمم الأفريقية، إذ يستمر لعام كامل، وينبثق عنه عدد من الفعاليات والقضايا طوال العام.

ويهدف شعار العام 2023 "التسريع في تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية" إلى القضاء التدريجي على التعريفات الجمركية على التجارة داخل أفريقيا، حيث يسهل على الشركات الأفريقية التجارة بين دولها والاستفادة من النمو الأفريقي.

واستعرض مفوض الاتحاد الأفريقي للتنمية الاقتصادية والتجارة السفير ألبرت موشانجا إحصاءات القارة من حيث السكان والفرص في مختلف الأعمال الاقتصادية.

وتتمتع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بإمكانية تجارة قارية بإجمالي ناتج محلي يبلغ 3.4 تريليونات دولار، ومن المتوقع أن توسع منطقة التجارة الحرة حجم اقتصاد أفريقيا إلى 29 تريليون دولار بحلول عام 2050.

وأشار المفوض إلى التحديات التي تواجه القارة وتقتضي ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقية، وقال إن الاتحاد الأفريقي بحاجة إلى زيادة السرعة في التنمية المتناسبة في جميع أنحاء أفريقيا، مشددا على أهمية التطلع للحكم الرشيد والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة وسيادة القانون.

إصلاحات الحوكمة

سيشكل ملف إصلاحات الحوكمة العالمية المتعلق بحصول أفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي حضورا طاغيا في أجندة القمة.

وستبحث الجهود المبذولة لترقية الموقف الأفريقي الموحد الذي يؤكد على ضرورة تمكين القارة من الحصول على مقعدين دائمين في الهيئة الأممية، ورفع تمثيلها في فئة المقاعد غير الدائمة من 3 إلى 5 مقاعد.

وشهد العام 2005 إطلاق لجنة أفريقية تتكون من 10 دول أفريقية مكلفة بتطوير مقترحات بشأن إدخال إصلاحات على آليات مجلس الأمن، كما تم تكليفها بحشد التأييد في العالم لرؤية أفريقيا لهذه الإصلاحات.

التنافس على القارة

وستتيح القمة للقادة الأفارقة فرصة تقييم استعداد الاتحاد الأفريقي لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية العديدة التي تواجهها القارة في العام المقبل، وعلى رأسها إنهاء النزاعات والتدخل الخارجي المتمثل في التنافس الدولي على القارة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي في شؤون القرن الأفريقي عبد الشكور عبد الصمد أن التنافس الخارجي على القارة يمكن أن يكون فرصة للاتحاد الأفريقي للتفاوض والحصول على أفضل النتائج والفرص بين الدول المتنافسة.

وقال في حديث للجزيرة نت إنه على الرغم من أن الاتحاد الأفريقي لم يحقق مستوى كبيرا في طموحات وتطلعات الشعوب الأفريقية، فإنه حاول أن يضع أسسا لعمل يمكن البناء عليه.

وأوضح أن التنافس على القارة يعزز موقف المفاوض الأفريقي، مشيرا إلى أن بعض القيادات الأفريقية أصبحت تدرك هذا الأمر وتعمل على الاستفادة من هذه الفرص التنافسية.

لكن الصحفي أحمد إبراهيم اختلف في نظرته للنفوذ والصراع العالمي على القارة بصورة مغايرة، وقال إن التدخلات الخارجية أسهمت في عدم الاستقرار، مستدركا بأن "الاتفاقات التي تم التوصل إليها عام 2022 تمنح الأمل في بعض الأماكن، رغم أن بؤر الأعمال العدائية لا تزال تتجدد في أماكن أخرى".

وستشهد فعاليات القمة اجتماعا للجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا بهدف منح دفعة قوية للجهود الأفريقية في هذا الملف، حيث شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على أهمية اتخاذ موقف أفريقي مشترك بشأن تمويل عمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد بالقارة.

المصدر : الجزيرة