جيفري ساكس: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة وستفشل عسكريا

U.S. economist Jeffrey Sachs speaks during an interview with Reuters in Rome, Italy, March 15, 2016. Picture taken March 15, 2016. REUTERS/Max Rossi
الأكاديمي الأميركي جيفري ساكس: أميركا ليست وسيطا في مفاوضات السلام لأنها حليفة لإسرائيل (رويترز)

قال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كولومبيا الأميركية جيفري ساكس إن "تصرفات إسرائيل في قطاع غزة جرائم حرب"، وإن القصف المستمر والحصار الدائم قد يتسببان في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء.

وأضاف ساكس -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن إسرائيل لا تستطيع تحقيق الأمن عن طريق الحرب، بل من خلال تسوية تضمن الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، بوصف ذلك جزءا من حل سياسي شامل وعادل.

وساكس تم اختياره مرتين ضمن قائمة مجلة التايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وله عدة مؤلفات كانت 3 منها الأكثر مبيعا وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، كما حاز العام الماضي على جائزة "تانغ" للتنمية المستدامة.

أسباب الفشل العسكري

ويرى أستاذ الاقتصاد السياسي أن الفشل سيكون مصير العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وأرجع ذلك إلى 3 أسباب:

  • سبب عسكري، حيث ستواجه إسرائيل صعوبات كبيرة في حرب المدن بغزة، وستخسر أعدادا كبيرة من قواتها، مما سيضع ضغوطا سياسية وإنسانية داخل إسرائيل من أجل تبني إستراتيجية تقوم على العمل السياسي بدل القوة العسكرية.
  • سبب جيوسياسي، إذ "سيطالب العالم بشكل متزايد إسرائيل بوقف مذبحتها"، وستصبح الضغوط السياسية المفروضة عليها قوية أكثر فأكثر، سواء في داخل منظمات الأمم المتحدة أو في غيرها.
  • سبب جيوإستراتيجي، فما يحدث في غزة اليوم يرفع احتمالية إطالة أمد الحرب، وأن تمتد إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، وهذا من شأنه أن يزيد المخاطر الأمنية بشكل كبير على العالم أجمع، بما في ذلك إسرائيل.

وقال ساكس عن فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانتخابات عام 2006 إنه كان يجب على إسرائيل أن تفتح مفاوضات دبلوماسية وسياسية مع حماس من دون شروط مسبقة، وكان يجب على المسؤولين الإسرائيليين أن يجتمعوا مع مسؤولي حماس للتوصل إلى تفاهم يهدف إلى مستقبل من السلام المتبادل.

وأشار ساكس -الذي يشغل منصب رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة- إلى أنه يجب التوصل إلى سلام مع الشعب الفلسطيني، وينبغي تحقيق ذلك باعتراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين، بحيث تتمتع فلسطين بالسيادة على أراضيها، بما في ذلك القدس الشرقية. وهذا لا يتعلق بحماس في حد ذاتها، وإنما بفلسطين.

أميركا ليست وسيطا

ورفض أستاذ الاقتصاد السياسي أن تكون أميركا وسيطا في مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، لأنها "حليفة لإسرائيل وهو أمر واضح"، لكننا نحتاج إلى توافق عالمي في الآراء بشأن المضي قدما، وهذا الإجماع يكاد يكون موجودا لولا الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد قليل من البلدان التي تسبح عكس التيار.

ويتولى ساكس أيضا حاليا مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا الأميركية، وقال عن الساسة الأميركيين "إنهم مؤيدون لإسرائيل بقوة، ليس فقط بسبب اللوبي الإسرائيلي، بل أيضا بسبب الأيديولوجية الأميركية". و"علاوة على ذلك فإن الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات متحالفان بقوة مع إسرائيل".

وطالب في ختام تصريحاته بالتحرك نحو الحل السياسي الذي تأخر 50 عاما، وطالب "المجتمع الدولي بأن يتحد من أجل تحقيق العدالة في هذه الرقعة الجغرافية التي تضم بين طياتها شعبين". وقال "إن حل الدولتين هو الخطوة الأولى الضرورية نحو هذا المسار"، بعد أن اعتبرت "العديد من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات السياسية الإسرائيلية النظام الإسرائيلي بمثابة نظام قائم على الفصل العنصري".

المصدر : الجزيرة