كوسوفو تتهم صربيا بالسعي لاحتلال بلداتها الشمالية بدعم من روسيا

التوتر في كوسوفو هو الأحدث ضمن سلسلة أحداث هزت المنطقة منذ الاستقلال في 2008 (الأناضول)

اتهمت كوسوفو اليوم الثلاثاء صربيا بمحاولة احتلال بلدياتها الشمالية في سيناريو مشابه لما حدث في إقليم دونباس بأوكرانيا، من خلال نشرها قوات على حدود البلدين، مؤكدة أن روسيا تدعم بلغراد في هذا المسعى سياسيا ودبلوماسيا ولوجيستيا.

يأتي ذلك فيما جددت الخارجية الأميركية قلقها "العميق" إزاء ما وصفته بتصاعد التوترات وأعمال العنف المتفرقة شمال كوسوفو، مشيرة إلى أن واشنطن طالبت صربيا بسحب قواتها من الحدود وخفض التوتر ولاحظت انسحاب "بعض" من القوات والآليات، وأنها تتوقع أن تواصل بلغراد خطوات عدم التصعيد.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الأسبوع الماضي رصد "انتشار صربي عسكري كبير على طول الحدود مع كوسوفو" داعية إلى سحب تلك القوات، وقالت بلغراد أمس إن انتشار قواتها في المنطقة الحدودية عاد إلى "وضعه الطبيعي".

كما أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سينشر نحو 600 جندي بريطاني في كوسوفو لتعزيز قوته المنتشرة في البلاد باسم قوة "كفور" للتصدي للتوتر المتجدد هناك.

فرض عقوبات

وقال وزير داخلية كوسوفو جلال سفيتشلا للجزيرة إن هناك مجموعات أخرى يجري تدريبها داخل صربيا وتنتظر اللحظة المناسبة لتكرار ما حدث.

وذكر المسؤول الكوسوفي أن ما وصفه بمشروع صربيا فشل في هذه المرحلة لكن بلغراد لن تتوقف، مشيرا إلى أن ما تتوقعه بريشتينا من المجموعة الدولية "ليس مجرد تصريحات لكن فرض عقوبات ضد صربيا".

واتهم وزير الداخلية الكوسوفي صربيا بالضلوع المباشر في الهجوم الذي شنته مجموعة صربية في شمال كوسوفو وأودى بحياة شخص. وقال في تصريحات للجزيرة إن كوسوفو حصلت على أدلة ضمنها صور ووثائق تؤكد هذا الضلوع.

توقيف مشتبه

وقد أعلنت الداخلية الصربية اليوم توقيف ميلان رادويتشيتش المشتبه بتزعمه المجموعة المسلحة التي شنت الهجوم في 24 أيلول/سبتمبر الماضي، وهو حادث كان الأخطر منذ أعوام وأثار مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.

ولقي أحد عناصر شرطة كوسوفو مصرعه في الهجوم الذي نفذته مجموعة من الصرب، أعقبه إطلاق نار بين الشرطة والمجموعة المسلحة أودى بحياة 3 من المسلحين الذين لجؤوا إلى دير في قرية قرب الحدود الصربية.

وقالت الداخلية الصربية إنها أوقفت رادويتشيتش، موضحة -في بيان- أنه تم وضعه قيد الحبس الاحتياطي 48 ساعة وتسليمه إلى النيابة العامة في بلغراد، مؤكدة تنفيذ عمليات دهم وتفتيش شقته وعقارات أخرى عائدة له.

ولم تقدم الشرطة تفاصيل إضافية بشأن مكان إلقاء القبض عليه أو المداهمات.

ورادويتشيتش هو رجل أعمال وممثل سياسي سابق لصرب كوسوفو. وقدم الأسبوع الماضي استقالته من منصب نائب رئيس "القائمة الصربية"، وهي التشكيل السياسي الأساسي لصرب كوسوفو.

وخضع رادويتشيتش للاستجواب لدى الشرطة الصربية مرة أولى السبت، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس ألكسندر فوتشيتش أنه موجود في "وسط صربيا" ويمكن للسلطات الاستماع إليه.

حلم الحرية

وقال رادويتشيتش في رسالة عبر محاميه غوران بيترونييفيتش، إنه تحرك ردا على "إرهاب" حكومة كوسوفو ضد المجتمع الصربي المحلي، مشيرا إلى أن الهدف مما قام به كان "تهيئة الظروف لتحقيق حلم الحرية لشعبه في شمال كوسوفو".

يشار إلى أن التوتر في شمال كوسوفو يعود إلى أشهر خلت، بعد قرار رئيس الوزراء ألبين كورتي في مايو/أيار الماضي تعيين 4 من الألبان على رأس مجالس محلية في بلدات تقطنها غالبية من الصرب، بعدما قاطع هؤلاء الانتخابات التي أجريت في مناطقهم.

والتوتر الأخير في الشمال هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تهز المنطقة منذ إعلان استقلالها في 2008، وهي خطوة لا تزال بلغراد ترفض الاعتراف بها.

المصدر : الجزيرة + وكالات