صدور الحكم الأخير في جرائم النظام.. تعرف على تاريخ وضحايا وزعماء الخمير الحمر

A man prays at the Choeung Ek memorial during the annual "Day of Anger" where people gathered to remember those who perished during the communist Khmer Rouge regime, outskirts of Phnom Penh
نصب تذكاري لضحايا نظام الخمير الحمر في سبعينيات القرن الماضي (رويترز)

أعلنت المحكمة الخاصة بمحاكمة الخمير الحمر في كمبوديا اليوم الخميس قرارها النهائي وثبّتت حكم السجن مدى الحياة بحق آخر شخصية بارزة في النظام ما تزال على قيد الحياة.

ونظرت المحكمة في طلب استئناف قدمه خيو سامفان وهو رئيس النظام الشيوعي الذي يتهم بقتل نحو ربع سكان كمبوديا في أقل من أربع سنوات في سبعينيات القرن الماضي، حيث أعلن رئيس القضاة كونغ سريم في القرار المطول أنه "لم تجد غرفة المحكمة العليا أسسا موضوعية في الحجج المقدمة من خيو سامفان بشأن الإبادة".

كما ثبّتت المحكمة إدانات صدرت في 2018 بحق المسؤول السابق البالغ عمره 91 عاما بتهم جرائم عدة ضد الإنسانية، ومنها القتل والتعذيب والاستعباد، على قاعدة "العمل الإجرامي المشترك" حتى وإن لم يكن شارك شخصيا في جميع تلك الجرائم.

وأيّدت الحكم السابق الذي اعتبر أن خيو سامفان لديه "معرفة آنية مباشرة بارتكاب جرائم وشارك النية في ارتكابها". وقال القاضي كونغ سريم إن الاتهامات تتعلق بـ"عدد من أبشع الجرائم" المرتكبة خلال حكم الخمير الحمر الملطخ بالدماء.

 وتتعلق أحكام الإدانة بالإبادة الجماعية خصوصا باضطهاد أقلية الفيتناميين الإثنية، الذين يعتبر الخمير الحمر أفرادها أعداء خونة من الداخل.

وجلس خيو سامفان هزيلا منحنيا على كرسي متحرك في قفص الاتهام، وأصغى بانتباه إلى الحكم المطول بمساعدة سماعات، حيث رفضت المحكمة حججه القائلة إن الخمير الحمر كانوا مجرد حركة سياسية تهدف إلى تحسين حياة الكمبوديين.

وصرح بن شين نائب رئيس الوزراء الكمبودي للصحفيين بعد صدور الحكم بأن المحكمة "معترف بها دوليا كنموذج" للدول الأخرى التي تتطلع إلى محاكمة قضايا بعد حروب أو نزاعات داخلية.

وقال فيرغال غاينور -وهو أحد المدعين العامين- إنه لا يمكن لأي محكمة أن تحقق العدالة الكاملة لمثل هذه الفظائع "الهائلة للغاية"، لكن المحكمة ساهمت في التحرك العالمي ضد الإفلات من العقاب لمرتكبي الفظائع الجماعية.

خيو سامفان أدين بجرائم القتل والتعذيب والاغتصاب (رويترز)

ترحيب بالعدالة

ورحّب الناجون بالحكم، وهو آخر حكم تنطق به المحكمة التي لم تحاكم سوى 5 مسؤولين من الخمير الحمر، توفي اثنان منهم خلال إجراءات المحاكمة.

واحتشد قرابة 500 شخص في قاعة المحكمة لسماع النطق بالحكم، ومن بينهم رهبان بوذيون ودبلوماسيون ومسؤولون حكوميون وناجون من نظام الخمير الحمر.

وبين الحاضرين تشوم مي (91 عاما)، وهو واحد بين حفنة من الأشخاص الناجين من سجن "إس-21″، حيث مورس هناك التعذيب وقُتل قرابة 18 ألف شخص، وقد رحب بالحكم قائلا "أنا سعيد، الحكم منطقي، يمنحني العدالة".

أما ليم تشينغ، التي فقدت أكثر من 20 من أقاربها ومن بينهم والدتها، فقالت لوكالة "فرانس برس" (AFP) إن "الحكم هو الحكم الصائب، فقد ارتكب نظام بول بوت أمورا سيئة وقتل الناس".

وقال لي سوس -وهو ناج من المسلمين التشام- إن حكم الخميس سيمنح بعض الراحة لأبناء مجموعته التي تعرضت أيضا للاضطهاد على أيدي الخمير الحمر.

 وأضاف الرجل البالغ من العمر 63 عاما "إنها أنباء طيبة لكمبوديا، أن يدان المسؤول الوحيد من الخمير الحمر الذي لا يزال على قيد الحياة، أشعر بالسعادة، لكنني مستاء لعدم تمكننا من إدانة الذين توفوا".

أحكام سابقة

يشار إلى أنه في 2018، حُكم على "نوون شيا" -المعروف باسم "الأخ رقم 2"- بالسجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم أخرى، بما في ذلك التزويج القسري والاغتصاب. وتوفي نوون شيا في 2019.

وقضت المحكمة بالسجن مدى الحياة للرجلين في 2014 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قضية أخرى تتعلق بالإخلاء القسري العنيف لـ"بنوم بنه" عاصمة كمبوديا في أبريل/نيسان 1975، عندما دفعت قوات الخمير الحمر سكان العاصمة إلى معسكرات عمل ريفية.

والمتهم الآخر الذي دانته المحكمة الخاصة هو "كاينغ غويك إياف" المعروف بـ"دوتش" مدير سجن "إس-21" السيئ السمعة، حيث قتل قرابة 18 ألف شخص.

يشار إلى نظام الخمير الحمر حكم كمبوديا في الفترة ما بين 1975 و1979 بقيادة "بول بوت" المعروف أيضا باسم "الأخ رقم 1″، والذي لم يمثل أبدا أمام العدالة؛ إذ توفي في 1998 قبل إنشاء المحكمة.

المصدر : وكالات